داليدا بين الفن والشهرة.. بصمة في عالم الموضة بإطلالات خالدة
هي الملهمة والأيقونة، هي الشقراء الأنيقة، التي نأتي على ذكرها في كل مرة نريد أن نسلط الضوء على أسماء من أصول عربية، إستطاعت أن تحقق نجاحات مبهرة وشهرة عالمية لافتة، إنها داليدا النجمة الخالدة، ذات الأصول المصرية، الأيقونة التي ما زلنا حتى اليوم نعشق أغانيها، وستايلها الخاص الذي لا يتكرر. إطلالات داليدا ما زالت في البال، وصورتها لم تغب عن ذاكرتنا، فهي النجمة ذات الصوت القوي، والصورة الإستعراضية، تمتلك المسرح أينما حلّت، حضوراً وأداءًأ. اليوم داليدا، وبعد أداء وإستمرارية أغنت بها الفن العالمي لأكثر من 3 عقود، نستذكرها في هذا النص، بجولة سريعة على إطلالاتها، نجاحاتها، ستايلها الخاص وأسلوبها الذي إنعكس وأثر في كثير من المحبين والمتابعين من حول العالم. قومي معنا بهذه الجولة، وتعرفي على هذه الفنانة الذي مازال نجمها ساطع بعد رحيلها حتى يومنا هذا.
أكثر ما تميّزت به داليدا... في ذاكرة كل الأجيال
عندما نقول داليدا، تلقائياً تظهر صورتها في بالنا على النحو الآتي، الشقراء الفاتنة، في إطلالة فخمة بالفرو الفاخر، مع نظاراتها الشمسية العريضة. نعم، داليدا أكثر ما تميّزت به، هو شعرها الكثيف الأشقر، المنسدل دائماً على كتفيها، بالإضافة إلى عشقها للفرو، التي كانت تعتمده دائماً على المسرح وفي إطلالاتها اليومية. كما أنها كانت كلاسيكية في إختيار نظاراتها الشمسية، حيث كانت دائماً بتصميم عريض بالّلون الأسود أو البني الداكن. هنا بعض الصور التي تبرز لنا الصورة النمطية لهذه النجمة الإستعراضية، لتبقى هنالك صورة راسخة أخرى لها في ذهن البعض، وهي صورتها على المسرح وهي رافعة يدها إلى الأعلى، المسرح التي عشقته وغنت له مراراً وتكراراً، قائلةً Moi Je Veux Mourrir Sur Scene، أي " أنا أريد أن أموت على المسرح". لكل نجمة، بصمة في عالم الموضة، تبقى راسخة في عقول الناس والمتابعين، فهل توافقونا الرأي فيما يخص الأيقونة داليدا؟!
أيقونة للموضة.. تصاميم وإطلالات عرضت بأهم المتاحف
ألهمت داليدا النجمة المحبوبة العديد من المصممين العالميين، ومجموعة إطلالاتها وملابسها الواسعة تظهر مدى إنفتاحها، وعشقها للتنوع، فهي كانت ترتدي فساتين بأساليب مختلفة، وأنماط متعددة، أحياناً تعتمد الأنيق الكلاسيكي، وأحياناً الإستعراضي الصاخب. هذا التنويع، جعل منها أيقونة لافتة في عالم الموضة والأزياء، وإسم جاذب لعدد كبير من متابعي الموضة، مما أدى إلى عرض أبرز فساتينها التي إعتمدتها على مر 3 عقود في Palais Galliera في باريس، الذي أقام معرضاً خاصاً لأزيائها المميّزة والراقية.
قوامها الرشيق أيضاً كان عاملاً جاذباً للعديد من المصممين في العالم، فكانت طويلة القامة، نحيلة الخصر، وجميلة المظهر. هنا نستعرض في الصور المرفقة بعض من هذه الإطلالات المعروضة في Palais Galliera، وهي طبعاً إطلالات خالدة بتوقيع أهم المصممين العالميين.
العالم العربي يفتخر بأصول داليدا.. وهي تبادله الشعور
ولاندا كريستينا جيجليوتي، هذا هو إسم داليدا الأساسي، المولودة عام 1933 في مصر والفرنسية الإيطالية الجنسية. غنت داليدا بالعديد من اللّغات من بينها الفرنسية الإيطالية وحتى العربية، وتواصلت مع الناس عبر المحيطات. أكثر ما يُذكر من أدائها في مصر، عندما كانت تسأل جمهورها "مبسوطين"؟ تعبيراً منها على حبها ووفائها لجمهورها العربي وبلدها الأم، الذي نشأت وترعرت فيه، وطبعاً لا ننسى أغنيتها التي كانت ترددها في كل حفل لها، Salma Ya Salama، التي تعتبر حتى يومنا هذا الأغنية الأكثر تعبيراً عن الحب والإنتماء للوطن. هي من عائلية فنية فوالدها عازف كمان في دار الأوبرا المصرية، وأختها الممثلة المصرية والراقصة الشرقية المشهورة نجوى فؤاد.
هي ممثلة، عارضة أزياء، ملكة جمال مصر عام 1954، ومغينة بارعة تتمتع بصوت قوي لافت لا مثيل له. داليدا النجمة العالمية، التي لا إفتخرت بأصولها العربية دائماً، ورغم سفرها وعيشها في الخارج، وإختلاف وتنوع جنسياتها، إلاّ أنها بقيت تحن إلى بلدها مصر، وتكرر زياراتها إلى القاهرة وبيروت بشكل دائم ولافت. بالإضافة إلى ذلك قدمت أغاني باللّغة العربية، وإعتمدت إطلالات عديدة ترمز إلى الثقافة المصرية خصوصاً أو الشرقية بشكلٍ عام.
من جيل إلى جيل.. تبقى داليدا الأيقونة الخالدة
نعم إنها الفنانة التي عشقها كل جيل، وتماشت مع كل فئة عمرية، بأغاني خالدة وإطلالات ما زالت حتى اليوم تعتبر عصرية على الموضة. تعاملت داليدا مع أهم الأسماء في عالم تصميم الأزياء، وبرزت بصور لافتة، بإطلالات كلاسيكية تارةً، وإطلالات عصرية جريئة تارةً أخرى. ستايل داليدا لم يكن ثابتاً في مسيرتها الفنية، فأحياناً كانت تختار إطلالات بسيطة بألوان أساسية بعيدة عن المبالغات والتعقيدات، وأحياناً أخرى كانت تميل إلى الإطلالات الإستعراضية المبالغ فيها من ألوان وتصاميم وحتى أقمشة. هنا نستعرض بعض من الإطلالات التي إشتهرت بها، منها الكلاسيكي في الصورة الأولى التي تجمعها مع المصمم الفرنسي العالمي Pierre Balmain، ومنها الأنيق الساحر بلمسته الدراماتيكية بالّلون الأحمر من توقيع المصمم Jean Desses، وفي الصورة الأخيرة إطلالة جريئة عصرية إستعراضية بفستان ذهبي اللّون حمل توقيع المصمم Michel Fresnay.
بالاستماع إلى أغانيها أو مشاهدة عروضها على خشبة المسرح أو موهبتها في التمثيل، في كل حالاتها، هي الأيقونة الخالدة التي منذ رحيلها عام 1987 حتى يومنا هذا، أغانيها وإطلالاتها ما زالت راسخة في عقولنا. كانت داليدا أيقونة وفنانة مبدعة لكل ما للكلمة من معنى، كانت أنيقة، بسيطة، وعصرية في نفس الوقت، وهذا أكثر ما كان يميّزها وأكثر ما جعلها نجمة فريدة من نوعها.