المصممة وفاء الحوثري لـ"هي": أحرص على تمثيل وتجسيد المرأة العربية والسعودية في تاريخها ومبادئها
منذ صغرها سحرها عالم الموضة، خصوصًا مقارنة الحاضر والماضي والاختلافات على مر السنوات، هذا الأمر ولّد لدى المصممة الشابة "وفاء الحوثري" الشغف والرغبة بدخول هذه الصناعة التي أرادت أن تكون جزءًا منها وأن تبدع فيها.
وفي إطار احتفال مجلة "هي" بالجيل الجديد من مبدعي الأزياء السعوديين وذلك بالتعاون مع مجلس الأزياء السعودي وبدعم من "سيفورا الشرق الأوسط"، تابعي معنا هذه المقابلة التي أجريناها مع المصممة "وفاء الحوثري".
تؤكد الحوثري أن مجال الموضة والأزياء مميز جدًا في العالم العربي، لكونه عالم مليء بالحضارات والثقافات المختلفة، وبالتالي تؤثر هذه العوامل على الأزياء والموضة وتجعلها أكثر تنوعًا وتتمتع بطابع خاص، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على المملكة العربية، مضيفةً "لذلك أرى أن مستقبل الموضة في العالم العربي مبهر جدًا وسيكون وجهة من وجهات الموضة في المستقبل". وأردفت "نعم هناك تغيرات بالطبع بحكم تغير الزمن والجيل وتغيّر الأفكار، خصوصًا أن الموضة تواكب دائمًا الأزمان وبالتالي يحدث التغيير فيها بشكل ملحوظ."
الحوثري وصفت التعاون بين SRMG ومجلس الأزياء السعودي بالناجح والمفيد بالنسبة للمصممين الناشئين، مشيرةً إلى أنه يمدهم بالدعم المهني ويعزز الإعتراف بأسماء جديدة في مجال الأزياء والتعرف على مواهب جديدة ومتنوعة، كما يمكن من خلاله إحداث تغيير وتطور وتوسع في مجال صناعة وثقافة الأزياء. أما عن ظهور تصاميمها على صفحات مجلة "هي"، فقالت "مجلة "هي" تعني لي الكثير كونها مجلة مرموقة ولها مكانتها بالمجال، كما أعتبر أن نشرها لتصاميمي فرصة كبيرة جدًا بالنسبة لي وأشعر بالتميز وأنا ممتنة كثيرًا وأشكرهم على اختيارهم لتصميمي.
وردًا على سؤال عما بامكانها أن تقدّمه لبلدها من خلال مجال التصميم، قالت "كمصممة أحب أن أخلق وأبتكر تصاميم وبالتحديد العباية، وهي من أكثر التقاليد التي ما زال المجتمع السعودي يتمسك بها، كما أن تكون التصاميم مستوحاة من التراث السعودي والعبارات الإسلامية والعلم السعودي الذي يمتاز بلونه الأخضر الملكي ونقاوة اللون الأبيض. سأكون سعيدة بتقديم قطع مميزة تخدم المجتمع السعودي بثقافته وفكره وتقاليده."
تحتفل الحوثري بالمرأة العربية عمومًا والسعودية خصوصًا من خلال إنشاء وإبتكار تصاميم وقطع تناسبهم وتخدمهم في حياتهم العملية والشخصية، وتحرص على أن تمثّل وتجسّد المرأة العربية والسعودية بتاريخها ومبادئها.
وعن مصادر إلهامها تقول "أبحث عن مصدر إلهام يكون له معنى عميق بالنسبة لي، لكي يمتزج في التصاميم طابعي الشخصي وطابع مصدر الإلهام"، أما عن الصفات الثلاث التي تحدد أسلوبها وتميّزه عن غيرها، فتقول إن أسلوبها في التصميم يمكن وصفه بالأنيق، البسيط والمبتكر، وهذا ما يجعله مميزًا وملفتًا.
أما عن الشخصية التي تؤثر بها على الصعيد المهني، أشارت الحوثري إلى أنه لا يوجد شخصية معينة بشكل عام تؤثر بها كمصممة، ولكن هناك شخصيات في عالم التصميم أو مصممين يؤثرون بها من خلال إبداعهم في خلق تصاميم مبهرة وآسرة، وتتعلم منهم الكثير. وعن مصممها المفضّل، فتكشف أن هناك الكثير من المصممين على سبيل المثال Alexander McQueen الذي يتميز بأناقة تصاميمه الآسرة، و هناك أيضًا Giambattista Valli الذي تحبّ فيه تركيزه على استخدام قماش التل في أغلب تصاميمه، الأمر الذي يعطي للقطع جمالًا أخاذًا ويسحر الناظرين.
ما يميّز تصاميم وفاء الحوثري، على حد قولها، هو الأناقة والبساطة، وتؤكد حرصها على أن تكون موجودة دائمًا في مجموعاتها المستقبلية.
أما عن عاصمة الموضة الأقرب إلى قلبها، فتقول "ميلانو، روما ولندن، لأنني ببساطة أحب تاريخ أزيائهم وأعشق هذه المدن التي تتميز بجمالها كما أنها تحمل طابع الزمن القديم إلى حد الآن."