عصر الموضة الجديد.. يحيى البشري لـ"هي": مستقبل الموضة في المملكة سيكون مليئًا بالفرص
في رحاب رؤية 2030، ينشأ مشهد الموضة السعودي من جديد كطيف متلألئ يجسد لقاء التقليد والابتكار. مع عزم المملكة على أن تصبح مركزًا عالميًا للأزياء، ينبض هذا المستقبل بألوان جديدة تنبئ بمرحلة ذهبية للأزياء السعودية، حيث يمتزج التراث العريق بتقنيات المستقبل المتطورة.
وعلى ذلك استعرضت، مجلة "هي" في عدد سبتمبر، الذي يواكب احتفالات اليوم الوطني السعودي، أفكار ورؤى من أبرز الشخصيات التي تساهم في تشكيل هذا المستقبل الباهر.
من بين الشخصيات، يحيى البشري، مصمم أزياء ومؤسس علامة التي تحمل اسمه حيث يروي لـ"هي" عن تطلعاته وأحلامه في هذا المجال بجانب نظرته الخاصة عن المستقبل الذي ينتظر عالم الأزياء في المملكة.
برأيك، كيف سيبدو مستقبل الموضة في المملكة خلال السنوات القادمة؟ وما الذي يميز هذا المستقبل عن الحاضر؟
مستقبل الموضة في المملكة يبشر بازدهار كبير في الماضي، لم يكن هناك اهتمام يذكر بهذا المجال، ولم تكن الموضة تحتل مكانة بارزة على خارطة المملكة. كانت الجهود محدودة وتعتمد على مبادرات فردية تُقدَّم خارج البلاد، وكان عدد المصممين والمصممات محدودًا للغاية.
لكن الآن، مع تأسيس هيئة الأزياء وتطوير البرامج والاستراتيجيات، بدأنا نلمس التغيير. أولاً، أصبح الناس ينظرون إلى هذه المهنة بتقدير واحترام، وبدأ الآباء والأمهات في تشجيع أبنائهم وبناتهم على الانخراط في هذا المجال، الذي أصبح معروفًا بعوائد جيدة ومكانته الاجتماعية المرموقة. ومع افتتاح العديد من معاهد وأكاديميات الأزياء، والابتعاث الجاري حاليًا للموهوبين والموهوبات، أرى أن مستقبل الموضة في المملكة سيكون باهرًا ومليئًا بالفرص.
كيف ترى تأثير رؤية 2030 على مشهد الموضة في المملكة؟ وما هو الدور الذي تراه لنفسك في هذا التحول؟
رؤية 2030 تمثل استمرارًا للمسيرة التي انطلقت مع تأسيس هيئة الأزياء في عام 2018. ومع تبقي نحو ست أو سبع سنوات حتى نصل إلى عام 2030، أعتقد أن المشهد سيتغير بشكل جذري؛ إذ سنشهد وجود عدد كبير من المهنيين المتخصصين في مجال الموضة. فالنهضة في هذا القطاع لا تعتمد فقط على مصممي الأزياء، بل تتطلب مشاركة واسعة من مختلف الخبراء والمهنيين الذين سيساهمون في تطوير هذا المجال بشكل شامل ومتكامل.
ما هي التغيرات أو الابتكارات التي تتوقع أن تحدث في صناعة الأزياء السعودية، والتي ستساهم في صنع التاريخ؟
الموضة ليست مجرد صناعة، بل هي عالم متكامل يضم أكثر من خمس وثلاثين مهنة متنوعة. وبناءً على ذلك، سنشهد في المستقبل القريب بروز متخصصين في مجالات متنوعة مثل تنسيق المظهر، وإدارة المتاجر، وإدارة العلامات التجارية، وإدارة التجارة الإلكترونية، وغيرهم من المهنيين. ومع استمرار التعليم والتطوير المهني، أتوقع أنه في غضون خمس إلى ست سنوات سنمتلك نخبة من المهنيين السعوديين المتميزين في هذه المجالات، شريطة أن يواصلوا رحلتهم التعليمية والابتعاثية.
لا شك أن التعليم هو الركيزة الأساسية لهذا النمو؛ فالاعتماد على الموهبة وحدها لم يعد كافيًا. الفكرة القديمة التي كانت تدعي بأن الموهبة تغني عن التعليم ستتلاشى أمام هذه الرؤية الجديدة. فـ رؤية 2030 تقوم على الموهوب المتعلم، الذي يجمع بين الإبداع والمعرفة، وهذا هو ما سيغير مشهد الموضة في المملكة.
مع هذا التركيز على التعليم والتطوير، سنشهد بزوغ أسماء سعودية لامعة على الساحة العالمية، ولا أستبعد أن تبدأ هذه الأسماء في الانتشار دوليًا حتى قبل حلول عام 2030.
ما هو الحلم أو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه في عالم الموضة، والذي تعتقد أنه سيساهم في كتابة تاريخ جديد للموضة في السعودية؟
بفضل الله، قد حققتُ أحلامي من خلال تقديم أكثر من سبعين عرضًا حول العالم، أما حلمي الآن فهو أن أرى مصممين ومصممات يمتلكون معرفة واسعة وشغفًا عميقًا بهذه المهنة. أؤمن بأنه من السهل الوصول إلى العالمية، ولكن بشرط أن ننطلق من المحلي. يجب على هؤلاء الموهوبين أن يبدؤوا دائمًا بالاعتزاز بالكنوز التي نمتلكها، وبالتراث الغني الذي تزخر به المملكة. فمعظم المصممين اليابانيين تمكنوا من غزو العالم من خلال قصاتهم وإلهامهم المستمد من تراثهم وبيئتهم.
لدينا في المملكة كنوز ثمينة، وأعتقد أنه من الضروري أن نُظهر للعالم هذه الكنوز بأسلوب عالمي وباستخدام تقنيات علمية، وليس فقط من منظور تراثي. أنا لا أتحدث عن إحياء التراث بشكل تقليدي، بل عن استلهام التراث وتقديمه بطرق مبتكرة. في هذا السياق، أعتقد أن حلمي الأكبر هو إنشاء أكاديمية متخصصة لمهن الموضة، وإن شاء الله سأرى هذا الحلم يتحقق يومًا ما.