إحداث تغييرات في النظام الغذائي يقلّل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
ها هو شهر نوفمبر الرائع يحلَ علينا من جديد، وهو شهر التوعية من سرطان البروستاتا الذي يصيب الرجال بشكل خاص.
وبحسب تعريف موقع "مايو كلينك"، فإن سرطان البروستاتا هو سرطان يحدث في غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز موجودة لدى الذكور، وتنتج السائل المنوي الذي يُغذي الحيوانات المنوية وينقلها.
سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا،وينمو العديد من أنواع سرطان البروستاتا ببطء وتقتصر على غدة البروستاتا، ومن الممكن ألا تُسبّب أضرارًا جسيمة. ومع ذلك، في حين أن بعض أنواع سرطان البروستاتا تنمو ببطء وقد تحتاج إلى حد ضئيل من العلاج أو قد لا تحتاجه، هناك أنواع أخرى عدوانية ويمكن أن تنتشر بسرعة.
تشير الأبحاث الجارية إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يُقلّل من خطر إصابة الرجال بسرطان البروستاتا، بحسب خبراء من منظومة الرعاية الصحية العالمية، كليفلاند كلينك.وقال الطبيب المختص في المسالك البولية الدكتور برادلي غيل، إنمنافع الأنظمة الغذائية النباتية باتت معروفة في مجالات صحية مختلفة، وبالرغم من أن تأثيرها في صحة البروستاتا يبقى أقلّ وضوحًا، تُظهر الأبحاث الحديثة ارتباطًا محتملًا بين انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتجنب بعض الأغذية الحيوانية.
مزايا النظام الغذائي النباتي في محاربة سرطان البروستاتا
وأوضح الدكتور غيل أن هناك اعتقادًا متزايدًا بأن مضادات الأكسدة والمُركَبات الطبيعية المضادة للالتهابات،والتي تحتوي عليها الفواكه والخضروات، تُقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتضخُّم البروستاتا الحميد.
واستشهد الدكتور غيل بثلاث دراسات حديثة أظهرت منافع النظام الغذائي النباتي للرجال؛ فقد وجدت دراسة نُشرت هذا العام في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن تبنَي نظاماً غذائياًنباتياً قد يُقلّل من خطر وفاة الرجل بسرطان البروستاتا بنسبة 19%. وربطت الدراسة نفسها نمط الغذاء هذا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أيضًا.
ووجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "يورولوجي" في أكتوبر من العام الماضي، أن إدخال المزيد من الأغذية النباتية في النظام الغذائي، يُقلَل من فرص ارتفاع مستويات مستضد البروستات النوعي،الذي قد تشير مستوياته المرتفعة للإصابة بسرطان البروستاتا. ولهذا يُوصى بإجراء اختبارات فحص هذا المستضدّ سنويًاابتداءً من سنّيتراوح بين 45 و50 عامًا، اعتمادًا على مدى عُرضة الفرد للخطر.
كما أظهرت دراسة ثالثة نُشرت في مجلة "نيوتريَنتس" في نوفمبر الماضي، أن أنماط الغذاء التي تركز على المزيد من الأطعمة النباتية والأسماك، والقليل من اللحوم الحمراء، تساعد فيما يبدو على إبقاء تضخم البروستاتا تحت السيطرة.
وقال الدكتور غيل إنسرطان البروستاتا من السرطانات الشائعة عند الرجال الأبحاث تُظهر أن اتباع نظام غذائي "أكثر خضرة"يعود بمجموعة كاملة من الامتيازات الصحية الأخرى عدا عن تلك الخاصة بالبروستاتا، وتشمل تقليل مخاطرالإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل الجهاز الهضمي،كالإمساك وسرطان القولون، وفرط زيادة الوزن.
لكن الخبير في المسالك البولية أشار إلى أن هذه الدراسات لا تعني بالضرورة أن تناول الأطعمة الحيوانية يُسبَب مباشرة مشاكل في البروستات، وإنما تشير إلى وجود صلة محتملة بين تناول الأطعمة الحيوانية ومشاكل البروستات.
وتشير دلائل رئيسة إلى وجود علاقة بين استهلاك اللحوم وسرطان البروستاتا، لا سيما اللحوم المُصنَعة والمُعالجة واللحوم الحمراء. كذلك رُبط بين استهلاك الحليب وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بالرغم من المنافع الجمّة المعروفة عن هذا المنتج الحيواني.
ودعا الخبير من كليفلاند كلينك إلى الاهتمام بصحة البروستات، عبر التفكير في اتباع نظام غذائي منخفض السكر بتقليل تناول الكربوهيدرات، والالتزام بالأطعمة الجيدة والنظيفة والصحية، كالفواكه والخضروات الطازجة، إضافة إلى المكسرات والحبوب الكاملة.
التغييرات الغذائية الموصى بها لصحة البروستاتا
حذّر الدكتور غيل من إجراء تغييرات جذرية في النظام الغذائي،كاتباع نظام غذائي صرف بالكامل، أو اتباع نظام غذائي شديد التقييد من دون استشارة مقدمي الرعاية الصحيةالمختصين. وقال: "هناك عناصر غذائية أساسية يحتاجها المرء في نظامه الغذائي من أجل الحفاظ على صحة جيدة، فإذا قام بتضييق النظام الغذائي أكثر مما ينبغي، فقد ينتهي به المطاف ليعاني مشاكل صحية أخرى بسبب نقص المُغذَيات".
لكنه أوضح أن ثمّة تغييرات بسيطة في النظام الغذائي يمكن للرجل القيام بها على الفور لفائدة البروستات ولصحّته العامة. ويقترح الدكتور غيل التقليل من:
- المشروبات المُحلَاة بالسكر، سواء الغازية أو العصائر أو الشاي.
- الوجبات السريعة كرقائق البطاطس.
- الأطعمة المقلية.
- اللحوم الحمراء.
- اللحوم المُدخَنة.
- اللحوم المُعالجة.
- كثرة منتجات الألبان.
وقال: "يجب البدء في إجراء تغييرات صغيرة أولًا بدلاً من القفز إلى إصلاح جذري. على المرء التفكير في التخلص من الأطعمة التي يعلم بوضوح أنها ليست جيدة،ويمكن بذلكأن يساعد البروستات ويدعم صحته العامة".