
الموضة والمرأة: هوية، ثقة وإلهام في يومها العالمي
يعتبر عالم الموضة أكثر فعلياً من مجرد صناعة أزياء معينة بين ملابس وأكسسوارات، هو إنعكاس حقيقي للهوية، التاريخ، والثقافة. المرأة طبعاً في صميم هذا العالم، وهذا المجال، هي عنصر أساسي، سواء كمستهلكة، مصممة، أو ملهمة، ومع إقتراب إحتفالنا بيوم المرأة العالمي، نسلط اليوم الضوء على العلاقة العميقة والوطيدة بين المرأة والموضة. نعم، بالتأكيد من خلال الموضة والملابس، يمكنك التعبير عن الذات، وأيضاً يمكنك تعزيز الثقة بنفسك، وأيضاً تعتبر وسيلة، لإبراز هويتك، ثقافتك، حالتك النفسية، ذوقك الشخصي، شعورك وما شابه. قومي معنا بهذه الجولة الموسعة اليوم، لنتعرف سوياً على تفاصيل هذه العلاقة المميّزة التي تربط الموضة بالمرأة.
الموضة وسيلة للتعبير عن الذات
لطالما إستخدمت المرأة الموضة كوسيلة للتعبير عن الذات، عن هويتها، وطبعاً شخصيتها. كل قطعة تختارها تعكس الذوق الشخصي، النفسية، المزاج اليومي، وحتى قد تصل الأمور إلى التعبير عن قضية معينة، من خلال إختيار اللّون، شعار معين على ملابسها، وغيرها من الأفكار. على مر العصور، تغيرت أنماط الأزياء لتتناسب مع التحولات الثقافية، والإجتماعية، مما جعل الموضة مرآة للمرأة والمجتمع معاً. مثلاً اللّون البنفسجي من الألوان التي كانت محصورة سابقاً بطبقة إجتماعية معينة، وهي الطبقة المخملية، أو الأرستقراطية، لعوامل عديدة، لذا إعتماد هذا اللّون، تلقائياً يبرز طبقتك الإجتماعية، وأمثلة كثيرة على ذلك.

دور المرأة في صناعة الموضة
المرأة ليست مجرد مستهلكة في هذا العالم، بل هي أيضاً حققت نجاحات واسعة في مجالات أخرى كثيرة. مصممات أزياء، مديرات أعمال، عارضات أزياء، ناشطات في مجال الموضة المستدامة، ناشطات في مجال الموضة الأخلاقية، ملهمات في عالم الموضة والأزياء، وغيرها من الخيارات المتعلقة بالموضة. وقد برزت أسماء عالمية وعربية كثيرة، حققت ما هو مستحيل في عالم الموضة والأزياء، من إبتكارات وإنجازات، أبرزهنَّ كوكو شانيل، التي أحدثت ثورة في عالم تصميم الأزياء النسائية، بالإضافة عربياً مثلاً المصممة ريم عكرا، التي نقلت الحس الشرقي إلى العالمية، وطبعاً غيرهنَّ كثر، ممن ساهمنَّ في إعادة تعريف الموضة بشكلٍ وأسلوب مختلف.
على مدار التاريخ والعصور، لعبت الأزياء دوراً أساسياً في الحركات النسوية حول العالم، بدءاً من تخلي النساء عن تصميم الكورسيه، في أوائل القرن العشرين، إلى إعتماد البدلات الرسمية الذكورية، كرمز للسلطة والقوة، وصولاً اليوم إلى المطالبات التي تدعو إلى التنوع في مقاييس الجمال، وإلغاء القوالب التي حصرت فيها المرأة، مثلاً عارضة الأزياء يجب أن تتمتع بمقاييس عالمية موحدة، طول ونحافة، وهذا ما يعتبر من القواعد التي تنهار يوماً بعد يوم.

أسماء نسائية لامعة في عالم الموضة والأزياء
عالم الموضة مليء بالنساء اللّواتي تركنَّ بصمتهنَّ، سواء في عالم تصميم الأزياء، عرض الأزياء، إدارة الأعمال التجارية، التسويق في عالم الموضة كالمدونات مؤخراً، وغيرها من المجالات المتفرعة.
من أبرز أسماء النساء اللّواتي حققنَّ نجاحات مبهرة في عالم تصميم الأزياء، كوكو شانيل اأيقونة الأناقة الفرنسية، التي أحدثت ثورة في عالم الموضة النسائية، دوناتيلا فيرساتشي المديرة الإبداعية لدار Versace، والتي ساهمت في تحولة الدار إلى رمز للجرأة والجاذبية.
في مجال عرض الأزياء أيضاً الأسماء التي كانت لامعة وبارزة وشكلت ثورة في محال الموضة كثيرة ومتنوعة، ناعومي كامبل، واحد من بين أشهر عارضات الأزياء في العالم، هي التي كسرت حاجز الألوان في مجال عرض الأزياء، أي السيدة السمراء الأولى التي كسرت قاعدة عليكِ أن تكوني بيضاء أو شقراء، لتحققي نجاحات في مجال عرض الأزياء. أماّ في يومنا هذا، لا يمكننا عدم ذكر جيجي وبيلا حديد، الأختان الفسلطينيتان الأصل، اللّتان أصبحتا من أبرز الأسماء في ساحات عروض الأزياء العالمية، بالإضافة طبعاً لدورهما القوي في التعبير عن الذات، والهوية كما ذكرنا سابقاً، من خلال الموضة، ومنصتهما النافذة.

الموضة وتأثيرها على المرأة
الموضة بالمختصر هي لغة بصرية، تعكس مشاعرنا، ثقافتنا، وهويتنا، ذوقنا الشخصي، وغيرها من التفاصيل الدقيقة. تؤثر طبعاً الأزياء على الصحة النفسية، وعلى الحالة النفسية، سواء من حيث تعزيز الثقة بالنفس، أو التأثر على المزاج، الطاقة، أو حتى الطبقة والإنطباع الإجتماعي.
بعض الأبحاث والدراسات تشير إلى أن الألوان والتصميمات تؤثر على هورمونات الجسم، وخصوصاً التي يفرزها الدماغ، مما يعزز الشعورة بالقوة، والثقة. مثلاً إعتماد الألوان الزاهية، يعزز المشاعر الإيجابية ويزيد من الطاقة الإيجابية عند المرأة، في حين الملابس الرسمية قد تمنحها إحساساً بالقوة، السلطة، والسيطرة، إذاً للألوان والتصميم المعتمد تأثيراً فعلياً على شخصية المرأة ونفسيتها. إعتماد الملابس المريحة، يجعلك منتعشة وراضية، الألوان القوية كالأحمر تعزز المشاعر في القلب، والأزرق يشعرك بالهودء والسكينة، والأمثلة كثيرة.
أما الشق الأبرز في تأثير الموضة على نفسية المرأة، هو المرتز على أهمية التسوق عند المرأة، وإنعكاس هذا الفعل على صحتها النفسية، وهذا ما أثبتته دراسات كثيرة. يعرف التسوق أحياناً بـ" العلاج بالتجزئة"، أو المعروف بالـRetail Therapy، حيث تشعر المرأة فعلاً بالسعادة عند شراء ملابس جديدة. هذا فعلياً يرتبط بإفراز هرمونات السعادة " الدوبامين". ولكن علينا الإنتباه أحياناً تتحول هذا الفعل، إلى عادة إستهلاكية سيئة، وغير صحية، تؤدي إلى التوتر، والضغط النفسي.
