نجاة بلقاسم ... غزالة الإليزية و لسان فرنسا
إعداد:أريج عراق
وصفها بالغزالة ليس من عندى ولا تحيزا لأصولها العربية .. وانما هو عنوان أول كتاب فرنسى يصدر عن الوزيرة الفرنسية ذات الأصول المغربية الشابة نجاة بلقاسم وزيرة حقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية التي تم تشكيلها بعد تسليم السلطة للرئيس الجديد الاشتراكي فرانسوا هولاند وأيقونة التعدد فى قصر الإليزية.
نجاة فالو بلقاسم التى تعد أول وزيرة فرنسية مغربية المولد والجنسية ولدت 4 أكتوبر 1977 بني شيكر، اقليم الناظور،المغرب وهاجرت إلى فرنسا وعمرها لا يتجاوز 4 سنوات رفقة والدتها وشقيقتها الكبرى٬ للإلتحاق بوالدها الذي كان مهاجرا يعمل في فرنسا وحصلت على الجنسية الفرنسية وعمرها 18 سنة.
بعد حصولها على الشهادة العليا فى القانون ،التحقت بمعهد الدراسات السياسية بباريس والذي يعد أرفع معهد لإعداد القادة فى فرنسا بفضل منحة حكومية وبفضل عملها بالموازاة مع الدراسة وحصلت على الدبلوم سنة 2000، ٬ وهناك تعرفت بزوجها بوريس فالو الذي أنجبت منه توأمين يبلغان حاليا من العمر ثلاث سنوات٬ كما تعرفت على زوجة العمدة الاشتراكي لمدينة ليون الذى فتح لها الأبواب لخوض غمار العمل السياسى في سنة 2002.
وقبل أن تصبح عضو في حكومة الوزير الأول الفرنسي الجديد جان مار ايرولت٬ كانت نجاة بلقاسم واحدة من المتحدثين باسم فرانسوا هولندا عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الفرنسية٬ حيث عملت معه بعد تجربتها ضمن فريق سيغولين رويال خلال حملة الانتخابات الرئاسية السابقة .
كما شغلت إلى غاية ديسمبر 2011 عضوية المجلس الاستشاري لشؤون الجالية المغربية بالخارج وقد ردت على هجوم الأحزاب اليمينية بسبب تمسكها بعضوية المجلس المغاربى بقولها «في ما يخصني، صلتي بالمغرب، بلدي الأصل، مرتبطة أساسا بجذوري العائلية وبوالدي. المغرب هو الجذور، والتاريخ والإرث الذي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال في كوني وفي شعوري بأنني فرنسية».
ويعد تعيين بلقاسم٬ زيادة على قيمته باعتباره دليلا على « التنوع » بفرنسا٬ تتويجا لمسارها المزدوج في النضال من أجل المساواة في الحقوق والفرص٬ وتخصصها في مجال وسائل الاعلام.
وكان قد تم انتخاب بلقاسم في المجلس المحلي لليون (وسط فرنسا) حيث شغلت منصب النائب السادس لعمدة المدينة الاشتراكي جيرار كولومب٬ حيث اكتسبت تجربة سياسية قبل أن تتحمل مسؤوليات على المستوى الوطني داخل الحزب الاشتراكي.
ويؤكد الصحافيان فيرونيك بيرنهايم وفالنتين سبيتز فى كتابهما "“نجاة فالود بلقاسم: غزالة في بلد الفيلة” أن حياة نجاة بلقاسم مليئة بالصبر والثبات وخيبة الأمل والمفاجأة السارة وغير السارة في طريق مسكون بالفيلة التي لا ترحم نهائيا لكن كل الأشياء تهون أمام الطموح المسلح بالالتزام لرسم مسار استثنائي.