عصر الموضة الجديد: د.ليلى البسام لـ"هي" الحفاظ على الهوية السعودية سيمكن المصمم من تحقيق التميز

عصر الموضة الجديد: د.ليلى البسام لـ"هي" الحفاظ على الهوية السعودية سيمكن المصمم من تحقيق التميز

رهف القنيبط
23 سبتمبر 2024

في رحاب رؤية 2030، ينشأ مشهد الموضة السعودي من جديد كطيف متلألئ يجسد لقاء التقليد والابتكار. مع عزم المملكة على أن تصبح مركزًا عالميًا للأزياء، ينبض هذا المستقبل بألوان جديدة تنبئ بمرحلة ذهبية للأزياء السعودية، حيث يمتزج التراث العريق بتقنيات المستقبل المتطورة.

وعلى ذلك استعرضت، مجلة "هي" في عدد سبتمبر، الذي يواكب احتفالات اليوم الوطني السعودي، أفكار ورؤى من أبرز الشخصيات التي تساهم في تشكيل هذا المستقبل الباهر. من بين الشخصيات، د. ليلى البسام، خبيرة في التراث وأستاذة الأزياء والمنسوجات التقليدية، حيث تروي لـ"هي" عن تطلعاتها وأحلامها في هذا المجال بجانب نظرتها الخاصة عن المستقبل الذي ينتظر عالم الأزياء في المملكة.

برأيك، كيف سيبدو مستقبل الموضة في المملكة خلال السنوات القادمة؟ وما الذي يميز هذا المستقبل عن الحاضر؟

يشهد مستقبل الأزياء والموضة في المملكة العربية السعودية تطورًا سريعًا وتحولًا كبيرًا، مدفوعًا بعدة عوامل تشمل التوجهات والدعم الحكومي، ونمو الوعي الثقافي المتزايد، ودخول التقنيات الحديثة. ما يسهم في تحويل المملكة إلى مركز إقليمي وربما عالمي في صناعة الأزياء، مع الحفاظ على تراثها وهويتها الثقافية المميزة.

كيف ستؤثر رؤية 2030 على مشهد الموضة في المملكة؟ وما هو دورك في هذا التحول؟

أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 هو تنويع الاقتصاد السعودي، وتطوير الصناعات الإبداعية ومنها صناعة الأزياء. لذا كان من ضمن الهيئات الثقافية التي أسستها وزارة الثقافة هيئة خاصة بالأزياء، تستثمر بشكل كبير في هذا القطاع من خلال دعم المصممين المحليين، وتنظيم الفعاليات، وتوفير بيئة داعمة لهم.

ومن أهم المنجزات تنظيم أسابيع الموضة، واطلاق منصة الكترونية تساعد في الوصول إلى تجمع مصممي الأزياء والمهتمين بصناعة الأزياء، لتبادل الخبرات والسعي نحو تحقيق صناعة أزياء عالمية مستدامة.

 وهذا المشروع الضخم الذي من خلاله سيتم دعم صناعة الأزياء السعودية التي سيميزها عن غيرها الحفاظ على الهوية السعودية  بخصائصها ليتم توظيفها في الأزياء المعاصرة المستوحاة مما تركه لنا أجدادنا من تراث ملبسي يميزه ثراء ألوانه وبساطة خطوطه واحتشامه ومناسبته للبيئة المحلية. هذا التميز عن ماهو موجود في السوق هو ما سيجعل المصمم السعودي مختلف عن غيره.

ما هي التغيرات أو الابتكارات التي تتوقعين حدوثها في صناعة الأزياء السعودية، والتي ستساهم في صنع التاريخ؟

الارتقاء بمستوى المصمم الفني والتقني والحرص على الجودة والاتقان من خلال الاشراف والتدريب والتطوير وتوفير الخدمات وتقديم المشورة وتسهيل الاجراءات للوصول إلى جودة المخرجات في مجال صناعة أزياء سعودية راقية تصل للعالمية وذلك يحتاج إلى دعم عملية التسويق لدى المصممين الذين غالبا ما يواجهون صعوبات في بيع منتجاتهم مما يصيبهم بالخيبة والشعور بالفشل في بداية المشوار ويكون عثرة في طريق مستقبلهم المهني.

كيف ترى تأثير الشباب السعودي على مستقبل الموضة في المملكة؟ وكيف يمكنهم قيادة هذا القطاع نحو العالمية؟

يبتكر مصممو الأزياء السعوديون تصميمات تجمع بين التراث والحداثة، مما يمنحهم ميزة تنافسية فريدة في الأسواق المحلية والدولية. كما أن هناك توجه متزايد لدى المصممين السعوديين لتسويق منتجاتهم على الصعيد العالمي. بالإضافة إلى وجود علامات تجارية سعودية في عروض الأزياء الدولية.

ما يسهم في تعزيز سمعة المملكة في مجال صناعة الأزياء، ومع التغيرات الاجتماعية الأخيرة، أصبحت المرأة السعودية أكثر تواجدًا في مجال الأزياء، سواء كمصممات أو كعارضات أزياء، مما يضيف زخمًا جديدًا لهذا القطاع.

 ما هو الحلم أو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه في عالم الموضة، والذي تعتقد أنه سيساهم في كتابة تاريخ جديد للموضة في السعودية؟

رغم الانفتاح والتحديث، لا يزال الحفاظ على الهوية الثقافية جزءًا لا يتجزأ من الأزياء السعودية. وتستمر التصاميم الحديثة في استلهام التراث مع لمسات عصرية،  فالموضة أصبحت وسيلة للتعبير عن الشخصية والهوية.

وأنا الآن أسعى لإصدار موسوعة عن الأزياء التقليدية السعودية في جميع مناطق المملكة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز. تم تدشين أول كتاب في أكتوبر الماضي وكان عن أزياء المنطقة الوسطى. وستساهم هذه الموسوعة في مساعدة مصممي الأزياء في فهم تراثهم الملبسي بجميع تفاصيله. 

إعداد:

مشاعل الدخيل

رهف القنيبط