هذه هي تقاليد الزواج التركي
إعداد : ليندا عيّاش
من الطبيعي أن تختلف العادات والتقاليد من بلد لآخر ، وتختلف معها تقاليد المناسبات ، ومنها تقاليد الزواج ، كونها من أهم المناسبات التي تعكس الكثير من ثقافة الشعب ، ومن عاداته وتقاليده . والسؤال الذي يطرح نفسه دائمًا هو : " ما الأسباب التي تؤدي إلى كل هذه الاختلافات في التقاليد في مختلف البلاد " ؟
وإذا أردنا أن نلقي الضوء على تقاليد الزواج في تركيا ، علينا أن نعرف أولاً بعض الأسباب التي لعبت دورها في تشكيل عاداتهم وتقاليدهم في الزواج ، أبرزها :
-بما أن تركيا تتميز باتساع مساحتها الجغرافية ، فإن تقاليد الزفاف المتبعة فيها تختلف من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب أيضًا.
-يتكون المجتمع التركي من خليط من الشعوب ، التي بدأت من يام الإمبراطورية العثمانية التي كانت تضم عشرات الدول من آسيا وأوروبا وإفريقيا.
-أن الطبيعة الجغرافية المختلفة لتركيا تؤثر في العادات ، خاصةً وأن جزء منها يقع في آسيا وجزء آخر يقع في أوروبا.
الخطوة الأولى: الطلبة :
تأتي خطوة الطلبة بعد أن يكون تم الاتفاق بين الشاب والصبية على الارتباط ، وهذا عادةً يحصل في المدن ، حيث يكون الجو منفتحًا أكثر من بقية المناطق ، فيلتقي الشاب مع الصبية بحريّة ، على عكس القرى أو المناطق الداخلية.
وعندما يتقدم الشاب مع أهله إلى بيت العروس للخطبة ، يقوم كبير عائلة الشاب كالأب أو الجد بطلب يد الصبية للشاب على سنة الله ورسوله قائلاً : “ نريد بنتكم فلانة لابننا فلان بشرع الله وسنة نبيه ” ، وهذه العبارة بالتركي هي (Allah’ın emri peygamberin kavli ile kızınız ayşeyi oğlumuz emreye istiyoruz) .
وفي هذه الحالة يكون هناك موافقة مسبقة بين العائلتين ، ويتم قبول الطلب على الفور . أما إذا تم التقدم لخطبة الصبية من قبل عائلة شاب ليسوا على معرفة بأهل العروس ، فإنهم يطلبون مدة للتفكير وللسؤال عن العريس ، قبل إعطاء الرد بعد أسبوع.
وفي تركيا ليس هناك ما هو متعارف عليه في الكثير من البلاد ، وهو ما يعرف بالمهر ، أي المعجل والمؤجل ، وكل ما يقوم به العريس هو إحضار طقم رمزي من الذهب لإلباسه للعروس في يوم الزفاف .
الخطوة الثانية: الخطبة :
قبل الخطبة يزور أهل العريس بيت العروس ، ويحضرون معهم باقة ورد وشوكولا ، للاتفاق على تفاصيل يوم الخطبة . ومن المتعارف عليه أن تحضّر العروس القهوة للضيوف ، وتكون جميع فناجين القهوة عادية ، باستثناء فنجان العريس ، حيث يقومون بوضع الملح بدلاً من السكر فيه ، وسيكون عليه أن يشربه دون أن تظهر على وجهه أي من علامات الاستغراب أو الانزعاج.
وحينها تقرأ الفاتحة ويتم الاتفاق على تفاصيل الخطبة ، فإما تتم في بيت العروس أو في صالة الأفراح ، وتتم دعوة الأصدقاء والأقارب إلى الخطبة ، حيث يقف العريس والعروس جنبًا إلى جنب وإلى جانبهم الأمهات ، ويأتي أحد الأقرباء من جهة العريس أو العروس ، وعادًة ما يكون عم العريس ، ليلقي كلمة صغيرة فيقول فيها ” الضيوف الكرام ، لقد اجتمعنا في هذا اليوم الخاص لنبارك لهؤلاء الشباب يومهم البهيج ، وها أنتم تشهدون أول يوم يخطونه سويًا ، وأتمنى لهم حياة سعيدة طوال العمر ، وألف مبروك " . ثم يقوم المتحدث بإلباس خاتم الخطوبة .
وتوضع خواتم الخطوبة إلى جانب مقص على صينية مزخرفة تسمى " صينية الخطبة " ، ويُربط الخاتمان ببعضهما بشريط أحمر ، ويقوم المتحدث بقطع الشريط وإلباس الخواتم . ثم يقوم والدا العريس بإلباس العروس " الشبكة " ، ويبدأ الاحتفال بعدها رقصًا وغناءً.
الخطوة الثالثة : ليلة الحناء
تسبق ليلة الحناء ليلة الزفاف ، وهي مخصصة للنساء فقط ، ويجتمع فيها الأقارب من النساء والصديقات في بيت العروس ، ويحتفلن بالعروس غناءً ورقصًا ، وتلبس العروس الزي الخاص بالحناء وهو يسمى بالتركي (bindallı) أو (yöresel kıyafet) ، وتجلس على الكرسي وتتم تغطية رأسها بغطاء أحمر مزخرف ومزين ، ويجتمع النساء حولها على شكل دائرة ، ويغنوا الأغنية الخاصة بالحناء ، وعندما يحين الوقت لوضع الحناء في يد العروس تغلق العروس يدها ، فتأتي أم العروس ، وتضع قطعة ذهب في يدها فتفتح العروس يدها للحناء ، ويتم وضع الحناء للعروس بشكل دائرة في كف اليد ، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع ، وبهذا الشكل تنتهي ليلة الحناء .
الخطوة الرابعة:الزواج
يكون حفل الزواج في اليوم التالي لليلة الحناء ، وفي هذا اليوم يذهب العريس والعروس وأمهاتهم إلى السوق لشراء مستلزمات العرس من ثياب لكليهما ، حيث يكون هذا العبء مقسمًا على الطرفين .
فيقوم العريس بشراء ما يلزم العروس من مستلزمات ، وتقوم العروس بشراء كل مستلزمات العريس ، ويكون العروسان قد جهزا خلال فترة خطوبتهما البيت ومستلزماته بالتساوي ، فالعريس يوفر البيت والعروس تجهزه.
أما حفل الزفاف فإما يقام في الصالات كما هو متعارف عليه في المدن ، أو في البيوت كما هو متعارف عليه في القرى . و يقوم أهل العروس بمسك مرآة للعروس عند خروجها من بيت والدها من أجل أن ينور عليها طريقها ، ويقوم أهل العريس بمسح الباب أو السقف بزيت أو عسل لتسهيل تعامل العروس مع أهالي البيت .
ومن العادات التركية أيضًا رمي الملبس أو النقود المعدنية أو المكسرات لجلب البركة للبيت. كما أن العروس التركية تكتب داخل حذائها أسماء صديقاتها ، والاسم الذي يمحى عند نهاية الحفلة تتزوج صاحبته أولاً.
وتقام مراسم الزواج بحضور المأذون وهو بالتركي (Nikah Memuru) ويتم عقد القران وتبدأ مراسم الاحتفال والأغاني والرقصات وتوزيع الطعام .