غوتشي وساباتو دي سارنو يفترقان: حَراك جديد في لعبة الكراسي الموسيقية لعالم الموضة
في تطور غير متوقع آخر ضمن دوامة التغييرات الإبداعية التي لا تهدأ في عالم الموضة، أعلنت "غوتشي" عن إنهاء تعاونها مع "ساباتو دي سارنو" بعد أقل من عامين على تعيينه في منصب المدير الإبداعي. هذه الخطوة تعكس الاضطرابات التي يواجهها دار الأزياء الإيطالي الشهير، والذي لا يزال يسعى لاستعادة بريقه منذ رحيل "أليساندرو ميكيلي".
"دي سارنو" الذي قدم رؤية مائلة نحو الفخامة الهادئة، كان مكلفًا بإعادة تعريف هوية "غوتشي" في حقبة ما بعد البهرجة، إلا أن أسلوبه المتحفظ لم ينجح في إشعال شرارة النجاح التجاري مجددًا.
من هو "ساباتو دي سارنو" ؟
المصمم الإيطالي "ساباتو دي سارن" بدأ مسيرته في عالم الأزياء في أوائل الألفينات، متنقلًا بين عدد من دور الأزياء البارزة. قبل انضمامه إلى "غوتشي"، عمل لأكثر من عقد في دار "فالنتينو" حيث تولى أدوارًا قيادية في التصميم إلى جانب " بييرباولو بيتشولي". كما كانت له تجارب في "برادا" و "دولتشي آند غابانا"، مما أكسبه خبرة واسعة في تصميم الأزياء الفاخرة. عندما تم تعيينه مديرًا إبداعيًا لـ"غوتشي" في يناير 2023، كانت مهمته واضحة وهي إعادة الدار إلى موقعها الريادي من خلال نهج أكثر بساطة وأناقة، بعيدًا عن الطابع المفرط الذي تميز به عهد أليساندرو ميكيلي. إلا أن تحديات السوق والضغوط التجارية حالت دون نجاح هذه الرؤية، مما أدى إلى انتهاء التعاون بينه وبين Gucci في أقل من عامين.
يأتي هذا القرار بعد تراجع مبيعات "غوتشي" بنسبة 25% في الربع الثالث من العام، وفقًا لتقرير رويترز، مما يزيد الضغوط على مجموعة "كيرينغ" لإنعاش علامتها الأبرز وسط منافسة شرسة مع مجموعة LVMH. وبينما تعيد الدار رسم ملامح مستقبلها، ستتولى المكاتب الإبداعية لـ"غوتشي" تقديم مجموعة خريف/شتاء 2025 خلال أسبوع الموضة في ميلانو في 25 فبراير، مما يجعل هذا العرض نقطة محورية في مسار العلامة خلال هذه المرحلة الانتقالية.
ومع هذه الهزة الجديدة، تترقب الصناعة من سيخلف "دي سارنو" في قيادة الدار الفلورنسية. لكن المؤكد أن في عالم الموضة المتغير باستمرار، لا يبقى أي مقعد دافئًا لوقت طويل.