المنسق السعودي سلطان الملحم لـ"هي" أعدنا إحياء التراث بروح معاصرة في "ثوب المتفت" بمناسبة يوم التأسيس

في يوم التأسيس السعودي، لا يقتصر الاحتفال على استذكار الماضي، بل يتمثل في إعادة تقديمه برؤية جديدة تضمن استمراريته عبر الأجيال.  وكما كان الأجداد يحيكون هويتهم بخيوط ذهبية على الأقمشة، قدم المنسق السعودي ومصمم الأزياء سلطان الملحم إعادة إحياء "ثوب المتفت" بأساليب حديثة تواكب العصر، حيث تزينت دانه بالثوب التاريخي.

يقدم الملحم والفريق الخاص هذا التصميم بشكل خاص لـ "هي"حيث تحدث الفريق المبدع عن التصميم ودمج اللمسات العصرية مع التراث بجانب الإجابة عن كيف يمكن للأزياء التراثية أن تتحدث بلغة الجيل الجديد؟

يجسد "ثوب المتفت" الأصالة والعراقة حيث أعاد المصمم والنسق سلطان الملحم تقديمه بأسلوب معاصر، مستلهمًا تفاصيله من تاريخ نجد العريق. حيث يقول سلطان الملحم لـ"هي" عن سبب اختياره لهذا التصميم: "ثوب المتفت يعد من الأزياء التراثية التي تحمل في تفاصيلها تاريخ نجد."

ويكمل الحديث قائلاً: " يتميز الثوب بتطريزاته النباتية التي تعكس البيئة الطبيعية في المنطقة. حيث اخترت تجسيده في يوم التأسيس نظرًا لملائمته مع روح هذه المناسبة العريقة وأهمية تسليط الضوء على الأزياء التقليدية النادرة وإعادة إحيائها قبل أن تندثر."

لمسات عصرية تعزز أصالة التصميم

الحفاظ على روح التصميم التقليدي مع إضافة تحديثات معاصرة هو فن بحد ذاته، يتطلب حسًّا دقيقًا لتحقيق توازن بين الأصالة والتجديد. وفي هذا السياق، يوضح الملحم كيف استطاع أن يمنح الثوب طابعًا حداثيًا دون أن يفقد هويته التراثية: "حرصنا على الحفاظ على هوية الثوب مع إجراء بعض التعديلات التي تتماشى مع الأسلوب العصري."

ويكمل الحديث:" تم استحداث لون جديد مستوحى من أبواب نجد التقليدية، كما تمت إزالة الأقمشة الحريرية الملونة لضمان تناغم التصميم مع اللون الأخضر الموحد، فيما بقيت التطريزات النباتية محافظة على طابعها الأصلي، ولكن مع تنفيذها بدقة أكبر وألوان تعكس حيوية الطبيعة النجدية، مثل الأحمر، الأخضر، الأصفر، الأبيض، والعنابي."

عندما يتحول القماش إلى رواية تحكي التاريخ

ولأن الأزياء هي انعكاس للهوية والتاريخ، وكل تصميم يحمل في تفاصيله قصة تُروى عبر الأجيال. وفي حديثها عن تجربة ارتداء ثوب المتفت، تصف دانة الشعور الذي يمنحه هذا النوع من الأزياء: "ارتداء قطعة مستوحاة من التراث يمنح شعورًا مختلفًا تمامًا، إذ لا يكون مجرد ارتداء لقماش، بل هو ارتداء لقصة تحمل في طياتها إرثًا عريقًا. الأزياء التقليدية تعكس الفخر والانتماء، وحين يتم دمجها مع عناصر عصرية، تتحول إلى عمل فني متكامل يواكب الحاضر دون أن يفقد هويته."

الفضة.. عنصر جمالي متجذر في التراث

استخدم الملحم الإكسسوارات الفضية التي تشكل جزء لا يتجزأ من الأزياء التراثية السعودية، حيث تعد الفضة عنصرًا جوهريًا في الزينة التقليدية، فهي لا تضيف فقط بعدًا جماليًا، بل تحمل قيمة تاريخية وثقافية عميقة يقول سلطان:" في هذا التصميم، قمنا بإضافة أحجار كريمة باللونين الأخضر والأحمر لتعزيز الطابع الفاخر للثوب، مع الحفاظ على روح التصميم التراثي."

ألوان وتصاميم تبرز التفاصيل

تلعب الألوان والإكسسوارات دورًا مهمًا في تعزيز جمالية التصميم وإبراز تفاصيله الدقيقة. وعن تأثير التعديلات الحديثة على الطابع العام للثوب، تضيف دانة لـ"هي" : "للألوان تأثير كبير على الإحساس العام بالتصميم، بالدرجات الداكنة تمنحه فخامة ورقيًا، بينما تضفي الإكسسوارات الفضية لمسة أنيقة تكمل تفاصيله دون أن تطغى عليها."

كيف يمكن للأزياء التراثية أن تتحدث بلغة الجيل الجديد؟

مع التطورات السريعة في عالم الموضة، بات الحفاظ على الأزياء التراثية وجعلها أكثر قربًا من الجيل الجديد أمرًا ضروريًا. وهنا، توضح دانة رؤيتها حول كيفية الترويج لها بأسلوب عصري: "الطريقة المثلى للحفاظ على الأزياء التراثية وجعلها أكثر قربًا من الجيل الجديد تكمن في تقديمها بأسلوب عصري وسهل التنسيق."

تكمل الحديث قائلة: "إلى جانب تسليط الضوء عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن نراها بأساليب متنوعة تتناسب مع الحياة اليومية. عندما يرتديها المؤثرون بأسلوب عملي وأنيق، تصبح أقرب إلى الشباب وتخرج من نطاق المناسبات الخاصة إلى أسلوب الحياة اليومية."