المصممة الكويتية اللامعة "بزة الزومان" لـ"هي": تكيّفت مع الجانب المتغير في طبيعة عملي وتعلمت أن أحبه وأتصالح معه لأحقق المزيد من النجاحات
عرفت "بزة الزومان" في مرحلة مبكرة من حياتها أن تصميم الأزياء شغفها، وتلقّت دروسا في الخياطة وهي لا تزال طالبة جامعية تتخصص في إدارة الأعمال. وانتقلت مصممة الأزياء الكويتية، التي ولدت في ولاية كارولاينا الجنوبية الأمريكية، إلى مدينة نيويورك، مطاردة أحلامها وطموحاتها، فحازت شهادة في تصميم الأزياء، وعملت إلى جانب المصمم العالمي "نعيم خان" لتطوير مهاراتها في ابتداع أزياء السهرة. رسما تلو الآخر، ودرزة تلو الأخرى، عززت موهبتها الفطرية، وحفرت مسارها الخاص في عالم الملابس المسائية، وهو ما دفعها إلى افتتاح مشغلها الفنّي وتأسيس علامتها الخاصة التي تحمل اسمها، لدى عودتها إلى وطنها الكويت. بنظرة ثاقبة تموّه الحدود بين الكوتور والملابس الجاهزة المسائية، وتنعكس من خلال حرفية استثنائية وتقنيات بناء دقيقة، تجمع "الزومان" عناصر المادّة واللون والقصّة في تجسيد مفهوم فريد للأناقة العصرية التي تتجاوز حدود المواسم والصيحات والاتجاهات.
في حواري هذا الشهر مع المبدعة "بزة الزومان"، نتحدّث عن رؤيتها الإبداعية، وتغلبها على التحديات، وتكيّفها مع التغيرات، ومجموعتها الأحدث لموسم ربيع وصيف 2024.
كيف تطورت فلسفتك الخاصة بالتصميم خلال مسيرتك المهنية؟ وهل يمكنك تحديد لحظة أو تجربة بارزة أثّرت على رحلة بزة الزومان المصممة؟
لقد طرأ على مسيرتي المهنية بعض التغيرات والأحداث المختلفة التي أعادت رسم ملامحها، بما في ذلك القرار الذي اتخذته عند عرض تشكيلتي لموسم خريف وشتاء 2020 في باريس خلال فبراير، قبل إعلان الإغلاق بوقت وجيز بسبب أزمة كوفيد-19. فاخترت وقتها تغيير منهج العلامة قليلا، لتتخصص أكثر في الأزياء الجاهزة بدلا من التركيز على تصميم الأزياء الراقية الحصرية، كما في بداية رحلتنا. كان هدفي آنذاك استقطاب المزيد من المتاجر، وشكّل ذلك الموسم المرة الأولى التي تعاونّا فيها مع علامات شهيرة مثل "بلومينغدفيلز" و"سمفوني" و"أناس"، وهو ما رسم لعلامتنا مرحلة جديدة من النمو والازدهار.
ما الذي يميّز تشكيلتك لموسم ربيع وصيف 2024 عن سابقاتها؟ وهل استخدمت موادّ أو أساليب مبتكرة في الفترة الأخيرة؟
تركّز تشكيلة ربيع وصيف 2024 على اكتشاف الأبعاد الثلاثية، فقد استلهمت تصاميمي من الفنون التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولا سيما من الأعمال الفنية للمبدعة "آنا شفيك"، إضافة إلى أعمال الفنانة "ديانا أورفينغ"، وهو ما دفعني إلى ابتكار عملٍ فريد ومنظم. وأدخلتُ تفاصيل الورود المصنوعة من الأورجانزا بأساليب متنوعة، وأرغب في مواصلة استكشاف أشكال التطبيق المتنوعة للأورجانزا، وجعلها موضوعا عامّا ضمن تشكيلة خريف وشتاء 2024.
ما أبرز القطع التي تعكس فلسفتك ورؤيتك الجمالية في تصميم الأزياء؟
أعتقد أن فساتين السهرة الطويلة الراقية بأكمام لافتة هي أهم ما يجسد فلسفتي في التصميم، إلى جانب الفساتين المصنوعة من حرير الميكادو وقطن البيكيه، والتصاميم المميزة بقصة مفتوحة عند الأكتاف، والفساتين بقصة ضيقة من الأعلى.
ما الخطوات التي تتخذها العلامة لاعتماد مفاهيم الاستدامة في مراحل التصميم والإنتاج؟
نحرص على إنتاج الأزياء بكميات محدودة لتجنب الفائض والهدر، كما نصمم منتجاتنا ضمن الدار، وهو الأمر الذي يسهم في توفير أجور عادلة وظروف عمل مثالية. ولا نركز على تصميم الفساتين وفقا للصيحات الرائجة في عالم الموضة، بل نعتمد أسلوبنا الخاص الذي يعكس جوهر علامتنا، وهو ما يمنح النساء فرصة التألق بها في كل الأوقات. لذلك نرى أن الكثير من العملاء يطلبون شراء قطع من تشكيلات سابقة.
هل يمكنك مشاركة تحدٍّ كبير واجهته في مسيرتك المهنية، لكونك مصممة متخصصة في أزياء السهرات الراقية؟ وكيف تغلبت عليه؟
في ظل كل ما يشهده عالمنا من تغييرات مستمرّة، نحن بحاجة إلى مواصلة الابتكار ومواكبة كل ما هو جديد. كما أن مهنتي كمصممة متخصصة في أزياء السهرة تتسم بالتطور والتجدد، وأفضّل الاستمتاع بكل لحظة خلال جميع مراحل التصميم والتأني بعملي. أعتقد أنني تكيّفت مع هذا الجانب المتغير في طبيعة عملي، وتعلمت أن أحبه وأتصالح معه، لأحقق المزيد من النجاحات.