خاص لـ"هي": كيف تمزج رقيه طاهر بين الإبداع الفرنسي وجماليات الشرق في عالم الأزياء؟
في عالم الأزياء الذي يعج بالإبداع والابتكار، تبرز رقيه طاهر كمخرجة إبداعية متميزة وصانعة لحكايات فنية عبر كل تصميم وعرض. بدأت رحلتها الفنية من شغف الرسم الذي كان بمثابة العلاج والتعبير عن الذات، ليتطور هذا الشغف إلى عالم الموضة والتصميم في باريس، حيث شكلت هذه المدينة مصدر إلهام لا ينضب لرؤيتها الفنية.
من مساعدة المصممين إلى تأسيس وكالتها الخاصة التي تقدم خدمات إبداعية متميزة للعلامات التجارية في مجال الأزياء، استطاعت رقيه أن تربط بين الشرق والغرب، جالبةً أفضل الخبرات من باريس إلى الشرق الأوسط. في هذه المقابلة، نستكشف مع رقية طاهر تجربتها الشخصية والمهنية، وكيف تلاقت مسارات الفن والأزياء في حياتها لتصنع علامة فنية تميزها.
حلمك بزيارة فرنسا تحقق في 2018 بعد أن ترعرعتِ في كنف عائلة محافظة. كيف كانت تجربتك الأولى، وكيف ساعدتك فرنسا في تحويل حلمك إلى واقع؟
عند وصولي إلى باريس، شعرت بأنها مختلفة عن كل ما عرفته من قبل. في البداية، كان هناك شعور بالرهبة والانبهار، لكن مع مرور الوقت اكتشفت أنني وجدت نفسي هنا، وكأنني في بيتي الثاني. حتى مجرد المشي في الشوارع كان بمثابة زيارة لمتحف حي، كل أسلوب أراه كان يمدني بإلهامًا جديد ويزيد حبي للموضة.
واجهتِ صعوبات في بداية رحلتك الفنية، خاصة في فرنسا. كيف تعاملتِ مع هذه التحديات، وما الذي دفعك للاستمرار في سعيك الفني؟
بالطبع، واجهتُ صعوبات كثيرة، من اللغة إلى اختلاف الثقافة، ولكن كان شغفي وحبي للمكان أقوى من هذه التحديات. لم أعتبرها عقبات بل درجات سلم للوصول إلى النجاح. كل تحدٍ كان فرصة للتعلم، وإيماني بأنني "موجودة هنا" هو ما دفعني للاستمرار، لأنني كنت متأكدة من الهدف الذي أسعى لتحقيقه.
الرسم كان بداية مسيرتك الفنية، وكان العلاج بالنسبة لكِ. كيف ساعدك الرسم في التعبير عن نفسك والتغلب على الصعوبات التي مررتِ بها؟
الرسم كان بمثابة ملاذ لي بعيدًا عن ضغوط الحياة، أستطيع من خلاله التعبير عن مشاعري وأفكاري. كان يعطيني مساحة أهرب فيها من العالم الخارجي وأغرق في كل خط ولون. من خلال الرسم اكتشفت نفسي أكثر، وأصبح كل لوحتي بمثابة عالم خاص بي.
من الرسم إلى تصميم الأزياء، كيف أثر شغفك بالفن على دخولك لعالم الموضة؟ كيف ترين تقاطع هذين المجالين؟
كان الفن جزءًا من حياتي منذ البداية، لذا كان من الطبيعي أن أتحول إلى مجال الأزياء. بدأت دراستي في الأزياء من خلال الرسم، وتعلمت كيفية تحويل رسوماتي إلى تصاميم واقعية. أرى أن الرسم والأزياء يكملان بعضهما البعض ويعبران عن رؤيتي الفنية بشكل متكامل.
لك تجارب عديدة في عالم الموضة من مساعدة للمصممين إلى منسقة مظهر في عروض الأزياء، كيف أثرت هذه التجارب على تطوير مهاراتك في مجال الإخراج الفني؟
العمل مع المصممين كان تجربة مثرية، حيث تعلمت كيف أرى الجمال في التفاصيل الصغيرة. هذا ساعدني على تطوير حسي الفني وجعلني ألاحظ أدق التفاصيل. أصبحت قادرة على تخيل أفكار جديدة وتحويلها إلى تصميمات واقعية تضيف لمسات فنية خاصة بي.
أسستِ وكالتك الخاصة للإخراج الإبداعي، والتي تقدم خدماتها للعلامات التجارية في مجال الأزياء. ما هي رؤيتك لهذه الوكالة، وما الذي يميزها عن غيرها؟
وكالتي تهدف إلى ربط المبدعين والمصممين في الشرق الأوسط بأفضل الخدمات في فرنسا. نحن نقدم تجربة إبداعية شاملة تشمل الإخراج الفني، وتنظيم جلسات التصوير، وتنسيق الموديلات، واختيار الأماكن المناسبة. ما يميزنا هو توفير خدمات إبداعية متميزة دون الحاجة للسفر أو البحث عن الموارد.
تلهمك فرنسا، وبالتحديد باريس، هل يمكن أن تحدثينا أكثر كيف أصبحت شوارع باريس مصدر إلهام للموضة؟
باريس بالنسبة لي هي مصدر إلهام لا ينتهي. كل زاوية وكل شارع يخبئ إلهامًا جديدًا. حتى لو كنت في باريس لعدة سنوات، لا يزال هناك شيء جديد أكتشفه في كل مرة. الشوارع الباريسية مليئة بالطاقة والجمال، وكل شخص هناك يعبّر عن نفسه بأسلوب فريد.
ما هو تفسيرك الشخصي للموضة؟ كيف ترين العلاقة بين الموضة والهوية الشخصية؟
الموضة هي لغة تعبر عن الشخص، فهي تصوّر هويتك ورؤيتك للعالم. كل قطعة ملابس تعكس جزءًا من شخصيتك وتروي قصة عنك. بالنسبة لي، هي وسيلة للصدق مع الذات، حيث تعكس علاقتك مع نفسك ومع الآخرين.
حلمك الكبير هو إقامة عرض أزياء في باريس يدمج بين لوحاتك وتصاميمك. كيف يسير هذا المشروع؟ وهل هناك تفاصيل معينة تحلمين بتضمينها في هذا العرض؟
أحلم بأن يكون العرض بمثابة تجربة فنية متكاملة تجمع بين لوحاتي وتصاميمي. كل تصميم سيكون مستوحى من لوحة فنية، وسيرتبط العرض بجميع جوانب حياتي وتطوري الفني. أريد أن يكون العرض تجسيدًا لرحلتي وتغييراتي، مع تقديم كل تصميم كجزء من قصة جديدة.
ما هي خططك المستقبلية لتوسيع وكالتك وزيادة تأثيرك في مجال الفن والموضة؟
أطمح لتوسيع وكالتي وتعاونها مع علامات تجارية خليجية وعالمية. كما أهدف إلى أن تنتشر وكالتي في العالم العربي وأن أفتح فروعًا لتصل رؤيتي إلى أماكن أكثر. طموحي أن أترك بصمة كبيرة في مجال الفن والموضة، وأساهم في تطوير هذا المجال بما يتماشى مع الابتكار والتغيير.
تصوير : Mariette Garault