ميوتشيا برادا: مصممة غيّرت مفهوم الموضة
إعداد: نبال الجندي
بالتاكيد لا يمكننا أن ننظر لميوتشيا برادا كامرأة عادية. ليس فقط بسبب كونها وريثة دار أزياء PRADA، تلك الدار التي حلّقت باسمها ذي الحروف الخمس في فضاء العراقة لعشرات السنوات. وليس أيضاً لأنها - بحسب مجلّة فوربس - تتمتع بثروة ماليةً تقدّر بـ12.4 مليار دولاراً وهي ثالث اغنى مليارديرة في إيطاليا بل لأن تلك المرأة قد غيّرت مفهوم الموضة باسره ولقدرتها على رؤية ما وراء حدود الترف.
فلنذهب في رحلة استكشاف قصيرة للتعرّف على ميوتشيا برادا، احدى أكثر النساء نفوذاً في عالم الموضة اليوم.
ولدت ماريا بيانشي برادا المعروفة بميوتشيا برادا في 10 مايو 1949 في مدينة ميلانو الإيطالية. وعاشت في كنف عائلتها الثرية وورثت احدى أهم دور تصنيع وبيع الجلود في إيطاليا واهمها سمعة عن جدها ماريو برادا. ومنذ أن استلمت ميوتشيا برادا تلك الدار عام 1978، قامت رويداً رويداً بتوسيع نطاق اختصاصها من المصنوعات الجلدية لتصل بها الى عدة مجالات جعلت منها امبراطورية للموضة الإيطالية الراقية. وبفضل التفكير التجاري السليم لزوج ميوتشيا باتريزيو بيرتيللي والذي تعرفت اليه كونه أحد الممولين لمصنع جدّها بمواد التصنيع الخام، كانت الشركة في تطور مستمر. وبالمناسبة فلباتريزية بيريتيللي وميوتشيا برادا ولدان هما جيوليو ولورنزو.
أما من جهتها كمصممة، فقد غيّرت بذكائها وموهبتها الفطرية طريقة فهم الناس للموضة وتعاملهم معها. وقد ساهم شغفها الكبير بالتصميم في نقل الاكسسوارات والملابس من خانة الكماليات الى الضروريات.
وقد كانت شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية التي حازت عليها، بالإضافة الى دراستها للفن الإيمائي أو الـmime مع خبرتها العمليّة في الموضة المزيج المثالي الذي جعلها تحوّل دار برادا إلى واحدة من أنجح ماركات الهوت كوتور في العالم. وقد كانت البداية مع حقيبة يد مصنوعة من النايلون – نعم النايلون وليس الجلد الفاخر - وهي سلعة مستحدثة وغير مسموع بها في دنيا الموضة. ولا نبالغ بالقول أن هذه الحقيبة البسيطة المتميزة بصناعتها المتينة والدقيقة وطبيعتها العمليّة كانت الحجر الاساس لامبراطورية PRADA. حيث بيعت بثمن خيالي هو بحدود الـ500 يورو وانقطعت من الاسواق بسبب التهافت على شرائها. وفي العام 1988، أطلقت برادا خطها الاول للازياء النسائية تبعه خط للملابس الرجالية عام 1993. وفي العام نفسه، اطلقت ماركة Miu Miu كفرع من فروع امبراطوريتها، وكانت ذات رؤية مختلفة عن أزياء PRADA الاغلى ثمناً والأكثر ميلاً للكلاسيكية. ويبدو أن العام 1993 كان حافلاً بالانجازات حيث فازت ميوتشيا برادا بجائزة من CFDA أو مجلس مصممي الازياء الأميركيين تقديراً لابداعاتها، التي لم تتوقف ان كان من عروض ازياء ناجحة جداً وتوسّع عبر أكثر من 250 متجراً منتشرة في أكثر من 65 دولة حول العالم.