ريم عكرا لـ"هي": بدأت مسيرتي المهنية عندما كانت جميع الطرق مغلقة، وآمل أن يمثل اسمي رسالة قوة وصمود وثقة

ريم عكرا لـ"هي": بدأت مسيرتي المهنية عندما كانت جميع الطرق مغلقة، وآمل أن يمثل اسمي رسالة قوة وصمود وثقة

مشاعل الدخيل
13 أبريل 2025

حوار: Mashael Al Dakheel

يتجلى هوسنا بفكرة الإنجاز الأول، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشخص يُحقق إنجازا على الصعيد العالمي. لا شك أن الاحتفاء بفكرة الإنجاز الأول يُعتبر أحد أبرز مظاهر الفخر، وهذه الفكرة تتبادر إلى ذهني كلما سمعت اسم المصممة اللبنانية ريم عكرا في المحافل والأحداث المهمة في عالم الأزياء. ذلك الشعور بالإنجاز يمثل دافعا قويا للابتكار والاحتفال بالهوية العميقة التي تحملها هذه الإنجازات ذات الهوية العربية في العالم.

من قلب مدينة نيويورك النابضة، وتحديدا من شارع 5th Avenue، الذي يقع فيه أتيليه الأزياء الخاص بالمصممة العالمية ريم عكرا، التقت ريم بالمصور السعودي آدم شراني المقيم في نيويورك، لإجراء جلسة تصوير خاصة تُبرز جمالها الطبيعي وأسلوبها الفريد في الحوار.

تحدثت ريم خلال هذه الجلسة عن تأثيرها الإيجابي في الآخرين، وكيف أن والدتها كانت مصدر إلهام لها. وصرحت بأنها لا تتبع روتينا جماليا صارما، بل تركز على الرفاهية والعافية، وتسعى للانفصال عن ضغوط العمل بمجرد مغادرتها للأتيليه. تناولت أيضا مفهوم تصميم فساتين الزفاف التي تستشرف المستقبل، مشيرة إلى أن تصاميمها لا تتحدد بعمر معين. إليكم تفاصيل الحوار..

ما اللحظة المصيرية في مسيرتك المهنية التي شكلت بشكل كبير أسلوب قيادتك؟

كنت أعرف من أكون، وكيف أميز نفسي منذ بداية مسيرتي المهنية. كانت لدي هوية قوية لم أنحرف عنها أبدا، وكان صوتي واضحا. كنت مختلفة، مزيجا من الشرق والغرب، والماضي والمستقبل

بصفتك امرأة عربية، ما الطرق التي تعتقدين أن النساء العربيات يمكنهن اتباعها لدعم بعضهن البعض وتحقيق أهدافهن؟

يمكن للنساء العربيات مساعدة بعضهن البعض من خلال الإيمان بأنفسهن ودعم بعضهن البعض. هناك قوة معينة يمكن تحقيقها عندما يعمل عدة أشخاص جنبا إلى جنب من أجل الهدف نفسه، وخاصة النساء. لا توجد امرأتان متشابهتان، نحن جميعا مختلفات جدا عن بعضنا، وهذا ما يجعلنا مثيرات للاهتمام.

Reem Acra

هل يمكنك مشاركة لحظة معينة عندما أدركت تأثير عملك في الآخرين؟

عرض الأزياء الأول لي وحملتي الإعلانية كلاهما كانا قويين جدا. لقد أعاد عملي تعريف صناعة الزفاف.

ما دور الهوية الثقافية في قيادة رؤيتك بصفتك مصممة أزياء؟

تكونت هويتي من ثقافتي. استخدمتها أداة قوية في عملي. لم أكن خائفة من إظهارها وإضفاء لمسة عليها. دمجتها مع نمط الحياة الحديث الذي كنت محاطة به. وكانت النتيجة سحرية.

باعـــتــــبـــارك مصــمــمــــة أزيــــــاء عــربـــيــــة تتـــرك بصــمــتــها في الساحة الــدوليــة لـــفــســاتــــيـــن الــــزفــــــــاف، كيــف تــعـــرفـــيــــــن "الجمال الخالد"؟

الجمال الخالد يعني أنه عندما تنظرين إلى الماضي يبقى الإبداع جديدا وجميلا في العين، ويتجاوز الاتجاهات، ويتميز بأناقته الطبيعية وجاذبيته الدائمة.

هل يمكنك مشاركة بعض روتين جمالك المفضل؟

لست من أولئك الذين يتبعون روتينا صارما للجمال، لكنني أعطي الأولوية للاسترخاء بعد العمل. بمجرد أن أغادر الأتيليه، أبذل جهدا للانفصال وعدم استحضار العمل إلى وقتي الشخصي.

هل هناك أي طقوس جمالية عربية تقليدية تدمجينها في روتينك اليومي؟

أستمتع بشاي زهر البرتقال كل يوم، وهو أكثر من مجرد عادة يومية، إنه طقس جمالي مهدئ يغذي من الداخل، ويمنح كل لحظة هدوء ولمسة من الحنين.

ما النصيحة التي تقدمينها للعرايس للبقاء شابات ومحافظات على صحتهن لفترة طويلة بعد يوم زفافهن؟

تأكدي من أنك تكبرين بذاتك وتحافظين على استقلاليتك. فهذا أساسي لصحتك النفسية وثقتك بنفسك.

كيف تشكل خلفيتك الثقافية وتجاربك كامرأة عربية فهمك للجمال في سياق أزياء الزفاف؟

الزواج هو التزام مدى الحياة، ولحظة خاصة نتشاركها مع أحبائنا. فستان الزفاف هو أكثر من مجرد فستان، إنه انعكاس للهوية والعائلة والجمال الخالد، يكرم التقاليد بينما يتجاوز اتجاهات الأزياء.

برأيك، ما العناصر التي تجعل تصميم فستان الزفاف خالدا؟ وما عناصر التصميم التي تدرجينها في إبداعاتك والتي تتناغم مع مفهوم الجمال الدائم؟

عند تصميم فستان الزفاف، أتخيل كيف سيبدو بعد عقود. أتصور الصور بعد 30 عاما، وأريد أن أضمن أن التصميم يبقى جميلا وخالدا كما كان في يوم ارتدائه.

كيف ترين أن أزياء الزفاف يمكن أن تمكّن النساء من احتضان جمالهن في أي عمر؟ وما دور عملك في هذه القوة؟

كل عملي يركز على تمكين النساء. في عالم الأزياء، لا شيء آخر يحمل الأهمية نفسها بالنسبة إلي.

Reem Acra

من الذي يلهم فلسفتك الشخصية في الجمال؟

والدتي، فقد كانت دائما مصدر إلهامي الأكبر عندما يتعلق الأمر بالجمال. وهي امرأة شكلت رقتها وقوتها وطريقة فهمها للجمال الحقيقي الذي انعكس عليها، فكرة أن الجمال يتعلق بالثقة واللطف واحتضان من أنت.

مع تطور الاتجاهات في الجمال والأزياء، كيف ترين مفهوم الجمال الذي يتجاوز العمر يؤثر في تصاميم الزفاف المستقبلية وصناعة الأزياء بوجه عام؟

أعتقد أن أزياء الزفاف في المستقبل ستتركز على تصاميم تناسب جميع الأعمار، وهو ما يسمح لكل امرأة بالشعور بالجمال والثقة والتقدير لنفسها في يومها الخاص، بغض النظر عن مرحلتها العمرية.

ما الإرث الذي تأملين في تركه في عالم الأزياء، وخاصة فيما يتعلق بإدراك الجمال لدى النساء من جميع الأعمار؟

إرثي لن يُعرف بالجمال، بل بتمكين النساء. بالنسبة لي، الجمال يتعلق أكثر بالموقف، يتعلق بالثقة والقوة والطريقة التي نحمل بها أنفسنا.

رسالة تودين مشاركتها مع النساء اللواتي لا تُسمع أصواتهن.

اجعلي صوتك أعلى وتحدثي بثقة.

عبارة "أنا..." تحمل دلالات قوية حول الهوية الذاتية والتمكين. كيف يمكنك صياغة هذه العبارة لتحفيز وتمكين النساء في العالم العربي؟ وماذا تعني لك شخصيا؟

بدأت مسيرتي المهنية عندما كانت جميع الطرق مغلقة. وآمل أن يمثل اسمي رسالة قوة وصمود وثقة.