نساء أسهمن في صياغة صناعة الأزياء
إعداد: VALENTINA MARIANI
قوة النساء وتأثيرهن في عالم الموضة غير محصورين بأناقتهن الشخصية وإطلالاتهن العصرية اللافتة. هنا 10 نساء يملكن طبعا ذوقا رائعا في الأزياء، ولكن الأهم أنهن أسهمن حقا في صياغة صناعة الأزياء كما نعرفها اليوم بتأثيرهن الإيجابي، وشاركن في توجيه رياح التغيير التي حملت قطاع الأزياء إلى المستوى التالي.
Annie Leibovitz
هي من أفضل مصوّري البورتريه في الولايات المتحدة، ومن المواهب التي غيّرت وجه تصوير الأزياء إلى الأبد، بفضل صورها الأيقونية والمستفزّة أحيانا والمميزة بالوقفات والألوان المفاجئة. بدأت مسيرتها المهنية في السبعينيات لدى مجلة "رولينغ ستون"؛ ومن خلال ابتكار بعض أروع الأغلفة لمجلّتي "فانيتي فير" و"فوغ"، أثبتت "ليبوفيتز" أنها من النساء الأكثر تأثيرا في صياغة توجّهات عالم الموضة. من أشهر أعمالها، تصويرها للمغنّي الراحل "جون لينون" مع زوجته "يوكو أونو"، إضافة إلى الملكة "إليزابيث" الثانية وعائلتها. تتمحور رسالة صورها حول تمكين النساء ومنح من لا يستطعن التحدث عن أنفسهن صوتا.
Pat McGrath
خبيرة الماكياج البريطانية التي تستعمل يديها بدلا من فراشي الماكياج، شخصية مؤثرة للغاية في عالم الموضة. ابتدعت إطلالات جمالية لكل علامات الأزياء الكبرى في كواليس عروض أسابيع الموضة، ولبعض أشهر جلسات التصوير. إضافة إلى ذلك، صممت مجموعة مستحضرات التجميل من دار "جورجيو أرماني"، وتتولّى اليوم منصب مديرة التصميم الإبداعي للجمال لدى شركة "بروكتر أند غامبل". في 2015، أطلقت علامتها الخاصة "بات ماكغراث لابز" التي قُدّرت قيمتها بعد أربع سنوات فقط بنحو مليار دولار أمريكي. ونتيجة لمسيرة عطائها وإنجازها ونجاحها، كرّمتها الملكة "إليزابيث" الثانية في عام 2021 بلقب "ديم" أو "سيّدة"، وأصبحت بذلك أول خبيرة ماكياج تحصل على هذا اللقب الشرفي.
Miuccia Prada
في 1978، تسلّمت "ميوتشا برادا" زمام شركة السلع الجلدية التي أسسها جدّها، وبدأت بتصميم الحقائب في عام 1985. منذ ذلك الحين، وضعت ملكة التمرّد على الموضة الإيطالية أسس صيحات كثيرة، وما زالت تقود الكثير من اتّجاهاتها. بجهودها ورؤيتها، حوّلت "ميوتشا برادا" الموهوبة والقوية شركة متواضعة إلى إمبراطورية أزياء. هي اليوم مديرة إبداعية شريكة لدار "برادا" ومديرة إبداعية لعلامتها "ميو ميو". تأثيرها كبير إلى درجة أن تصاميمها تلهم صناعة الأزياء بأكملها، وتنعكس على إطلالات النساء، موسما تلو الآخر. وقد أثبتت "ميوتشا برادا" طوال مسيرتها كيف أنه بإمكان المرأة أن تكون جميلة وجذابة بدون ابتذال، بل بكلّ رقي.
Diane von Fürstenberg
تعيد "ديان فون فورستنبرغ" تصوّر قواعد الموضة وتشكيل قالبها منذ السبعينيات، أي حين ابتكرت فستانها الملتفّ الأيقوني الذي صار من أساسيات خزانة المرأة القوية والمؤثرة في كل أنحاء العالم. إلى جانب إِشرافها على علامة الأزياء الفاخرة التي تحمل اسمها، ترأست المصممة البلجيكية الأصل "مجلس مصممي الأزياء في أمريكا" على مدى 13 عاما. كما أنها تدير أيضا مؤسسة "عائلة فورستنبرغ" التي تدعم منظمات غير ربحية متخصصة في بناء المجتمعات، والتعليم، وحقوق الإنسان، والفنون، والصحة، وحماية البيئة. في عام 2019، أطلقت "فورستنبرغ" برنامج بث صوتي أو "بودكاست" بعنوان INCHARGE# حصريا على منصة "سبوتيفاي"، والهدف منه تمكين النساء. من بين النساء اللواتي استضافتهن في حلقاتها، "كريس جينر"، و"إلين ويلتروث"، و"كارلي كلوس"، و"بريانكا شوبرا"، و"مارتين روثبلات"، و"تيو وان لين".
Vivienne Westwood
منذ عرضها الأول في 1981، تحدّت الراحلة "ويستوود" تقاليد الموضة وأعرافها، بل حطّمت قواعدها ودمّرت قيودها. تلاعبت بالأساليب والأنماط التاريخية العائدة إلى حقب ماضية، واستمدّت منها إلهامها لتصمم ملابس مبتكرة ستستمر في التأثير في الموضة في المستقبل. وإلى جانب دورها القيادي والريادي في التصميم المبتكر، بنت "ويستوود" إرثا من المناضلة في سبيل قضايا كبيرة في صناعة الأزياء. لم تخشَ يوما قول رأيها بصراحة، وعبّرت بأعلى صوت عن معارضتها للرأسمالية ولتدهور حالة البيئة. وكان نشاطها الاجتماعي والبيئي والإنساني في جوهر هوية علامتها. بالنسبة إلى "ويستوود"، كانت الموضة وسيلة لإشراك الناس في قضايا سياسية واجتماعية مختلفة.
Linda Fargo
تشغل "ليندا فارغو" منصب نائب الرئيس الأول للمتجر الشامل "برغدورف غودمان"Bergdorf Goodman منذ عام 2006. من موقعها، لا شك في أنها إحدى أكثر النساء تأثيرا في قطاع الأزياء الأمريكي. نراها دائما جالسة في الصفوف الأولى خلال عروض أسابيع الموضة، وهي مسؤولة طبعا عن اكتشاف الصيحات الآتية التي ستجذب المتسوقات في المتجر الشامل الفخم "برغدورف غودمان"، أي أيضا في الولايات المتحدة ككل. عمل "فارغو" يشبه ما يقوم به محررو الموضة، إذ تستخلص أهم الصيحات الآتية من الملاحظات المفصلة والدقيقة التي تدوّنها في عروض الأزياء، قبل أن تغربلها وتختار القطع والإطلالات المحددة التي تشعر بأنه يجب تسليط الضوء عليها في المتجر.
Maria Grazia Chiuri
منذ اللحظة التي عينت فيها دار "ديور" الإيطالية "ماريا غراتسيا كيوري" في عام 2016 مديرة إبداعية جديدة لها، فهمت المصممة أهمية المهمّة. قبل أن تصبح أول امرأة تتولى الإدارة الإبداعية لدار "ديور"، أمضت "كيوري" التي ولدت في روما في عام 1964، 17 عاما لدى "فالنتينو". لم تنجح فقط في إحداث تحوّل تغييري في الدار الفرنسية خلال السنوات الست الأخيرة، بل فتحت أيضا أبواب "ديور" للاحتفاء بفنانين وحرفيين من كل أنحاء العالم، وللاحتفاء قبل كل شيء بالنساء اللواتي يرتدين تصاميمها.
Delphine Arnault
في 11 يناير انتشر خبر تعيين "دلفين" الابنة الكبرى لأغنى رجل في العالم "برنار أرنو" رئيسة تنفيذية لثاني أكبر علامة في مجموعة "إل في إم إتش"، وهي علامة "كريستيان ديور". كانت "دلفين" العضو الأصغر سنا، والمرأة الثانية فقط في المجلس التنفيذي لمجموعة "إل في إم إتش"، وقد قال والدها في بيان: تحت قيادتها، شهد الطلب على منتجات "لويس فويتون" ارتفاعا كبيرا، وهو ما أتاح للعلامة تسجيل أرقام مبيعات قياسية بشكل منتظم. وأشار إلى أن نظرتها الثاقبة وخبرتها المميزة ستؤهلانها لقيادة التطوير المتواصل لدار "كريستيان ديور".
Sarah Burton
بعد أن تسلّمت الإدارة الإبداعية لدار "ألكساندر ماكوين" عقب وفاة المؤسس "لي ماكوين" عام 2010، صارت "سارة بورتون" إحدى أكثر النساء قوة وتأثيرا في قطاع الأزياء على الصعيدين البريطاني والعالمي. تخرّجت "سارة" من كلّية "سنترال سينت مارتنز" الشهيرة، وصقلت موهبتها خلال عملها مع "لي ماكوين" على مدى أكثر من 15 سنة كانت خلالها يده اليمنى. إلى جانب تصميم الأزياء، تكرّس وقتها أيضا لمؤسسة "سارابند" Sarabande التي أسسها الراحل "لي ماكوين" بهدف توفير منح ومساحات عمل لفنانين وإنتاج فعاليات عملية وملهمة.