
تحدت العمر بأناقتها وجذبت الأنظار بحضورها.. العارضة اللبنانية هدى زيادة لـ"هي": أدعو كل سيدة أن تعيش جمال المرحلة التي تمر بها
في عالم الأزياء الذي يتطلب غالبا شبابا وجمالا، تبرز قصة هدى زيادة السيدة اللبنانية التي دخلت مجال عرض الأزياء في سن الثمانين، لتثبت أن العمر ليس عائقاً أمام تحقيق الأحلام. دخلت هدى هذا المجال بالصدفة، حينما قرر حفيدها "ايريك" الذي يعمل في مجال الموضة أن يعرض عليها مجموعة من قطع الأزياء لتقدمها في معهد الأزياء الذي يعمل فيه، فبدت الصور التي التقطت لها مذهلة بفضل رشاقتها وجمالها الطبيعي الذي يخلو من عمليات التجميل. وعلى الرغم من عدم امتلاكها أي خبرة سابقة في عالم الموضة، إلا أنها سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة، وأصبحت رمزا للقوة والإرادة، مظهرة أن المرأة في جميع مراحل حياتها قادرة على تحدي القيود والسعي وراء أحلامها مهما كانت الصعوبات كثيرة أو كبيرة. فأسهم جمالها الطبيعي في عمر الثمانين في تغيير مفاهيم الجمال السائدة في مجال عرض الأزياء، وجعلها محط أنظار الجميع.

تحديت العمر، وكسرت القواعد، وخضت تجربة عرض الأزياء بالصدفة، كيف تصفينها؟
ماذا عن عنايتك بجمالك؟ وهل فكرت في وضع أي لمسات تجميلية على وجهك؟
لطالما كنت أهتم ببشرتي منذ الصغر، لكن بطريقة طبيعية من دون المبالغة في الأمر، ولم أعرضها يوما لأي عمليات تجميل حتى لو كانت سطحية، لأني أؤمن بأن لكل مرحلة في عمر المرأة جمالها الخاص، أنا شخصياً عشت المراحل الجمالية في كل فترة من حياتي من العشرينيات إلى الثمانينيات، وما زلت أتقبل نفسي كما أنا بكل رضى، لذلك أنا أدعو كل سيدة إلى أن تتقبل نفسها كما هي، وتعيش جمال المرحلة التي تمر بها من دون أن تفسح المجال لعمليات التجميل في تغيير ملامحها وإبعادها عن شكلها طبيعي. لذلك رفضت الخضوع للتجميل، وما زلت أرفضه حتى الآن على الرغم من أني تلقيت العروض التجميلية بعدما بدأت بعرض الأزياء في هذا العمر.

أقراط من "فانينا" Vanina
إن الاعتدال في جميع أمور الحياة هو السر الأكبر للصحة وللجمال وللنجاح، فالمبالغة تؤدي إلى نتائج غير مرضية، فلا يمكن المحافظة على الرشاقة إذا كان هناك مبالغة في تناول الطعام. كما لا يمكن المحافظة على الجمال الطبيعي إذا كان هناك مبالغة في عمليات التجميل، ولا يمكن الاستمتاع بالحياة إذا كان هناك مبالغة في الركض وراء العمل، لذلك اعتمدت على مبدأ الاعتدال للمحافظة على رشاقتي، وعلى جمالي وحياتي الخاصة. وأريد أن أشير إلى أن الجمال الداخلي لكل إنسان ينعكس بشكل واضح على وجهه، فليس بالإمكان أن نشعر بالجمال الكامل لأي امرأة إذا لم تكن جميلة الروح.
ما الرياضة التي تمارسينها؟
أمشي يوميا، وأسبح أيضا. وكنت في صغري أمارس رقص الباليه باستمرار، وهو ما يساعد كل امرأة على الوقوف بشكل متناسق والمشي بشكل صحيح، كما يحافظ على رشاقة الجسم، كما يمنح كل سيدة الرشاقة والتناسق المطلوبين. أما الموسيقى، فهي عشقي الكبير، فقد تعلمت العزف على البيانو، وأهوى سماع أجمل المعزوفات دائما.

أقراط من "فانينا" Vanina
ماذا تقولين لكل امرأة لم تحقق حلما في حياتها؟
أقول لكل امرأة: لا تتوقفي عن الركض وراء كل ما يجعلك سعيدة، فأنت تستحقين أن تعيشي بسعادة في كل مرحلة من حياتك طالما أنت قادرة ذهنيا وجسديا على فعل ما ترغبين فيه. وأحرص على أن أنبه كل أمرأة ألا تستسلم أبدا لأي مشكلة تصادفها في الحياة مهما كانت كبيرة لأن الأمل والحلم يجعلان الحياة أكثر جمالا.
برأيك وبحكم خبرتك في الحياة، ما الذي يدفع المرأة إلى النجاح والتألق؟
الطموح الكبير يدفع المرأة إلى النجاح في الحياة، فعلى كل امرأة أن تدرك بماذا تبدع، وماذا تهوى، وما الذي يدفعها نحو السعادة. وأنصحها بالسعي وراء ما ترغب فيه بأي ظرف وأي مكان، لأنها في الوقت الذي تتوقف فيه عن الحلم، ستبدأ بالذبول.

أقراط من "لاتولييه نوبر" L'Atelier Nawbar
إلى أي مدى أنت فخورة بنفسك؟
عايشت الكثير من أمور الحياة بحلوها ومرّها، لكني شاكرة لها على كل ما قدمته لي من تجارب كثيرة لعبت دورا كبيرا في تشكيل شخصيتي.
وما العبرة التي تقولينها لكل امرأة؟
لا تتصنعي أبدا، وعيشي حياتك كما ترغبين، ولا تفكري بما سيقوله الناس، ولا تترددي في الركض وراء أحلامك طالما انك تؤمنين بكل خطواتك.
هل لك أن تخبرينا عن العائلة والأولاد والأحفاد، وإلى أي مدى تستمدين منهم القوة والحب؟
العائلة هي كل الحب في حياتي. عندي ابنتان وأربعة أحفاد، هم مصدر قوتي في الحياة. أحافظ على وجودي الدائم بينهم، وأجتمع معهم أسبوعياً على مائدة الطعام. فالحياة لا تستمر بلا حب، وحب العائلة هو الأسمى.
