الرجفان الأذيني اضطراب يدق باب السكتة الدماغية وينذر بمضاعفاتها
"خفقان القلب" شعور جميل في بعض المواقف، ولكنه في أحيان أخرى قد يكون خطراً يدق خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وخلال الأسبوع العالمي لـ "الرجفان الأذيني" أحد أبرز المسببات للجلطات، وجهت مجلة "هي" مجموعة من الأسئلة للبروفسور والإستشاري في أمراض القلب والباطنة، الرئيس السابق للجمعية الإماراتية للقلب ونائب رئيس الجمعية الخليجية لقسطرة القلب التداخلية الدكتور عبد الله شهاب عن هذا الإضطراب وأسبابه وسبل الوقاية منه.
بمناسبة الأسبوع العالمي لاضطراب الرجفان الأذيني، هل يمكن أن تطلعنا أكثر عليه، وما هي أسبابه وخطورته؟
شهاب: الرجفان الأذيني هو عدم انتظام يطرأ على نظم القلب ويسبب نبضاً متسارعاً في ضرباته، وهو من أكثر الإضطرابات شيوعاً حيث يعاني منه حوالي 37 مليون شخص حول العالم. كما يُعتبر مسؤولاً عما نسبته 25% من السكتات الدماغية الناتجة عن تخثر يحصل في الأذين الأيسر، إذ يتسبب بتجمع الدم في غرفتي القلب العلويتين (الأذينين) وتكوَن الجلطات. وعند تحرر الجلطة الدموية الموجودة في الغرفة العليا اليسرى (الأذين الأيسر) من منطقة القلب، تنتقل سريعاً إلى الأوعية الكبرى في الدماغ ما يتسبب بتلف كبير في الخلايا.
والجدير ذكره أن سرعة نبض القلب في حالات الرجفان الأذيني تتراوح بين 100 إلى 175 نبضة في الدقيقة، في حين أن السرعة الطبيعية لنبض القلب تكون بين 60 و80 وهو فرق واضح يجب التنبه إليه عند حدوثه.
يتسبب اضطراب الرجفان الأذيني بالعديد من المضاعفات المزعجة مثل الدوار والإغماء، وقد يصل الأمر إلى فقدان القدرة على النطق والحركة والإحساس والسكتة الدماغية وغيرها من المضاعفات الخطيرة. ومن أهم أسبابه وأكثرها شيوعاً، وجود ضعف في نشاط عضلات وشرايين وصمامات القلب بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والسمنة المفرطة، والقصور التنفسي أو ما يعرف بانقطاع النفس النومي.
كذلك قد يكون من أهم مسبباته فرط نشاط الغدة الدرقية وغيره من حالات اختلال التوازن الأيضي، وطبعاً لا ننسى تعاطي المنبهات ومنها بعض الأدوية والكافيين والتبغ والكحول.
تتمثل خطورة مرض الرجفان الأذيني في اضطراب يصيب الحجرتين العلويتين للقلب (الأذينين) والذي تنتج عنه رجفة تزدحم على إثرها العقدة الأذينية البطينية بالإشارات في محاولة للعبور إلى الحجرتين السفليتين من القلب (البطينان)؛ وهو ما يؤدي إلى نظم قلبي سريع وغير منتظم.
ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني؟
شهاب: الحقيقة أن ما من فئة عمرية مُستثناة من الإصابة بهذا الاضطراب، غير أن الفئة العمرية ما فوق الأربعين عاماً هي الأكثر عرضة للإصابة بمرض الرجفان الأذيني، حيث إن شخصاً واحداً من أصل 4 معرّض للإصابة به، لا سيما عند اقتران المرض بأمراض أخرى كداء السكري أو ضغط الدم المرتفع أو قصور في وظائف القلب والشرايين.
ما مدى انتشار هذا الإضطراب في الإمارات العربية المتحدة؟
شهاب: تضم الإمارات فئات عمرية وجنسيات متنوعة، لذا فإن نسبة الإصابة بالرجفان الأذيني ذاتها حول العالم، أي من 2% إلى 4%، وتنسحب على البلاد شأنها في ذلك شأن سائر الدول الأخرى.
ما مدى أهمية هذا الأسبوع في نشر الوعي حوله؟
شهاب: تتلخص أهميته في تكثيف الحملات الإعلانية والإعلامية على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام والطواقم الطبية في نشر الوعي حول ماهية مرض الرجفان الأذيني، وعوارضه، وأسبابه ومدى خطورته وسبل الوقاية منه.
تظهر الدراسات أن أكثر من 25% من الأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية ناجمة عن الرجفان الأذيني لا يتمّ تشخيصهم بالرجفان إلا بعد حدوث السكتة. كيف يمكن الكشف عنه قبل حدوث السكتة؟ ما هي الأعراض؟ وما هي الفحوص التي يمكن اجراؤها؟
شهاب: عادةً ما يكون المصابون الذين سبق لهم التعرض للسكتة الدماغية بسبب الرجفان الأذيني هم الأكثر تأذياً من أولئك المصابين بالسكتة الدماغية بسبب عوامل أخرى، وذلك نظراً للتلف الذي يصيب الشرايين القلبية الكبرى مما يؤدي إلى مضاعفات جسيمة ذكرناها آنفاً.
إنّ إجراء الفحوص الدورية يساعد بشكل كبير في الكشف عن إمكانية حصول الإضطراب، خصوصاً تلك المتعلقة بمستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول والفحوص المرتبطة بالقلب للكشف عما إذا كانت نوعية الإصابة خلقية أم مكتسبة.
يقال إنّ للتكنولوجيا والهواتف الذكية دور مهم في الكشف عن هذا الإضطراب. كيف يمكن ذلك؟
شهاب: لا شك أن الهواتف الذكية والساعات المزودة بإعدادات حديثة مهمتها إجراء المسح الطبي الذي يستهدف مراقبة وضبط نبضات القلب ومصدرها هي كلها أدوات حديثة ساعدت كثيراً في الكشف عن أعراض حدوث الرجفان الأذيني وسرعة الكشف عنها، ما سهّل على الطواقم الطبية عملها الإسعافيّ وعزّز انتشار الوعي بين الناس بوجود إشارات قد تدل على الإصابة.
ما هي أبرز سبل الوقاية من الرجفان الأذيني؟
شهاب: من أنجع الطرق المعتمدة للوقاية من هذا الإضطراب، الإنتظام في إجراء الفحوصات الدورية السنوية لمتابعة ضبط مستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول وتصوير السونار لصمامات وعضلات القلب وَعمل تخطيط لنشاط كهرباء القلب، للكشف عما إذا كانت نوعية الإصابة خلقية أم مكتسبة.
بالإضافة إلى المداومة على أسلوب حياة صحي متوازن من ناحية الأكل وممارسة الرياضة وتحقيق الإتزان النفسي عن طريق الإبتعاد عن الضغوطات العصبية. هذه كلها ممارسات كفيلة بتدارك حدوث الإصابة والتخفيف من وقعها في حال حدوثها.