نساء من العالم يعتمدنَّ الـpower suit.. الملكة رانيا وكيت ميدلتون أبرزهنَّ.. هل يعكس هذا التصميم قوة المرأة؟
البدل الرسمية، أو الـPower suits، إسم يطلق على الزي الرسمي للذكور في المناسبات الرسمية أو المناسبات الفخمة الخاصة، ه, الزي المؤلف من جاكيت مع سروال في الأساس، ليتطور اليوم بتصاميم متنوعة ومختلفة. طبعاً البدل الرسمية، في الماضي البعيد كانت تعتبر الزي الرسمي للرجال، وتطورت مع مرور الزمن والوقت، بإضافة بعض اللّمسات لتناسب المرأة، وتحررها من القيود، والملابس المحددة، فكلنا نعلم أن السروال أيضاً من التصاميم التي كانت تعتبر ذكورية في الأساس. مفاهيم تبدلت وتغيرت مع مرور الوقت، فكل مصمم أزياء عالمي له نظرته العامة في الموضة وبصمته الخاصة، والتي قد تجعله يصنع التاريخ ويغيره في لحظة. البدلة النسائية اليوم هي مرادف حرية الحركة ومظهر السلطة والقوة مع الأناقة واللّمسة المفعمة بالأنوثة. إذا كنت من محبي البدل الرسمية أم لا، لا يمكنك أن تنكري أنها تصميم اليوم نسائي، يعكس السلطة، القوة والنفوذ أحياناً، نعم، قد تكون هذه السلطة منبعثة من كون التصميم في الأساس تصميم رسمي ذكوري، ولكن المرأة عززت من أناقة هذا التصميم، وأضافت بصمتها الأنثوية الراقية، وحولت هذه البدلة الرسمية الذكورية إلى تصميم سلطوي ناعم مليء بالجاذبية والقوة في نفس الوقت.
السلطة الناعمة.. ملكات أميرات ومشاهير من حول العالم إعتمدنَّ البدل الرسمية
عندما نقول السلطة الناعمة، تلقائياً يخطر في بالنا الجنس اللّطيف، نعم اليوم للمرأة دور مهم في المجتمع على جميع الأصعدة، وللموضة دور مهم في إبراز هذا الحضور وهذه السلطة. كل سيدة، ترتدي ما يمثلها، ما يعكس شخصيتها، والسيدة التي تميل إلى إختيار البدل الرسمية بالتأكيد هي سيدة قوية، قادرة، ولديها قدر عالي من السلطة. قد تكون ربة منزل، تتمتع بشخصية واثقة وقوية، أو قد تكون إمرأة عاملة في مجالات عدة، ولكن في الأغلب هذا الزي هو زي أنيق ورسمي، يناسب سيدات المجتمع، اللّواتي يتمتعن بحضور قوي، وشخصية بارزة، كالملكات، الأميرات، النواب، الوزراء، السيدات العاملات في القطاع الديبلوماسي، الصحفيات، أصحاب الشركات وأخريات كثر القائمة تطول. نعم، هذا الزي هو زي رسمي، أنيق، كلاسيكي أحياناً، وذلك يقف عند التنسيق، فلكل سيدة بصمتها الخاصة، وذوقها الخاص في تنسيق ملابسها، إذ من الممكن تنسيقه مع قميص، بلايز، أكسسوارات كربطة العنق، القبعات، حذاء الكعب العالي، حذاء الموكاسان وغيرها طبعاً.
ملكات وأميرات في عالمنا، مؤثرات في عالم الموضة، وملهمات على جميع الأصعدة، يتمتعنَّ بحضور قوي وفعال في المجتمع، يعتمدنَّ البدل الرسمية في إطلالات متعددة ومختلفة، أبرز هذه الأسماء الملكة رانيا، ملكة الأردن المتألقة دائماً، والأميرة كايت ميدلتون الجميلة والراقية. الملكة المتألقة رانيا، تعتمد البدل الرسمية بإستمرار، خصوصاً خلال لقاءاتها التلفزيونية، فهي تعتبرها زي أنيق رسمي يناسب شخصيتها وحضورها ومكانتها. أما الأميرة كايت، الأنيقة جداً، تعتمد أيضاً بإستمرار البدل الرسمية وتختارها بألوان زاهية مميّزة، وتنسقها بأسلوب أنيق وعصري يواكب صيحات الموضة العالمية مع الحفاظ طبعاً على الضوابط والقيود الملكية. القائمة طبعاً تطول، ولكن هذه الأمثلة، هي خير دليل على أهمية هذا التصميم، إنعكاسه، وقدرته على تجسيد قوة المرأة وجديتها في التعامل والحوار بشكلٍ خاص.
بعيداً عن السلطة والقوة، هو تصميم يعتبر أنثوي جذاب، إستطاعت الصيحات المتتالية من جعله تصميم أنثوي لا تقل جاذبيته عن الفساتين. البدل الرسمية النسائية، المؤلفة من جاكيت مع سروال، أو تنورة، تعتبر اليوم تصميم ذو حدين، مصدر للسلطة وللأنوثة معاً.
لمحة تاريخية.. لكوكو شانيل الدور الأبرز
القصة قديمة جداً، من محاولات منددة، وقواعد كُسرت، بدأت الحكاية. يقول البعض أن البداية كانت عام 1870 عندما بدأت الممثلة سارة برنهارد في ارتداء ملابس الصبيان في الأماكن العامة، كاسرةً لكل القيود والعرف. فى ذلك التوقيت من كانت ترتدى بدلة رسمية أو ملابس ذكورية بالتحديد، كانت تعتبر إمرأة فاضحة. ومع مرور الوقت، إستطاعت كوكو شانيل، المصممة الأيقونة، من أن تقود ثورة نسائية في عالم الموضة والأزياء على عدة أصعدة، ومن هنا كانت البداية. إستطاعت شانيل من تحرير المرأة، كاسرةً القيود، والقواعد التي تفرض على النساء زياً معيناً، أو فستاناً ضيقاً، وأطلقت تصاميم تتسم بالراحة والتحرر متحديةً الجميع. أبرز هذه التصاميم كانت البدلة الرسمية النسائية التي كانت عبارة عن جاكيت مع تنورة بطول الكاحل.
البداية كانت من كوكو شانيل، لتبدأ الفكرة بالإنتشار والتوسع، ففي نظرة سريعة على تاريخ البدلات النسائية في القرن الـ19، كانت النساء في أوروبا تعتمد زي شبيه للبدلات الرسمية لممارسة أنشطة رياضية متنوعة مثل ركوب الخيل، والرماية. المُروِجات طبعاً هنَّ المشاهير، فكانت النجمات والممثلات في ذلك الوقت، هنَّ من يتبعنَّ صيحات الموضة، ويعتمدنَّ أبرزها وأحدثها، ففي الثلاثينيات ظهرت ممثلات عدة يعتمدنَّ البدل الرسمية، أبرز هذه الأسماء مارلين ديتريش.
من بعدها وتحديداً في أربعينيات القرن العشرين، بدأت مجموعة :الباتشوكا"وهي حركة ثقافية ثورية نسوية، في أميركا اللّاتينية، بإرتداء البدل الرسمية يقيناً منهننَّ أنها ليست حكراً فقط على الرجال، في رفض تام لفكرة أن المرأة وجودها محصور في المنزل كزوجة وأم فقط.
في الستينيات، أطلق المصمم العالمي إيف سان لوران بدلة سهرة رسمية للمرأة، ومن بعدها بدأت التصاميم تأخذ مجراها الجديد، وبدأت البدل الرسمية النسائية تغرو ساحات الموضة العالمية، وتنتشر رويداً رويداً. دور أزياء عالمية كثيرة، خَطت على درب شانيل وسان لوران، فتطورت البدل الرسمية النسائية وإنتشر مفهوم إعتمادها في المناسبات الرسمية، المحافل السياسية، الحفلات والمناسبات الخاصة.
عام 1981، وفي خطوة تاريخية مفصلية في تاريخ دار إيف سان لوران، أُطلق تصميم مستحدث للبدلة الرسمية تحت إسم Le Smoking، معبراً حينها المصمم الفرنسي الشهير سان لوران، قائلاً أن هذا التصميم هو الأكثر أهمية في مشواره المهني. حتى يومنا هذا هذا الدار لا يستغني عن هذا التصميم، إذ نراه موجوداً في كل مجموعة تصدر، بتحديثات حديدة، وقصات مواكبة لصيحات الموضة العالمية.