هي تلتقي عبد الله باطويل أول شيف سعودي متخصص في صنع الحلويات

جدة - خاص بـ "هي" من طالب هندسة إلى شيف متخصص في صناعة الكيك والمعجنات، تحول كبير كان وراءه رغبة وشغف وجاذبية متبادلة بين عبدالله باطويل وطهي الحلويات، لكن يبقى القاسم المشترك بينهما هو الإبداع الفني والاختراع المبتكر. لم يستمر طويلا في الاختيار بين المجالين، فغادر مسرعا إلى أوروبا للتعمق أكثر في صناعة الكيك والحلويات على أيدي أشهر الطهاة حتى عاد ليكون أول شاب سعودي يتخصص في طهي الحلويات بجميع أنواعها. "شارلوت" هي علامة تجارية خاصة به، نكتشفها من خلال رحلته المثيرة للفضول ومعرفة أسرار الذوق الرفيع في الحوار التالي. عن بداياته يقول عبدالله: "عندما كنت طالب هندسة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة شجعني والدي على استكشاف الأسواق غير المخدومة في السعودية، وقد كانت صناعة الحلويات والمعجنات من المجالات غير المدعومة حينها، فخطرت لي فكرة السفر للحصول على دورات مكثفة في صنع الحلويات والكيك، ومن هنا بدأت رحلتي التي شجعني عليها والدي". واضاف: "أنا مقتنع أن مفاتيح السعادة لدى أي إنسان تكمن في أن يحب ما يعمل، لكي يبدع به، وكون هذا المجال يشعرني بالسعادة والإنجاز فقد اخترته، إضافة إلى أن مجال صناعة الحلوى والكيك من المجالات التي لم تكن مدعومة أو تلفت إليها الانتباه. وكان الإنجاز الأكبر عند إنشاء المواد الخام وتشكيلها بأشكال فنية سواء في الجمال أوالذوق". واردف: "من وجهة نظري أن التخصصين الهندسة وصناعة الكيك يشتركان في قاسم مشترك، وهو الفن والتصميم المبتكر، ولكن في تخصص الهندسة لم يكن هناك مساحة كافية للتعبير عن هذا النوع من الفن على الصعيد الشخصي، ومن جانب آخر صناعة الحلويات فن يجهله الكثيرون، بداية من التصميم إلى الشكل والتنوع في النكهات المهيمنة على المذاق، وكذلك إظهار نكهة أكثر من غيرها في الكيكة، والطرق المختلفة والخاصة في تقديم قطع الحلوى". هل تتذكر أولى محاولاتك في طهي وتقديم الكيك؟ بالطبع أذكر ذلك جيدا، فقبل أن أحصل على الدورات في صناعة الحلوى، لم أطهُ نهائيا أي نوع من أنواع المأكولات أو الحلويات، لذلك كان تحديا كبيرا بالنسبة لي، وكان أول ما قمت بإعداده وطهيه "الكرواسان"، وكان الطعم رائعا جدا، وكنت فخورا في ذلك الوقت بما قدمته. ولمن قدمتها؟ وماذا كانت ردة فعله حين تذوقها؟ بعد أن أعددت الكرواسان قمت ببيعها في الكلية في أميركا في ذاك الوقت، وكانت ردة فعل الآخرين رائعة جدا بعد تذوقهم للمعجنات، وكانوا مسرورين بطريقة صنعها أيضا، وهو ما أعطاني شعورا بالسعادة والإنجاز في تلك اللحظة. عملت "شيف" في الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم انتقلت إلى فرنسا، وفي ألمانيا درست أحدث أساليب التكنولوجيا في صنع الكيك، كيف كانت تلك الرحلة المتخصصة في صناعة الكيك؟ كان الأمر الأكثر فائدة والمثير للاهتمام فترة الدورات التدريبية التي أستحضرها إلى الآن، حيث كانت مليئة بأجواء المرح والبهجة، والتفاعل مع أفضل الطهاة في أوروبا، إضافة إلى أن العمل كان يسير بشكل فني ومحترف. وكل ذلك يرجع إلى توجيهات ومشورة والدي الذي شجعني على المضي قدما في هذا الطريق الذي أصبح شغفا لي. وفي الحقيقة كل الامتنان إلى والدي ووالدتي وأيضا إلى جميع أفراد عائلتي. فهم من دعموني معنويا لأجتاز ذلك التحدي في مجال ليس من السهل على الشاب السعودي الخوض فيه إلا إذا كان يمتلك الرغبة والموهبة والنفس الطيب ليحقق النجاح فيه. كيف علمت أنك أول شيف سعودي متخصص في إعداد وتقديم وإدارة صناعة الحلوى والكيك؟ نوعا ما أصنف نفسي كأول شيف سعودي متخصص في صناعة الكيك والحلوى، ففي مجتمعنا السعودي مازالت نسبة تواجد الطهاة الرجال المتخصصين أو غير المتخصصين ضئيلة جدا مقارنة بالدول الأخرى. ومن جهة أخرى هناك دائما مساحة للتطوير والتحسين لإيجاد الاتجاهات الجديدة، وتصميم جديد لذلك أي طاهٍ أو فنان يحتاج إلى عمليات تجميل لأعماله مع مرور الوقت. والأهم هو أن تحب ما تقوم به من أجل الوصول إلى التقدم والنجاح. حدثنا عن طقوسك الخاصة خلال إعداد الكيك؟ وما هو إلهامك للخروج بتزيين خاص لطبق الحلوى أو قطعة الكيك؟ عند إعداد الحلوى أتصور في ذهني كيفية تناول الكعكة، وكيف ستبدو، ومظهرها في كل خطوة من حيث فن تزيينها والذوق والشكل النهائي لها. أما من حيث الطقوس، فليس هناك أي طقوس محددة سوى الاستعداد النفسي والشعور بالسعادة، وذلك سر النكهة السحرية التي تخرج بها حلويات "شارلوت". هناك العديد من الأسماء والعلامات التجارية المحلية والعالمية الموجودة السوق السعودي منذ عقود، كيف تتميز بمنتجك الذي تقدمه لعشاق الحلوى والشوكلاته؟ طبيعي في أي مجال ومهنة ستواجه من ينافسك، ولكن دائما ما نحرص على التميز بالذوق الفريد من نوعه الذي نقدمه لعشاق الحلويات والكيك، وما يميزنا عن غيرنا أننا لسنا بتقليديين، وما نعرضه لا يتوفر في أي متاجر أخرى. من أين تستقطب الخامات والأدوات؟ نستعين في صناعة الحلوى والكيك بالشوكلاته والفواكه من أوروبا، وخاصة من فرنسا وهولندا وبلجيكا. لماذا تم اختيار مسمى "شارلوت" كعلامة تجارية خاصة بك في السعودية؟ هل تمثل فعلا شارلوت الفرنسي أم أنه مجرد اسم دلالة على الكيك الفرنسي؟ الاسم اختير من وراء قصة الكيك "شارلوت" التي صنعها الشعب الفرنسي لملكته المحبوبة شارلوت زوجة الملك إدوارد الثالث في القرن السابع عشر الميلادي، وقام بصناعتها الشيف الفرنسي المشهور آنداك Anotoine Caream، ومن هذا المنطلق أراد بيت المخابز أن يربط اسمه الجديد بهذه المعاني النبيلة والاسم العريق، واضعا نصب عينيه هدفا واحدا هو إدخال البهجة في نفوس محبيه بتقديم أفضل الحلويات الفرنسية والأوروبية. من وجهة نظرك من هم الطهاة المشاهير من الرجال والنساء على المستوى العربي والعالمي الذين يستهويك ما يقدمونه؟ هناك العديد من مشاهير وخبراء الطهي، ولكن المفضل لدي ومثلي الأعلى هو الشيف "جان ميشيل" الذي ابتكر صناعة شكل الكيك من أبسط المواد الخام. الحوار كاملا مع مجموعة من الصور تجدونه في العدد 234 من مجلة "هي".