مصممة الأزياء السعودية جواهر المحيسن لـ"هي": حِذوة وسديرية.. ابتكار يعيد إحياء التراث بأناقة معاصرة

في عالم الموضة، هناك دائمًا مساحة للإبداع الذي يعيد إحياء الماضي بأسلوب معاصر. جواهر بنت عبدالمحسن المحيسن، مصممة الأزياء وأحد مؤسسي علامتي حِذْوَة وسدِيرِيَّة، وعضوة في جمعية الأزياء، تحمل شغفًا خاصًا بالمزج بين التراث والتصميم الحديث. في حديثها مع "هي"، تكشف رؤيتها حول أهمية إبراز الهوية السعودية في كل قطعة تصممها.

إحياء التراث بأسلوب عصري

التصميم ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة تعكس الهوية والثقافة. تقول جواهر لـ"هي": "فكرة تحويل التراث السعودي إلى منتجات عصرية بدأت من شغفي المشترك مع أخي بتاريخنا وثقافتنا. كنا نطمح لإعادة إحياء التراث بأسلوب معاصر يلبي احتياجات الجيل الجديد. من هنا، ولدت فكرة تصميم منتجات تحمل لمسات تراثية أصيلة، لكن بروح حديثة تناسب الجميع."

إلهام مستوحى من الأصالة

التراث السعودي غني بالتفاصيل والأقمشة والنقوش الفريدة، وهو مصدر إلهام لا ينضب. توضح جواهر لـ"هي": "تصاميمنا مستوحاة من الأزياء التقليدية كالسديرية، الفروة، البشت، الدقلة، والأحذية الشرقية. نعتمد على الجلود، النقوش، والحرف اليدوية كالسدو، ونمزجها مع لمسات عصرية لإبراز الهوية السعودية بأسلوب مبتكر."

الحفاظ على التراث للأجيال القادمة

الموضة ليست فقط عن الحاضر، بل هي جسر يربط الأجيال ببعضها. تؤكد جواهر لـ"هي": "من خلال تطوير منتجات تراثية بتصاميم حديثة، نساهم في إيصال التراث إلى الأجيال الجديدة بطريقة تتماشى مع تطورات العصر. هكذا نضمن بقاء تراثنا نابضًا بالحياة ومتجددًا في كل تفاصيله."

التحديات بين التراث والموضة الحديثة

دمج الأصالة مع الحداثة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب تحقيق التوازن بين الجانبين. تشير جواهر لـ"هي": "التوازن بين الأصالة التراثية ومتطلبات الموضة الحديثة هو أكبر تحدٍ نواجهه. يجب أن نبدع في تصاميمنا بحيث تكون جذابة، تحافظ على هويتها، وتواكب تطلعات السوق الحديث."

تفاعل الجمهور وتقدير الهوية الثقافية

يبحث المستهلك اليوم عن أكثر من مجرد منتج، يريد تجربة ثقافية وشعورًا بالانتماء. تقول جواهر لـ"هي": "العملاء يستجيبون بحب كبير لتصاميمنا لأنها تمثل جزءًا من ثقافتهم وهويتهم. الفخر الذي يشعرون به عند ارتداء منتجاتنا يعزز علاقتهم بالتراث، وهو ما يجعل هذه القطع ليست مجرد أزياء، بل قصصًا متجسدة."

قصة نجاح محفورة في السدو

وراء كل تصميم، حكاية تحمل في طياتها روح الإبداع والتجديد. تشارك جواهر لـ"هي" قصة مفضلة لها قائلة: "سدِيرِيَّة كانت أول علامة سعودية تستخدم قماش السدو في منتجاتها، وخاصة في الفروة. في البداية، كان هناك تخوف من عدم تقبل السوق لهذا النمط غير التقليدي، لكن تفاجأنا بردود الفعل الإيجابية. خلال أول شهر من إطلاق العلامة، لاقت التصاميم انتشارًا واسعًا، وأصبحت منتجاتنا تريند. كما حصلنا على فرصة أن نكون رعاة لفعالية ‘Azimuth AlUla’ التي نظمتها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وكانت تلك نقطة تحول كبيرة في مسيرتنا."

التوازن بين الحداثة والأصالة

ليس من السهل تقديم منتجات تحافظ على قيمتها التراثية مع تلبية متطلبات السوق الحديث. تشدد جواهر لـ"هي": "نحن نعمل على تطوير تصاميمنا بحرص، بحيث تعكس التراث بأسلوب يناسب الأذواق الحديثة. ندرس احتياجات السوق، ونوازن بين التفاصيل التراثية والإبداع العصري لضمان تقديم قطع فريدة تلائم مختلف الفئات."

رؤية عالمية بجذور سعودية

في ظل العولمة، باتت الأسواق أكثر تقاربًا، مما يتيح للعلامات السعودية فرصة للانتشار عالميًا. تختتم جواهر حديثها مع "هي" قائلة: "لدينا رؤية طموحة لتوسيع علامتي حِذْوَة و سدِيرِيَّة في الأسواق المحلية والعالمية. نخطط للتعاون مع علامات دولية والدخول في أسواق جديدة لنعرض للعالم تراثنا العريق بأسلوب متجدد، يعكس روح السعودية الأصيلة بلمسات إبداعية حديثة."