قميص "أندريه": مثالٌ عن براعة "لورو بيانا" في تصميم القطع الخالدة

لموسم الصيف، تعيد علامة لورو بيانا Loro Piana تقديم قميص "أندريه" الذي يعتبر واحداً من قطعها الأيقونية بأسلوبٍ مسترخٍ ومريح يليق بأجواء وروح ذلك الفصل المليء بالحياة. لطالما اعتبر هذا القميص مثالاً عن براعة الدار في تقديم التصاميم البسيطة والراقية في آنٍ معاً، ويبرز هذا الصيف بخامات مريحة مثل الكتّان والدنيم وبأجود أنواع الخيوط ليكون قطعةً استثنائية ذات سحرٍ خالد لا تفقد شعبيتها على مدار السنوات. لهذا القميص قصة مميزة تأخذنا في رحلةٍ إلى قلب العلامة الذي لا يكفّ عن سعيه نحو الكمال والتفرّد من خلال استخدام أفضل ما توصلت إليه الدار من معرفة وخبرة نتيجة أبحاثها المستمرة وتفانيها في ابتكار أزياء تجسد شغفها بالأناقة والعملية والراحة في آنٍ معاً.

في عام 1998 قررت لورو بيانا التعبير عن رؤيتها الخاصة لما يجب أن يكون عليه القميص، والنتيجة كانت واحدة من أوائل القطع التي تم ابتكارها وتنفيذها في بورغوسيسيا، ومنذ ذلك الحين، لم تفقد تلك القطعة ألقها أو نجاحها. الإلهام أتى من الـ"كاميسا" الأصلي (قميص باللاتينية) والذي كان أعلى بمرتبةٍ من مجرد قطعة ملابس داخلية. كان القميص يُلبس تحت سترة أو صدرية ولم يكن يبان منه سوى الياقة وأساور الأكمام، إلا أن ذلك كان كافياً لتقدير مدى جودة القميص ودقة  صنعه. ولهذا أرادت لورو بيانا التركيز على الياقة وأساور الأكمام في البداية وتصميمها بحرفيةٍ عالية، وبهذا وضعت العلامة حجر الأساس لتصميم هذه التحفة الفنية.

الفصل الثاني في رواية الإبداع هذه كان العثور على مصدر إلهامٍ مميز، وقد أتى من تقاليد الخياطة العريقة في نابولي والتي اشتهرت بها المدينة في خمسينات القرن الماضي. كان الرجال الإيطاليون في تلك الحقبة مثالاً للأناقة بفضل إطلالتهم الراقية والمتسرخية التي لم يجارِهم بها أحد. ومن هنا قررت لورو بيانا أن قميص "أندريه" يجب أن يكون مستوحى من تلك الصفات، مع إضفاء لمساتها الواثقة إليه ليتفرّد عن غيره من القطع. إذا أرادت لذلك القميص أن يلعب دور البطولة في الإطلالة، لا أن يكون مجرّد قطعةٍ مكمّلة. ولكن فوق كل شيء، أرادت له أن يكون قميصاً متعدد الأوجه: غير رسمي ولكن في منتهى الرقي معاً، ومريحاً لدرجةٍ يمكن ارتداؤه من النهار إلى المساء بياقةٍ مفتوحة أو مزرّرة.

ولهذا السبب، كان من الضروري تصميم الياقة بدون الشريط القاسي (شريط قماشي تُخاط الياقة حوله). ولم تم تحقيق ذلك باستخدام قطع قماشية عريضة مطويّة فوق قماش الجزء الأمامي من الياقة، وهكذا تصبح الياقة مستقيمة ومفتوحة بكل أناقة دون أن تفقد شكلها المتماسك مما يجعلها مثاليةً أيضاً للتنسيق مع ربطة عنق. أما أساور الأكمام فتأتي بتصميمٍ مستدير وتتزين بأزرار مزدوجة من عرق اللؤلؤ الأسترالي لتمتدّ الأكمام بالطريقة الصحيحة وتتيح للرجل ارتداء ساعة اليد فوق أساور القميص بكل راحة. وينتهي هذا التصميم الذكي بحبستين صغيرتين على جانبي الظهر لضمان حرية الحركة. كل تلك الصفات المميزة تجعل من "أندريه" الخيار البديهي للمناسبات غير الرسمية أو النشاطات في الهواء الطلق كرحلةٍ على متن القارب أو سباق قواربٍ مع الأصدقاء وسط مياه البحر الأبيض المتوسط.

وهكذا، نجح قميص "أندريه" منذ أواخر تسعينات القرن الماضي في حجز مكانةٍ استثنائيةٍ له في إطلالة أرقى رجال العالم وزبائن لورو بيانا المرموقين، وأصبح الخيار الأول لإطلالة أوقات الفراغ المسترخية، وذلك لسهولة تنسيقه تحت الكنزات الصوفية أو السترات الكاجوال أو حتى لارتدائه وحده. وسرعان ما وجد قميص "أندريه" طريقه إلى قلوب السيدات اللواتي أحببن قصّته المينيمالية البسيطة. واليوم، ما يزال قميص أندريه، خامةً تلو الأخرى، وعاماً بعد عام، يحقق نجاحاً منقطع النظير، وما تزال لورو بيانا تدخل لمساتها العصرية إليه ليبقى مسايراً للزمن ولصيف 2020! لا شك في أنه بات أيقونةً من أيقونات العلامة، ورمزاً لسرّها في ابتكار قطعٍ خالدة لا تفقد بريقها مهما امتد الزمن.