مستقبل عروض الأزياء: نورا سليمان  لـ"هي" نحن نؤسس إمبراطورية في عالم الموضة تتجاوز حدودنا

مستقبل عروض الأزياء.. نورا سليمان لـ"هي": نؤسس إمبراطورية في عالم الموضة تتجاوز حدودنا

رهف القنيبط
28 أكتوبر 2024

في عالم ينبض بإيقاع جديد يمزج بين الأصالة والابتكار، تشرق المملكة برؤية جديدة للأناقة، حيث يُعلن أسبوع الأزياء في الرياض عن فصل جديد يعكس هوية سعودية متكاملة، تُعبر عن طموحات المصممين المحليين وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق. 

في هذا السياق، استعرضت مجلة "هي" في عدد أكتوبر لقاءً خاصاً مع نورا سليمان، المدير الإبداعي لعلامة NOURA SULAIMAN وأحد أبرز الأسماء في هذا الحدث الفريد.

يأتي هذا اللقاء كإحتفاء بالإبداعات السعودية، حيث لطالما كانت "هي" منصة تحتفي بالإبداع السعودي. تدعم المصممين منذ بداياتهم وتفتح أمامهم آفاقاً واسعة للتألق ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى لتعزيز الهوية الثقافية وجعل المملكة مركزاً رائداً في عالم الأزياء.

من خلال هذا الحوار الملهم، ألقت نورا الضوء على رؤيتها الفريدة لمستقبل الأزياء السعودي، بالإضافة إلى حديثها عن كيف سيشكل المصممين السعوديين مشهد الموضة على المستويين المحلي والعالمي.  

نورا سليمان
نورا سليمان، المدير الإبداعي لعلامة NOURA SULAIMAN
  • كيف يمكن أن تؤثر الثقافة المحلية والتراث على تصاميم عروض الأزياء في المستقبل؟ وما هي الطرق التي تتبناها لتجسيد ذلك في أعمالك؟

 تصاميمي مستوحاة بشكل كبير من الثقافة والتراث السعودي، حيث تمزج بين العناصر التقليدية والجماليات العصرية. غالباً ما تكرّم مجموعاتي التقاليد الثقافية، والفترات الزمنية التاريخية، أو الذكريات الشخصية، لجعلها ذات صلة مع الجمهور اليوم.

استخدم الموضة كأداة لإحياء العادات القديمة وإعادة تفسيرها للرجال والنساء الذين يسعون إلى تكريم تراثهم في سياق معاصر. على سبيل المثال، تستمد مجموعة "8 مساءً" إلهامها من الذكريات الحالمة عن الحب والرومانسية، مع إشارات إلى مشاهد وثقافة مدينة الرياض، وتحتفي بالجمع بين الحشمة والحداثة.

  • برأيك، ما هي المكانة التي يمتلكها هذا الحدث بين قوائم أسابيع الموضة؟ 

 أسبوع الأزياء في الرياض يقف على قدم المساواة مع أسابيع الأزياء العالمية الأكثر شهرة، وقد كانت نسخته الافتتاحية ناجحة بشكل كبير، كما رأينا من الاهتمام الدولي الهائل الذي حظي به. ليس لدي شك أن النسخة الثانية ستكون أكثر تأثيرًا. من الواضح أن المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط يتقدمان نحو الساحة العالمية، وحان الوقت لتأخذ الموضة لدينا مكانها المستحق على المسرح العالمي. العالم لا يحتضن فقط الموضة السعودية والشرق أوسطية، بل يستلهم أيضًا من القصص الثقافية الغنية التي نقدمها.

علاوة على ذلك، لا يمكن إنكار أن مستقبل الفخامة مرتبط بشكل وثيق بالمملكة العربية السعودية، حيث أصبحت المملكة بسرعة مركزًا للموضة الفاخرة واستهلاك المنتجات الفاخرة. ما حققناه في بضع سنوات قصيرة لا مثيل له – نحن نبني إمبراطورية في عالم الموضة تتجاوز حدودنا، لتمثل ليس فقط المصممين السعوديين بل المنطقة الشرق أوسطية بأكملها. تصاميمنا تحتفي بالتراث والهوية والابتكار، ويلعب أسبوع الأزياء في الرياض دورًا محوريًا في عرض هذا للعالم. التأثير الذي نملكه اليوم هو مجرد بداية لما سيكون لحظة حاسمة في عالم الموضة على المستوى العالمي.

  • برأيك، ماذا سيضيف أسبوع الأزياء في الرياض إلى مشهد الموضة العالمي ؟

سيضيف أسبوع الأزياء في الرياض وجهة نظر جديدة ومميزة إلى مشهد الموضة العالمي من خلال عرض مزيج من الحداثة والتقاليد المتجذرة في الثقافة السعودية والشرق أوسطية. سيسلط الضوء على الإبداع والحرفية وغنى الثقافة في المنطقة، مقدماً للجماهير العالمية أنماطاً وأقمشة وتصاميم مرتبطة بتراثنا، بينما تحتضن في الوقت ذاته اتجاهات الموضة المعاصرة.

علاوة على ذلك، سيعمل أسبوع الأزياء في الرياض كمنصة للمصممين السعوديين والشرق أوسطيين الناشئين، مما يمنحهم فرصة للتألق على الساحة الدولية. إنه مساحة حيث يمكن أن تلتقي الموضة العالمية بأفكار جديدة، مما يوفر شيئًا مختلفًا عن أسابيع الموضة التي تهيمن عليها النماذج الغربية التقليدية. مع تزايد فضول العالم تجاه السرديات المتنوعة، يمتلك أسبوع الموضة في الرياض القدرة على وضع اتجاهات جديدة، وإلهام الإبداع، وتحدي المفاهيم التقليدية للفخامة والأسلوب. كما سيعزز هذا الحدث تأثير المملكة العربية السعودية المتزايد في سوق الفخامة، مما يضع المملكة كلاعب رئيسي في مستقبل الموضة.

  • ما هي العوامل الثقافية التي تشكل مكانة أسبوع الأزياء في الرياض مقارنة بأسابيع الموضة حول العالم؟ 

تشكل عدة عوامل ثقافية مكانة أسبوع الأزياء في الرياض مقارنة بأسابيع الموضة الأخرى حول العالم. أولاً، تمتلك السعودية تاريخًا غنيًا وتراثًا عميقًا ينعكس في تصاميم الأزياء، مما يضيف لمسة فريدة تعكس الهوية الثقافية للمنطقة. فالأزياء ليست مجرد قطع ملابس، بل هي تعبير عن التراث والعادات والتقاليد، مما يجعلها محط اهتمام عالمي.

ثانيًا، تحظى الأزياء في الرياض بدعم حكومي قوي، حيث تساهم رؤية السعودية 2030 في تعزيز القطاع الثقافي والإبداعي، مما يساهم في جذب الأنظار إلى الفنون والأزياء. هذا الدعم يعزز من مكانة أسبوع الموضة في الرياض كحدث رئيسي على خريطة الموضة العالمية.

ثالثًا، يُعتبر اجتماع التقاليد مع الحداثة عاملاً رئيسيًا، حيث يعكس المصممون السعوديون قيم المجتمع مثل الحشمة والاحترام، بينما يدمجونها مع الاتجاهات الحديثة. هذه المزيج يخلق تنوعًا جذابًا يجذب مختلف الأذواق على الصعيدين المحلي والدولي.

أخيرًا، تزايد اهتمام الجمهور العالمي بالثقافات المختلفة يجعل من أسبوع الأزياء في الرياض فرصة لتقديم سرديات جديدة وأصوات جديدة في عالم الأزياء، مما يساهم في إعادة تعريف الموضة بأسلوب يعكس الثقافة السعودية والشرق أوسطية بشكل عام.

مستقبل عروض الأزياء
المصممين المشاركين في أسبوع الأزياء في الرياض في جلسة تصوير خاصة لعدد أكتوبر من مجلة "هي"
  • ما هو مستقبل علامة MADE IN KSA و SAUDI MADE في عالم الأزياء؟ وكيف تساهم في التغلب عليها لتعزيز الصناعة محليًا وعالميًا؟

مستقبل علامات "صنع في السعودية" في عالم الموضة يبدو واعدًا للغاية، حيث تزداد أهمية هذه العلامات في ظل الاهتمام المتزايد بالمنتجات المحلية والتصميمات المستدامة. مع تزايد الطلب على الجودة والتفرد، توفر هذه العلامات فرصة للمصممين السعوديين للتعبير عن هويتهم الثقافية وابتكار قطع تعكس تراثهم وإبداعهم.

بالنسبة لتحديات الصناعة، أعمل على تجاوزها من خلال التركيز على جودة التصنيع والابتكار في التصميم. أؤمن بأن التعليم والتدريب المهني يمثلان عنصرين أساسيين في تطوير المهارات المحلية وتعزيز الصناعة. من خلال التعاون مع مؤسسات تعليمية ومصممين ناشئين، يمكننا بناء قاعدة قوية من المواهب المحلية التي تساهم في رفع مستوى صناعة الموضة في المملكة.

علاوة على ذلك، أعمل على تعزيز الوعي بأهمية العلامات المحلية من خلال المشاركة في الفعاليات العالمية، مثل أسبوع الأزياء في الرياض، مما يساعد على تعريف الجمهور العالمي بالمواهب المحلية. أسعى لتسليط الضوء على القيم الثقافية والتقاليد السعودية، مع الحفاظ على الابتكار والحداثة، مما يعزز مكانتنا في السوق العالمي.

في النهاية، أعتقد أن "صنع في السعودية" و"السعودي مصنوع" ليس مجرد شعارات، بل هي رمز للفخر الوطني والابتكار، وستسهم في وضع المملكة على خريطة الموضة العالمية.

  • كيف تتوقع أن تتغير أذواق المستهلكين والمصممين في السعودية بعد حدث أسبوع الأزياء في الرياض ؟ وما هي الابتكارات التي تأمل في رؤيتها في عروض الأزياء المقبلة؟

أتوقع أن تتغير أذواق المستهلكين والمصممين في السعودية بعد أسبوع الأزياء في الرياض بطرق مثيرة. مع ازدياد الوعي بأهمية الموضة المحلية والثقافة، سيتوجه المستهلكون نحو تقدير الجودة والتفرد في التصاميم. سيتطلع الناس إلى الملابس التي تعكس هويتهم الثقافية وتاريخهم، مما سيشجع المصممين على تقديم مجموعات جديدة تتسم بالإبداع والابتكار.

أما بالنسبة للمصممين، فإن المشاركة في فعاليات مثل أسبوع الأزياء ستمنحهم الفرصة لتجربة أساليب جديدة وتقنيات مختلفة. آمل أن نرى ابتكارات في تصميم الأزياء، مثل استخدام المواد المستدامة والتقنيات الحديثة في الإنتاج. كما أتطلع إلى رؤية المزيد من التعاون بين المصممين المحليين والعالميين، مما يتيح تبادل الأفكار والإلهام.

في عروض الأزياء المقبلة، أرجو أن نشهد تركيزًا أكبر على التجارب التفاعلية، حيث يمكن للجمهور المشاركة والتفاعل مع التصاميم بشكل مباشر. من المهم أيضًا دمج التكنولوجيا في العروض، مثل استخدام الواقع المعزز أو الافتراضي لتقديم تجربة فريدة للجمهور.

بشكل عام، فإن أسبوع الأزياء في الرياض يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتغيير جذري في كيفية رؤية الناس للموضة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتطوير في هذا القطاع.

في العروض المقبلة، أتطلع لرؤية تركيز أكبر على التجارب التفاعلية التي تسمح للجمهور بالتفاعل المباشر مع التصاميم. بشكل عام، فإن أسبوع الموضة في الرياض يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتغيير جذري في كيفية رؤية الناس للموضة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتطوير في هذا القطاع.

  • ما هي المعايير الصارمة التي اتبعتها في تقديم عروض الأزياء بشكل يبرز ثقافة المجتمع؟

لقد اتبعت مجموعة من المعايير الصارمة في تقديم عروض الأزياء التي تبرز ثقافة المجتمع. أركز على الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث المحلي من خلال تصميمات تعكس العادات والتقاليد. من خلال مجموعتي، أحرص على تضمين عناصر مستوحاة من البيئة، المعمار، وآداب السلوك الاجتماعية، مما يجعل كل قطعة تحكي قصة عن المجتمع.

أعمل أيضًا على استخدام المواد المستدامة ، مما يسهم في تعزيز الصناعة المحلية ويعكس الالتزام بالقيم البيئية. إضافة إلى ذلك، أعتبر التعاون المواهب والفنانين المحليين جزءًا أساسيًا من عملي، مما يساعد في إبراز المهارات الفنية التقليدية ويعزز الفخر بالتراث الثقافي.

أيضًا، أهتم بتقديم تجارب ثقافية خلال العروض، من خلال دمج العناصر الفنية والموسيقية التي تعكس التراث المحلي. أتجنب الاعتماد على الأساليب الغربية التي لا تتناسب مع ثقافتنا.

وأخيرًا، أركز على التعليم والتوعية. أعمل على تضمين معلومات حول الثقافة والتراث في العروض، مما يساعد الجمهور على فهم الأبعاد الثقافية وراء كل تصميم. من خلال هذه المعايير، أسعى لتعزيز الفخر بالهوية الثقافية وإظهار التنوع والإبداع الذي يتميز به المجتمع السعودي.