حديث "هي" مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك: تجليات الإبداع والتمكين في صناعة الأزياء السعودية
تشهد المملكة انطلاقة جديدة نحو مستقبل مزدهر في عالم الموضة، حيث تتلاقى الأصوات النسائية والشبابية لتشكل روح فارقة في هذا القطاع. وعلى ذلك تخوض "هي" حديث ملهم مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، بوراك شاكماك، أثناء أسبوع الأزياء في الرياض. نغوص في أعماق هذه الصناعة المتنامية، مستكشفين الدور الحيوي لأسابيع الأزياء، والإنجازات المبهرة التي تحققت، وكيف تشكل النساء والشباب القوى الدافعة وراء هذه النهضة.
دور أسابيع الموضة في تعزيز العلامات التجارية السعودية
افتتحت "هي" حديثها مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك بالسؤال عن الهدف الرئيسي من استضافة هيئة الأزياء لأسبوع الأزياء في الرياض، حيث قال:" أسبوع الأزياء في الرياض هو جزء أساسي من بناء النظام البيئي المحلي في السعودية. كما تعلمين، وجود العلامات التجارية هو نقطة البداية، ولكن بدون أسبوع الأزياء لا تمتلك هذه العلامات منصة لعرض مجموعاتها."
ويكمل موضحاً:"من خلال إقامة حدث مثل أسبوع الأزياء مرة في السنة في الرياض ومرة أخرى في البحر الأحمر، نشكل نقطة تجمع للجهات الإعلامية والمشترون للتعرف على العلامات التجارية المحلية، واكتشاف مجموعاتها الأخيرة، وربما إتمام صفقات تجارية، كما يمكن أيضاً للمستهلكين الاستفادة من هذه اللحظات المميزة للتعرف على أحدث المجموعات واقتناء منتجاتها. لذا، من المهم جداً إقامة أسابيع الموضة ليس فقط لتسويق العلامات التجارية، بل أيضاً لإنشاء قنوات بيع جديدة لها."
تسليط الضوء على التنوع والإبداع في الأزياء السعودية
في إطار التطور المستمر لصناعة الأزياء السعودية، يُظهر تركيزًا أكبر على تنوع الفئات والعلامات التجارية، مما يعكس الازدهار والإبداع المتزايد في هذا القطاع، وعلى ذلك يوضح شاكماك:" هذا العام آرى أننا قمنا بتسليط الضوء على جميع الفئات بشكل أوضح مقارنة بالعام الماضي، على سبيل المثال، الأزياء الراقية "haute couture"هي فئة كبيرة في السعودية، ولذلك خصصنا يومين لها".
ليكمل الحديث: "كما شهدنا تواجد أسماء جديدة مقارنة بالعام الماضي قامت باستعراض مجموعاتها، مثل “وعد العقيلي”، بالإضافة إلى “خولة العيبان” و“فاطمة عبدالقادر”، هذه الأسماء عرضت عروض الأزياء الراقية الخاصة بها، بما في ذلك فئة العرائس، يليها بالطبع الأزياء الجاهزة " ready to wear" والأزياء اليومية ' streetwear".
إنجازات جديدة تعزز صناعة الأزياء في السعودية
بعد الحديث عن أسبوع الأزياء في الرياض، تطرقت "هي" للحديث عن الإنجازات التي تم تحقيقها في صناعة الموضة في المملكة العربية السعودية، حيث يقول بوراك:" نعمل على إنشاء منصة يلتقي فيها المشترين مع المصممين، وأسبوع الأزياء هو واحد من هذه الإنجازات، في الوقت ذاته، تمكنا هذا العام من إطلاق استوديو تطوير المنتجات"
ليواصل بقوله:" استديو " ذا لاب" في مدينة مسك، ليأتي هذا كجزء من سلسلة المبادرات في صناعة الأزياء، حيث يمكن للمصممين إنتاج وتطوير منتجاتهم، ليتم عرضها في أسبوع الأزياء، كما نقوم أيضاً بإنشاء "فاشن فيوتشرز" وهي منصة رائدة لمعلومات وبيانات تحليلات قطاع الأزياء السعودي"
ليختتم قائلاً:" كما نقوم بإصدار تقرير سنوي عن حالة الموضة، لتتبع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السعودي. كل هذه المبادرات تمكننا من متابعة تقدمنا، والحصول على بيانات توضح النقاط التي تحتاج إلى المزيد من الدعم. كما نعمل على مبادرات تتيح للعلامات التجارية الوصول إلى سلسلة القيمة الكاملة، من وسائل الإعلام إلى المشترين وقنوات البيع والدعم الإنتاجي، لتمكينهم من تنمية أعمالهم."
النمو الملحوظ لصناعة الأزياء في السعودية وتأثيره على السوق
في ظل النمو المتسارع لصناعة الأزياء في المملكة، يظهر التوجه العالمي نحو السوق السعودي كفرصة مثيرة، مما يعكس الأهمية المتزايدة لتنظيم الفعاليات المخصصة لهذا القطاع، يقول شاكماك:" تطور صناعة الأزياء يسير بسرعة أسرع من المتوقع، إذا نظرنا إلى السوق العالمي، فإن قطاع الأزياء لا ينمو بالضرورة في كل مكان، لكن أصبحت المملكة واحدة من المواقع القليلة التي تشهد نمواً، ولذلك فإن العلامات التجارية العالمية متحمسة جداً للمشاركة، خصوصاً في قطاع التجزئة"
ليكمل الحديث:" ولهذا السبب تكمن أهمية تنظيم حدث مثل أسبوع الأزياء، لأننا بحاجة إلى منح العلامات التجارية رؤية واضحة وضمان حصولها على حصة من السوق في السعودية، إذا نظرنا إلى تقرير البيانات الذي أصدرناه للتو، نجد أن مساهمة قطاع الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي بلغت 2.5٪ من الاقتصاد السعودي، هذه نسبة كبيرة كما نتوقع زيادتها مستقبلاً."
دور النساء والشباب في قيادة صناعة الأزياء السعودية
ختمت "هي" حديثها مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بالسؤال عن تأثير النساء والشباب كقوى دافعة وراء صعود صناعة الأزياء السعودية، حيث يوضح:" صناعة الأزياء السعودية تقودها أصوات النساء، إذا نظرنا إلى معظم المصممين، ستجد أن أكثر من 85-90٪ من الأعمال تملكها النساء، وهذه نسبة رائعة مقارناً ببقية العالم، حيث يملك الرجال العديد من العلامات التجارية أو يشغلون منصب المدير الإبداعي."
يسترسل في الحديث:" في السعودية، الأمر مختلف تماماً. نستخدم هذا كوسيلة لتسليط الضوء على صوت المرأة القوي في بناء صناعة الأزياء، ليس فقط كمخرجة إبداعية، بل أيضًا كرائدة أعمال تستطيع تنمية أعمالها، وهذا مصدر إلهام نأمل أن يصل لبقية العالم."
الصورة الرئيسية مع الصفحة الرئيسية لأسبوع الأزياء في الرياض
