ماريا جوليا ماراموتي جيرمانيتي تكشف لـ"هي" رسالة دار "ماكس مارا" ومستقبلها وتفاصيل دعمها المرأة الطموحة
بين دار "ماكس مارا" Max Mara، و"ماريا جوليا جيرمانيتي ماراموتي" Maria Giulia Germanetti Maramotti علاقة مهنية وعائلية وشخصية. نشأت حفيدة المؤسس "أكيلي ماراموتي" على حب هذه الدار، وهي اليوم سفيرتها العالمية التي تسهم بشكل كبير في صياغة رؤيتها وبناء مستقبلها، مدركة تماما أن المفتاح يكمن في الحفاظ على الهوية الحقيقية، والتعبير عنها بالطريقة الملائمة لامرأة العصر. وأثناء وجودي في مدينة البندقية لحضور عرض مجموعة "ريزورت" 2025 من "ماكس مارا"، جلستُ مع "ماريا جوليا" لأسألها عن رسالة ومستقبل "ماكس مارا"، التي سعت دائما إلى دعم المرأة العصرية الطموحة والقوية والأنيقة، وعن علاقتها بوالدتها التي تعلّمت منها الكثير، خصوصا فيما يتعلق بالعمل والقيادة.
يجمعك بإرث "ماكس مارا" رابط مهني وعائلي وشخصي طبعا. كيف تستمر الدار في الابتكار ودفع الحدود، وفي الوقت نفسه تكريم تاريخها وتقاليدها؟
أعتقد أن نجاح العلامة التجارية في التواصل مع أجيال مختلفة وتوسيع وجودها في السوق يعتمد على قدرتها على فهم أنماط حياة النساء وإيجاد "نبرة صوت" تتحدث إليهن بطريقة واضحة ومفهومة وفورية. الأمور اليوم تختلف عما كانت عليه قبل ثلاثين أو أربعين عاما، لأن الأجيال تغيّرت. لكنني أؤمن بقيمنا الجوهرية، وبضرورة الحفاظ على هذه القيم وتماسكها وانعكاسها من خلال المنتج. من المهم أن تظل العلامة مخلصة جدا لحمضها النووي، وفي الوقت ذاته أن تراقب وتستوعب حياة المرأة العصرية، حتى تجد "صوتها" الذي ينقل رسالتها بشكل مفهوم وسهل دون أن يغيّر هويتها.
ما تصوّرك لمستقبل الدار ولمجموعة "ماكس مارا" التي تضم عدة علامات، بالنظر إلى كل التغييرات التي تحصل في صناعة الأزياء؟
من الواضح أن صناعتنا قد تغيّرت بشكل جذري مقارنة بالماضي. أعتقد أننا نعيش الآن ما يمكنني وصفه بطفرة وسائل التواصل الاجتماعي في مجال التسويق. ومع ذلك، لا أعتقد أن هذا هو المستقبل الذي نسعى إليه. بالنسبة لي، إن مستقبل "ماكس مارا" يكمن في القدرة على التحدث إلى النساء من خلال منتجاتنا البسيطة والأساسية والعابرة للزمن. ما أراه مهما جدا هو أن نحافظ على تركيزنا على تطوير منتجاتنا وتعلّقنا بالمنتج، لأنّه في النهاية يتحدّث عنّا وإلينا. اليوم، تصبح العلامة التجارية ملائمة لعصرها، عبر إيجاد صوتها الخاص الذي يتحدّث إلى مجتمعها، فيعبّر عن هويتها وقيمها للنساء اللواتي تريد مخاطبتهن. هكذا، يكمن التحدي الحقيقي في إيجاد الطريقة المثلى للتواصل مع النساء، لأننا قد نفعل أشياء رائعة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجمهور سيدرك تلقائيا ما نحاول التعبير عنه.
بالنسبة إلى مجموعة "ريزورت" 2025، كيف يتوافق اختيار موقع "بالاتزو دوكالي" في البندقية مع إرث علامة "ماكس مارا" ورؤيتها؟
بُني تصوّر مجموعة "ريزورت" 2025 على بحث حقيقي. عند العمل على مجموعة جديدة، والتأمّل في مصادر إلهامها، يتعمّق "إيان" وفريقه في أبحاثهم. وفي هذه المجموعة، تتجلّى قيم "ماكس مارا" ورموزها الأساسية، مثل المعاطف باللون الجملي، ولوحة الألوان التي يسهل ربطها بعالم "ماكس مارا". ولكن هذه العناصر مترجمة في حوار مع أقمشة البندقية وتاريخها، إضافة إلى فكرة طريق الحرير ورحلات "ماركو بولو" التي أتت بأقمشة وألوان من الشرق الأوسط. إذا، تسعى المجموعة إلى دمج بعض جوانب التصميم الغربي مع جماليات الأقمشة والألوان الآتية من ثقافات مختلفة. وأعتقد أن القدرة على إنشاء بوتقة انصهار كهذه هو أكثر ما يميّز المجموعة.
ما مدى أهمية الوجهة والموقع لعروض "ريزورت"، وما الذي تعنيه لك هذه المجموعات، وتحديدا "ريزورت" 2025؟
يهمّنا كثيرا موقع العرض والفعاليات التي ننظمها لاستقبال ضيوفنا، لأن كل ذلك يشكّل جزءا كبيرا من تجربة "ماكس مارا". أنا متحمسة جدا لمجموعة "ريزورت" 2025، كما هو الحال مع كل مجموعات "ريزورت" وعروضنا الأخرى، فتمثّل هذه العروض وسيلة رائعة للتحدّث عن علامتنا. أحببت هذه المجموعة بشكل خاص، لأنني وجدتُ فيها تطبيقا مثاليا لفكرة دمج روح "ماكس مارا" مع سحر البندقية. اطّلعتُ على الكثير من التصاميم قبل العرض، وتحدّثت مطوّلا مع المدير الإبداعي حول مصادر إلهامه وقصة المجموعة. وما أجده مشوّقا ومثيرا للاهتمام هو معرفتي لقصة المجموعة كاملة ورؤيتها تظهر على المنصة بطريقة معينة للحضور، قبل أن تأخذ حياة جديدة تماما عندما تصل الملابس إلى المتاجر، حيث تتفاعل مع الزبائن.
كيف تنظرين إلى الجانب العائلي من عملك، وخاصة علاقتك بوالدتك؟
أنا محظوظة جدا بالعمل إلى جانب والدتي. كانت ولا تزال مصدر إلهام كبيرا لي. عملت والدتي دائما على جانب المنتج، وهو الأمر الذي تعلمتُه منها بلا شك، خصوصا فيما يتعلّق بأهمية الهوية والقدرة على الابتعاد أحيانا عن الصيحات التي لا تشبهنا. أنا ممتنة على كل يوم أمضيه مع والديّ، لأنني أدرك تماما أنهما لن يكونا موجودين هنا إلى الأبد.
هل تتذكرين من طفولتك إطلالة أو قطعة أزياء معيّنة كانت ترتديها والدتك؟
لطالما كان أسلوبها مهنيّا، ولكن أتذكرها مرتدية معاطف "ماكس مارا"، وهذه صورة محفورة في بالي.
ما أهم نصيحة أخذتها من والدتك؟
والدتي تقدم لي النصائح كل يوم، ولكن أهم ما تعلّمته منها في العمل، يتلخّص بالإصغاء إلى الزملاء وأعضاء فريق العمل، وخلق بيئة تتيح لهم التعبير عن آرائهم حتى حين لا يتّفقون معي. العلاقة المفتوحة والنقاش الصادق هما أساس بناء فريق قوي. فالاحترام لا يعني الصمت، بل يعني السماح بالنقاش الصريح الذي يجنّبنا فقدان الرؤية الشاملة لمسارنا ووجهتنا. أن نكون أقوياء يعني أن نكون قادرين على الإصغاء إلى الآخر، وإلّا نصبح أنانيين. وأنا محظوظة بمقابلة أشخاص من جميع أنحاء العالم يرون هذه العلامة التجارية من منظور مختلف، وتلك النقاشات تشجّعني على التفكير. لذا، لا أعني الإصغاء فقط إلى فريقي الداخلي، بل أيضا للآراء الخارجية، لأنها ترى الشركة من الموقع الذي يراه منها الزبون، وهو المنظور الأهم في النهاية.
سؤالي الأخير شخصي. كيف تعتنين بنفسك وعافيتك؟
أمارس رياضة البيلاتس مرتين في الأسبوع؛ وفي إجازة نهاية الأسبوع أمارس نشاطات مختلفة في الهواء الطلق، مثل المشي، والمشي الجبلي، وركوب الدراجة الهوائية، لأن الوجود في الطبيعة يهمّني جدا. وأنام أيضا لساعات كافية دائما، والنوم الجيد مهم جدا.