Oscar de la Renta تاريخ من الفخامة والمجد..
عند الحديث عن المصمم الراحل "أوسكار دي لا رنتا" فنحن بالتأكيد نتحدث عن أهم المصممين الذين شكلوا وصقلوا مشهد الأزياء الأمريكي، ولوّنه بألوانه البراقة وانجذابه لحرفة الكوتور.
كان "دي لا رنتا" مصمم أزياء مشهور ساعد في وضع معيار للملابس الأنيقة لأكثر من 50 عاماً، وُلد "أوسكار دي لا رنتا" في 22 يوليو 1932، وترعرع إلى جانب ست أخوات في أسرة من الطبقة المتوسطة في سانتو دومينغو، جمهورية الدومينيكان.
في سن الثامنة عشرة، غادر الجزيرة الكاريبية لدراسة الرسم في أكاديمية "سان فرناندو" في مدريد. أثناء وجوده في إسبانيا، كان يحلم بأن يصبح رساماً تجريدياً، ولكن بدلا من ذلك أصبح مهووساً بعالم الموضة وتصميم الأزياء. فتحت موهبته بالرسم التصويري الأبواب له، وسرعان ما حصل على تدريب مهني مع مصمم الأزياء الأكثر شهرة في إسبانيا، "كريستوبال بالنسياغا".
في عام 1961، بينما كان في إجازة في باريس، تم تعيينه لأول وظيفة حقيقية له في الأزياء، في "لانفين كاستيلو".
في غضون عامين، انتقل إلى نيويورك وانضم إلى دار التصميم الأمريكية "إليزابيث أردن".
كان طموح "دي لا رنتا" عالياً وسعيه في المجال أُثبتَ بخطواته المتتابعة للتعلم وصعود الرُتب والنجاح، فابتدأ علامته التجارية للملابس الجاهزة في عام 1965.
من أقوال " أوسكار دي لا رنتا" عن اختلاف وتباين الرسم التصويري وتصميم الأزياء وتفضيله لها " عندما كنت أرسم، كنت أعمل على قماش مسطح، المرأة ليست قماشاً مسطحاً. المبدأ متشابه جداً، فهو محاولة إنشاء شيء له جاذبية كبيرة، ولكن أجد أن صنع الملابس أكثر إثارة".
سرعان ما أصبحت علامة "أوسكار دي لا رنتا" رمزاً للفخامة غير المُتكلفة لنساء المجتمع الراقي، وكثير منهن صديقات لزوجته آنذاك،"فرانسواز دي لانغليد" محررة مجلة فوغ الفرنسية الذين ترك عليهم بصمة طبيعية وانجذاب حقيقي لتصاميمه من دون عناء.
بدأ "دي لا رنتا" باكتساح الساحة وجذب الاهتمام بصورة كبيرة في أواخر الستينات الميلادية وأوائل السبعينات لمجموعاته المستوحاة من الغجر وروسيا مما اقترح طابعه العالمي وإلهامه ممتد الأبعاد والحدود الذي من شأنه مَيز إنتاجه الإبداعي على مدى العقود التابعة.
كانت مجموعاته حتى آنذاك حديثة وعصرية بشكل واضح، ومع ذلك كانت تمتلك أيضا حس بالرومانسية والأنوثة الطاغية، مما يعكس أسسه في كل من الملابس الرياضية الأمريكية والأزياء الراقية الأوروبية. تشمل العناصر الدائمة لرؤيته لوحة ألوان نابضة بالحياة، ومطبوعات حريرية دقيقة، واستخدام الكشكشة، والصور الظلية الناعمة. اشتهر “دي لا رنتا" بتصاميمه لفساتين السهرة والبدلات النسائية.
تميز الحمض النووي لـدار "أوسكار دي لا رنتا" بحس متنوع الخلفيات من الأناقة المُترفة، التي شكلت انعكاس مباشر نوعاً ما لهُ ولرحلته في مجال الأزياء.
فكانت فخامة تصاميمه مبهرة ومتقنة بتنفيذها بمهارات الخياطة الرفيعة والحرفة المتناهية، فكان "دي لا رنتا" متعدد المواهب وخلفيته الفنية تكونت من جمهورية الدومينيكان، والوقت الذي قضاه في إسبانيا، وفي أوروبا، فكانت مجموعاته انعكاس مخرجات ثقافية اجتمعت في توقيعٍ واضح ومعروف من الأناقة الخالدة المفعمة بالألوان والحس المسائي المتألق المندمج مع مشهد المجتمع الراقي في نيويورك وخارجها.
كان "أوسكار" من المصممين التقليدين بتوجهه، فهو مصمم أزياء كَرسَّ إبداعاته لإبراز جمال المرأة وإظهارها أولاً والتصميم هو الأداة التي تضعها في المقدمة، وزيادة معدل ثقتها الذي بعلاقة طردية طبيعية ارتفع فور ارتدائها من تصاميمه الراقية المفعمة بالفخامة.
قال "دي لا رنتا": "هناك اعتقاد خاطئ حول المصممين. في كثير من الأحيان يتم اتهامنا بالرغبة في إملاء أسلوب أو طريقة معينة لارتداء الملابس. أؤمن أن هدفي الوحيد كمصمم هو صنع شيء أعتقد أن المرأة تريد ارتدائه، أنا مجرد مُقدم للاقتراحات والأمر متروك لهم حقا ًلقبولها أم لا."
أدى نجاح علامته إلى إطلاق عطر في عام 1977، بالإضافة إلى التوسع في خطوط فرعية وخط للعرائس في وقت لاحق من حياته المهنية. بين عامي 1993 و2002، صمم "دي لا رنتا" مجموعات الأزياء الراقية لدار "بالمان"، ليصبح أول دومينيكي يصمم لدار كوتور فرنسي.
"أوسكار دي لا رنتا" بنى علامة تجارية مُعترف بها دولياً بالرقي والترف والأناقة الساحرة، وكان يُعتقد أنه واحد من السادة العظماء في الموضة.
تميزت تصاميمه بشعبية استثنائية وتفضيل كبير من قبل
السيدات الأوليات الأمريكيات، بما في ذلك "جاكلين كينيدي أوناسيس" و "نانسي ريغان" و "هيلاري كلينتون" و "لورا بوش" و"ميشيل أوباما".
على الرغم من تصاميمه التي احتلت الاهتمام الأكبر من قبل معظم سيدات أمريكا الأوليات قال المصمم ذات مرة: "الموضة غير سياسية وغير حزبية".
حظي المصمم الراحل على احترام كبير من قبل معاصريه، وشغل منصب رئيس مجلس مصممي الأزياء في أمريكا من عام 1973 إلى عام1976، ومن عام 1986 إلى عام 1988.