هل تخضع السعوديات لاستئصال الثدي مثل أنجيلينا جولي؟
جدة – إسراء عماد
أثارت الخطوة التي أقدمت عليها الممثلة الأميركيَّة والناشطة في حقوق الإنسان أنجيلينا جولي، بخضوعها لعمليَّة استئصال مزدوجة لثدييها بكامل إرادتها، بهدف الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي بعد اكتشافها لـ"جين وراثي" خطير يزيد من احتماليَّة إصابتها بالمرض، بل أعلنت عن اعتزامها إجراء عمليَّة جراحيَّة أخرى لإزالة المبيض، خصوصاً بعد وفاة والدتها الممثلة مارشلين برتراند نتيجة صراعها عشر سنوات مع سرطان المبيض، الكثير من الجدل والتساؤلات وربما الاستغراب.
وبين مؤيدة ومستنكرة ازاء ما فعلته جولي استطلعت "هي" المرأة السعوديَّة لمعرفة رأيها وهل بالإمكان تطبيق الفكرة على نفسها، كما وقفنا على رأي الدكتورة سامية العمودي، استشاريَّة نساء والتوليد، والناشطة في التمكين الصحي وحقوق المرأة الصحيَّة، التي قدمت كذلك نصائحها للفتيات السعوديات.
لن أتردد في الاستئصال
السيدة لجين العتيبي (36 عاماً) أوضحت أنَّها تشجع أنجبلينا على هذه الخطوة الجريئة، وتتمنى أن تنتشر ثقافة الوعي بيننا كسعوديات في التعامل مع الأمور الصحيَّة، وإجراء التحاليل الدوريَّة من أجل الوقاية، وأضافت: "أنا شخصياً سأذهب برفقة والدتي التي أقنعتها بأن تجري معي تحليلات لاكتشاف نسبة إصابتنا بالمرض، وإن وجدت نسبة احتماليَّة إصابتي تفوق الـ80% فلن أتردد في الاستئصال مثل جولي".
الوقاية خير من العلاج
وتوافقها الرأي ريهام إبراهيم (26 عاماً) التي كذلك أيَّدَت ما قامت به جولي، مضيفة "ما دام في الأمر وقاية ما المانع من أن تستأصله مبكراً، فالوقاية خير من العلاج، والأنوثة والجمال بلا ثديين يبقيان على حالهما، لكن الصحة لن تبقى كما كانت، فهذه خطوة شجاعة من الممثلة أنجيلينا جولي، واستئصال ثدييها لن ينتقص من جمالها شيئاً، بل إنَّها تبث الوعي للكثير من الفتيات ما يزيد من جمالها في أعيننا".
احتماليَّة الإصابة تعني عدم الإصابة
لكن طالبة الطب بكليَّة البترجي، أفنان بن محفوظ (23 عاماً)، أوضحت أنَّ تصرف جولي خاطئ، وأبانت أنَّها إذا اكتشفت لديها نسبة احتماليَّة مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي، فهذا يعني أنَّ هناك احتمالاً أيضاً بعدم الإصابة، لذا سوف تأخذ كافة احتياطاتها في السير على نظام صحي يقيها من المرض، وتسعى للكشف المستمر لاكتشاف المرض وعلاجه مبكراً ما يقيها من تطوره.
99% وسأفكر ألف مرة
أما لميس العي (23 عاماً) فأوضحت أنَّ الثدي هو دليل الأنوثة، وهو ما يميز المرأة عن الرجل، وتساءلت كيف تستغني فتاة عن قطعة من جسمها لمجرد احتمال، وأوضحت أنَّها لن تخضع للاستئصال إلا إذا فاقت نسبة احتماليَّة الإصابة لديها 99%، وحينها ستفكر ألف مرة قبل القدوم على هذا الفعل.
جنون وتهور
ووصفت فرح العمودي (24 عاماً) تصرف جولي بالمجنون والمتهور، وأجابت من دون تردد أنَّها من المستحيل أن تخضع لإزالة الثدي إلّا في حال اكتشفت تطور المرض داخلها، وحينها ستكون مضطرة لذلك.
ووافقتهما الرأي كل من محاسن عطار وأمل وسهى باحميشان، اللاتي استنكرنَ فعل جولي وعارضن تصرفها وتركنَ مسألة المرض للقدر.
قرار شجاع وهو حق للمريضة
وعبرت الدكتورة سامية العمودي عن رأيها قائلة: "قرار أنجيلينا جولي قوي وشجاع، وهو حق من حقوقها الصحيَّة، فدورنا في الطب تقديم الاستشارة وشرح معدلات الخطورة ومضاعفات العمليَّة وإيجابياتها ويبقى القرار من حق المريضة، ووجود العامل الجيني يعني أنَّ هناك احتماليَّة تصل إلى 95% لإصابتها، والاستئصال يخفض تلك النسبة إلى أقل من 5%، وهو وسيلة وقاية في ظل عدم وجود علاج ناجح تماماً للسرطان، وقد ساعدت عمليات التجميل في زيادة نسبة قرار الاستئصال".
وأضافت: "لذا أنصح السيدات اللواتي لديهنَّ تاريخ عائلي لمرض السرطان بمراجعة المختصين لمعرفة عوامل الخطورة لديهنَّ واحتمالات الإصابة، وفهم التفاصيل بكل جوانبها، والطبيب من جانبه عليه طرح المعلومة بواقعيَّة، وطرق الوقاية من جراحة أو عقاقير أو فحوص متتالية لمن هنَّ في فئة عالية الخطورة، وطرح الحلول المتاحة، والفحوص الجينية لا ينبغي إجراؤها إلا بعد معرفة السيدة ماذا يترتب عليها لو كانت موجبة، ويبقى التمكين الصحي أهم ما في الموضوع".
وفي استطلاع للرأي أجرته "هي" على 100 سيدة سعودية من أعمار مختلفة، لمعرفة آرائهنّ بشأن ما قامت به النجمة الأميركيَّة أنجيلينا جولي، وإمكانيَّة تطبيقه على أنفسِهنّ، كانت النتيجة:
60% عارضنَ، واعتبرنها مخاطرة كبيرة وتهوراً.
40% أيّدن فقط اعتبار الوقاية خير من العلاج.
ماذا عنكِ؟ شاركينا رأيك.