نملة وإسعاف ووحش يعانين من أسمائهن ويطالبن بالتغيير
الرياض – شروق هشام
من أبسط واجبات الأهل على أطفالهم حسن اختيار الاسم الذي يتناسب وقيمته الإنسانية في المجتمع لئلا يكون هذا الاسم سبباً في انطواء هذا الفرد وانعزاله عن مجتمعه وربما تشويه نفسيته وإحداث خلل في سلوكياته حين يصبح هذا الاسم موضع تندر أو استغراب من أقرانه في المدرسة أو زملائه في العمل. وتتفاقم هذه المشكلة عند الإناث لطبيعة التكوين النفسي لهن.
ومؤخرا اعلنت وكالة الأحوال المدنية، عزمها إلزام المواطنين بإجراء تصحيح لأسماء المواليد الجدد المخالفة للشرع، وبدأت فعلياً بمراجعة الأسماء المسجلة تمهيدا للإلزام بالتصحيح، ما اثار العديد من التعليقات والمطالبات خصوصاً من قبل الفتيات اللاتي يرغبن في تغيير اسمائهن.
أسماء محرجة نفسيا
عبرت احدى الفتيات عن معاناتها من اسم "صرما" وهو اسم مشتق من صرام النخل وهذا ما نعرفه في بيئتنا ولكن حين ننطلق خارج حدود هذه البيئة فإن الاسم يشكل معنى قبيحا في بيئة أخرى، وهذا ما عانته الفتاة كلما قابلت تعجبا واستنكارا من قبل المعلمات أو الفتيات من الدول الشقيقة فهن يستنكرن كيف يمكن أن تحمل بنتاً هذا الاسم!
وشاركتها الاستياء العديد من الفتيات اللاتي يرغبن في تغيير أسمائهن لأنها تسبب لهن إحراجات كثيرة ومنها "صلبوخة" و"فهدة" و"نملة" و"نخلة" و"ميمونة" وغيرها الكثير.
أسماء محرجة اجتماعيا
كما عبرت العديد من الفتيات عن رغبتهن في تغيير اسمائهن لأنهن يواجهن احراجات وتعليقات تحرجهن من الناحية الاجتماعية، حيث علقت "مشهورة": كلما أخبرت أحد باسمي قال لي مشهورة بماذا؟ وأيضاً "اسعاف" حيث قالت: دائما أواجه نفس التعليق، إسعاف أو مرور؟ وكذلك "طفلة" حيث أوضحت أنها تتعرض للسخرية حتى من أطفالها بسبب هذا الاسم وتتمنى تغييره.
الرأي الاجتماعي
عند سؤال الإخصائية الاجتماعية سحر محمد عن رأيها في هذا الموضوع قالت: "هناك بعض الآباء يطلقون على أبنائهم وبناتهم أسماءً من دون مراعاة لمعناها، لا لشيء إلا لأنه اسم أحد الأجداد أو الجدات ولا ضير إن كان معناه قبيحاً أو يحمل صفة لا تليق بالانسان وكرامته، أو قد ينبع الاسم من مفردات البيئة الاجتماعية. ولقد كان للأحوال المدنية جهدها الواضح الذي تشكر عليه حين شددت على أنها لن تقبل بتسجيل أي اسم من الأسماء القبيحة أو تلك التي تتعارض مع العقيدة ولعل في هذا الإجراء الصارم ردعاً لبعض أولياء الأمور، فما ذنب تلك الفتاة أن تحمل اسم "وحش" وهو اسم صادفني لاحدى الفتيات، وكم كانت هذه الفتاة رقيقة ووادعة حتى إن لم تكن كذلك فلماذا تسمى بهذا الاسم هل هو درء للعيون أو لصرف النظر عنها أو ما حقيقة هذه التسمية؟!"