كأس السعودية 2025: أزياء تنسج إرث الحِرفة والثقافة

كأس السعودية 2025: أزياء تنسج إرث الحِرفة والثقافة

رهف القنيبط
25 فبراير 2025

في كأس السعودية 2025، الذي يأتي هذا العام متزامنًا مع "عام الحِرفة اليدوية"، تتجلى الأزياء السعودية كلوحةٍ نابضةٍ بالحياة تعكس عراقة التراث وإبداع المصممين المحليين. يشكل هذا الحدث العالمي فرصة استثنائية لتسليط الضوء على الجذور الثقافية للحرفة السعودية في عالم الموضة، حيث يستلهم المصممون تصاميمهم من الإرث الغني للمملكة، جامعِين بين التقاليد والابتكار في إطلالات ساحرة.

نستعرض مشاركات أبرز المصممين السعوديين المشاركين في كأس السعودية 2025، والذين قدموا تصاميم استثنائية مستوحاة من الثقافة والتراث المحلي، مجسدين بذلك الجمال الحرفي الذي يعكس الهوية الوطنية.

تجسد الأزياء هوية متجذرة في التاريخ تتطور عبر الأجيال، محافظةً على أصالتها بينما تواكب روح العصر. في هذه النسخة من كأس السعودية، يعكس المصممون السعوديون بحرفيةٍ استثنائية القصص المحفورة في الصحراء، والهندسة المعمارية التراثية، والألوان الطبيعية التي تزين أفق المملكة، مقدمين بذلك تجربة بصرية تمزج بين الأناقة والرواية الثقافية.

خولة العيبان: انعكاس الرمال الذهبية

الأزياء في كأس السعودية 2025
يمزج الفستان بين الطبيعة والفن

قدمت خولة العيبان لوحة متحركة تعكس جمال الصحراء السعودية، مستوحى من الرمال الذهبية وأشعة الشمس التي تعانقها كل صباح. اللون الذهبي المتدرج يروي قصة الدفء، بينما تطريزاته الدقيقة تروي حكايات الرياح التي ترسم أنماطها على كثبان الصحراء. في هذه القطعة، نجد امتزاجًا بين الطبيعة والفن، حيث ينسج الفستان تفاصيل من المشاهد الصحراوية، من تموجات الرمال إلى أسرارها المخبأة تحت ضوء القمر.

وعد العقيلي: روح الخزامى في نسيج مترف

الأزياء في كأس السعودية 2025
تحاكي وعد في التصميم الحرف التقليدية السعودية بإحساس معاصر

تتجلى براعة وعد العقيلي في فستان مستوحى من حقول الخزامى في السعودية، حيث تستخدم الأقمشة المصبوغة بأساليب تقليدية بمستخلصات طبيعية مثل زهر الخزامى السعودي والقرمز الطبيعي. كل غرزة في هذا التصميم تحكي عن إرث تناقلته الأجيال، وتتناغم تفاصيله مع نسيم الصحراء، محاكيةً الحرف التقليدية السعودية بإحساس معاصر يتماشى مع رؤية المستقبل.

أصايل لاين: سحر ليالي الدرعية

الأزياء في السعودية 2025
استغرق الفستان أكثر من 800 ساعة من العمل اليدوي

تستلهم أصايل لاين من روح الدرعية وحي طريف التاريخي، حيث يعكس التصميم ألق العمارة النجدية وتفاصيلها الأخاذة. وتمثل التطريزات الدقيقة النخيل الشامخة وسماء الليل المضيئة بالنجوم، فيما ترمز عناصر التصميم إلى الإبل، أحد رموز الثقافة السعودية العريقة. هذا العمل الفني استغرق أكثر من 800 ساعة من العمل اليدوي، مجسدًا الحرفية المتقنة التي تروي تاريخ الدرعية بأسلوب عصري فاخر.

أميرة الفارس ومنصة تفنن: تفاصيل من الرفاعي وجازان

الأزياء في كأس السعودية 2025
استوحت أميرة الفارس من تفاصيل من مسجد الرفاعي وتاريخ عائلته المرتبط بتجارة اللؤلؤ

بتنفيذ من منصة تفنن، أبدعت المصممة أميرة الفارس تصميمًا يستوحي تفاصيله من مسجد الرفاعي وتاريخ عائلته المرتبط بتجارة اللؤلؤ، مما انعكس في استخدام اللؤلؤ في الياقة. النقوش مستوحاة من حضارة جزيرة فرسان، حيث قامت المصممة برحلة إلى جازان لتطوير هذه التفاصيل الفريدة التي لم تحظَ بالانتشار الواسع حتى في كتب الأزياء التقليدية.

مشاعل الفارس تدمج التراث بالكلاسيكية

الأزياء في كأس السعودية ٢٠٢٥
أضافت النقوش من اللؤلؤ لمسة من التراث والكلاسيكية

يعكس هذا التصميم الراقي للمصممة مشاعل الفارس، الأناقة الكلاسيكية والفخامة الناعمة، يحمل في تفاصيله لمسات من التراث السعودي بأسلوب عصري. يمكن ملاحظة تشابهه مع الثوب النجدي التقليدي من حيث القصّة المحتشمة والانسيابية الراقية، بالإضافة إلى اللؤلؤ المطرز التي تزين الحواف، وهو ما يذكرنا بالتطريزات التي كانت تزين الأثواب التراثية في نجد.

NOAA Couture: خيوط السدو الخالدة

الأزياء في كأس السعودية
يجسد هذا التصميم تطور الأزياء السعودية دون التخلي عن التقاليد

في رؤية مستلهمة من فن السدو التقليدي، قدمت NOAA Couture فستانًا يعكس الاستمرارية والحداثة معًا. تنسج هذه القطعة الماضي في الحاضر، حيث تبرز الخيوط الطبيعية مع تصميم انتقالي يجسد تطور الأزياء السعودية دون التخلي عن التقاليد. هذا التصميم هو تذكير بأن الثقافة تتنفس وتتحول، لكنها تحتفظ بجوهرها العريق الذي لا يتغير.

من الصحراء الذهبية إلى عمارة الدرعية، ومن سلال الخزامى إلى خيوط السدو، يثبت المصممون السعوديون في كأس السعودية 2025 أن الأزياء ليست مجرد قطع فنية، بل هي سردٌ حيٌ لتاريخ وثقافة تنبض بالحياة، يدمجون فيها إرث الأجداد برؤية المستقبل.