حوار موقع "هي" مع سكينة شبيب صاحبة علامة Sakina Paris
تأسست دار "سكينة باريس" عام 2017 على يد المصممة السعودية الشابة سكينة شبيب، وهي علامة شبابية ترتكز على ابتكار تصاميم عصرية تلفت الأنظار مع لمسة أنثوية باريسية مميزة. إنّ هذه الأزياء الراقية مستوحاة من عدّة ثقافات مختلفة وصممت بشغف عاكسةً حاجة المرأة في أن تتألق في يومياتها. حاورنا سكينة شبيب، مؤسسة دار "سكينة باريس" في مقابلة خاصة من أجل إطلاعنا على أعمالها ومشاركتنا حياتها ومسيرتها المهنية في عالم الموضة.
كان بالطبع تأسيس دار الأزياء الخاص بك "سكينة باريس" لتحدياً كبيراً وتطلّب الكثير من الشجاعة والجهد. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذه التجربة وكيف بدأ الأمر؟
تخرجت من مدرسة غرفة اتحاد تصميم الأزياء الباريسية عام 2012. وبدأت على الفور في تطوير أسلوبي في مشغل شانيل، أوّلاً كمطرزة لمجموعات الأزياء الراقية وميتييه دار، وكمراقبة للجودة بعد عدة سنوات من الخبرة. لقد تعلّمتُ دقّة تصميم الأزياء الراقية وخصوصيات متطلبات الزبائن النخبة. وبعد ذلك، دخلت في 2015 مشغل ألكسندر فوتييه وعملتُ فيه كمساعدة خياطة لمدة عام. ومن ثمّ تابعتُ مسيرتي المهنية الشابة في مجال الأزياء في مشغل جيفنشي كصانعة نماذج لمجموعات الملابس الجاهزة. وفي كانون يناير من عام 2017، شعرتُ بأنني مستعدة لمواجهة التحدي المتمثل في التعبير عن رؤيتي الفنية، وقمت بتأسيس دار الأزياء الخاصة بي "سكينة باريس" الواقعة في الدائرة الثامنة في باريس. والتحدي الأكبر في أن تكوني مصممة أزياء هو أن تتعلمي حيثية أخرى من العمل، والتي لم تعد تتعلق بعد الآن بكونك مصممة وحسب، بل أن تكوني رائدة أعمال. ووسعت مسؤولياتي إلى مجال الإدارة والتوظيف وتدريب الموظفين والمحاسبة والتسويق؛ الأمور التي لا تكونين مستعدة لها عندما تعملين في دور أزياء كبرى كحرفية.
كيف تدمجين بين الثاقافات المختلفة في كل تصميم؟
أسلوبي فرنسي للغاية في طريقة تصميمي للملابس. أهم عنصر في أي ثوبٍ راقٍ هو اللمسة النهائية؛ هذا أول ما تعلّمته خلال عملي في دور الكوتور الفرنسية. وجود طباقات فرنسية في فساتيني مثلاً، بدلاً من البساطة، أو وجود حافة مصنوعة يدويّاً في معاطفي. وهذا تذكير قوي بالخبرات الفنية الفرنسية. وأستخدم في مجموعتي الجديدة أيضاً تشكيلة من المواد التي تعكس الفنون الشعبية المحلية لدينا. فدانتيل كاليه الفرنسي هو عبارة عن دانتيل معيّن يصنع فقط في شمال فرنسا. كما أنَّ نماذج "فيشي" هي احتفال بثقافتنا، وتعيدك نقاط "بولكا" إلى العصر الذهبي للسينما الإيطالية من بطولة مونيكا فيتي وصوفيا لورين. أصبحت الفساتين رمزاً للأنوثة الإيطالية مع لمسة فرنسية بحيث أنّ دار "سكينة باريس" تظل علامة تجارية باريسية. ويزيد القص من نحت الخصر، والأقمشة المتدفقة سلسة وتكشف عن الأسلوب الإيطالي في الستينات. والموضة تجمع العالم مع بعضه، لذلك أحب دمج المناهج الثقافية المختلفة في تصاميمي من أجل إظهار المجتمع العصري، والذي هو في الأساس كالوعاء تنصهر فيها المشاعر المختلفة.
من أو ما الذي دفعك لتحبين بشعف كل ما يتعلق بعالم الموضة؟
عملت أمي في السابق كخياطة في قرية فرنسية صغيرة اسمها لو إي غارون (Lot-et-Garonne) وكبرت وأنا أراقب إبداعها وعملها الجاد. كنت أتلقى بعد المدرسة دروساً في الرسم، فطوّرتُ بذلك تقديراً قويّاً لأي إبداع. لقد أحببتُ ذلك الوقت من التأمل عندما كنت أنظر إليها وهي تبتكر نموذج بالقلم، أو تحمل إبرة خياطة لتنهي اللمسات الأخيرة من الفساتين لزبائنها. كنت أندهش من السلام والجمال اللذين تجدينهما على الفور عندما تكونين في مشغل أزياء. وأهدتني أمي في عيد ميلادي الـ 15آلة خياطة من نوع سينغر، وبحلول سن الـ 18، أصبحت قادرة بالفعل على صنع فستان بمفردي من الألف إلى الياء. كان الناس يخبرونني دائماً أن خزانة ملابسي جميلة للغاية ويسألونني من أين أشتري فساتيني. وأعتقد أن ردة فعل الناس هي أفضل مكافئة. ومنذ ذلك الوقت بدأتُ أفكّر بجديّة في دخولي مهنة الموضة.
مع تفشي وباء كوفيد-19، قرّرتِ إنشاء مجموعة من كمامات كوفيد. لماذا اخترت بلورات سواروفسكي كتصميم للكمامات؟
لقد غيّر الوباء العالم بأكمله بطريقة قاسية للغاية. اهتزت صناعة الأزياء ولم يعد المستهلكون يشترون الأزياء. ولكن، بصفتي مصممة أزياء أملك قناعة للبقاء دائماً مبدعة في جميع الظروف. كانت كمامات كوفيد-19 الخاصة بي المصنوعة من أقمشة مجموعات الأزياء الراقية السابقة إحتفالاً بالأمل والجمال في عالم مظلم. وتذكرك كمامة كوفيد الزرقاء العادية المستخدمة في المستشفيات الطبية بالمرض والموت. فلماذا سترغب المرأة بوضعها يوميّاً؟ لذلك قررت تحويل كمامة كوفيد إلى شيء عصري. حولّتُ أداة أساسية إلى قطعة مجوهرات وذلك من خلال استخدام أزهار مطرزة يدويّاً مقطوعة من الأقمشة المستدامة، وحبات بلورات سواروفسكي لإضفاء لمسة فاخرة عليها. عندما أطلقنا مجموعة كمامات كوفيد، أحبّ التلفيزيون الوطني الفرنسي إم 6 (m6) هذا المفهوم وصوّر فيلماً وثائقيّاً قصيراً عن دار الأزياء الخاص بنا، ووصل إلى مليوني مشاهدة في اليوم التالي!
لقد حققت الكثير في سن مبكر. ما هي توقعاتك المستقبلية؟ هل من أحلام أخرى تسعين إلى تحقيقها؟
أن أكون مصممة جديدة في عام 2022 لتحدياً كبيراً، خاصة في باريس حيث تهيمن إمبراطوريات الموضة الكبرى على العالم. وحلمي هو أن أجعل النساء يدعمن قيمي الحرفية المصنوعة في فرنسا، والإستدامة. فهدفي النهائي هو رؤية النساء يمشين في الشوارع بفساتيني ويصبحن مرجعاً للموضة.
من هي المرأة المثالية لدى "سكينة باريس"؟
المرأة الأنيقة التي تعرف كيف تعتني بنفسها. ومع ذلك، فهي لا تستلم للإستهلاك المفرط. فهي تعلم كيفية استخدام القطع الكلاسيكية وتصميمها وفقاً لكل مناسبة معينة. وخزانة ملابسها هي غالباً أناقة كلاسيكية. تتكون من مجموعة من الإطلالات التي لا يزال بإمكانها أن ترتديها خلال 10 سنوات.
تميّزت هوية الدار بأزياء رومانسية بأسلوب. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذا النهج؟
أرى المرأة ككائن شاعري ورومانسي يبحث عن الحب. وعلى أن تتناسب قواعد لباسها مع طموحاتها: الأقمشة الرقيقة، مع السلاسة والتفاصيل المتشابكة. ففي الرومانسية، تكون النساء في حالة من الجاذبية، فيصبح الثوب بذلك ثروة هائلة.
قلت ذات مرة إنّ "أسلوبك هو الأناقة الأنثوية المطعمة بلوك عصري". كيف تترجمين ذلك من خلال الأقمشة وتفاصيل التصميم؟
الأنوثة هي عنصر مهم في إبداعي. فأنا أعتبر نفسي أنثوية، بطريقة أريد أن أجعل فيها النساء يحتضنّ أجسادهن ويشعرن بالثقة في مجتمع معاصر. وأشجع النساء أيضاً على أن يكُنَّ طموحات ومصممات على النجاح في الأعمال التجارية، وهذا يعني أنّه على خزانة ملابسهن أن تتناسب مع بعض الجوانب العملية المحددة، مثلاً أن تكوني حرّة في حركات جسدك مع الحفاظ على أناقتك، وأن تكوني قادرة على الإنتقال في الفستان نفسه من الإجتماعات إلى العشاء وأن تجعلي ملابسك متعددة الإستعمالات. فعلى سبيل المثال، يمكن ارتداء بعض الفساتين مع فستان داخلي يغطي فتحة الصدر. بالإضافة إلى ذلك، يُقدِّرن النساء في أيامنا هذه الثوب الذي يُسْهَل تنظيفه. قطننا قابل للغسل باليدين بنسبة 100% مما يسهل للغاية عملية التنظيف. فلدينا جميعاً هذا الفستان الذي يبقى دائماً في أسفل سلة الغسيل لأننا لا نجد وقتاً لوضعه في الغسالة..!