محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور عارضة الأزياء الفرنسية المغربية جيسيكا عايدي فيراتي
حوار: عدنان الكاتب Adnan AlKateb
تصوير: "عامر محمد" Amer Mohamad
بجمالها الطبيعي الساحر وروحها المرحة، أضاءت عارضة الأزياء الفرنسية- المغربية "جيسيكا عايدي فيراتي" Jessica Aidi Verratti كل ركن في محيطها وملأت الأجواء بالبهجة والحماس، حالما وصلت إلى موقع جلسة التصوير الخاصة بمجلتنا ودار المجوهرات الأيقونية "تيفاني أند كو" Tiffany & Co في دبي. لقطة تلو الأخرى، تلألأت عيناها الثاقبتان وسطعت طاقتها الداخلية على إيقاع انعكاس نور شمس دبي فوق ماسات "تيفاني أند كو" وأحجارها وذهبها.
لنعرف المزيد عن رحلتها المهنية بين الفرص والتحديات، وأحلامها، وأسرار جمالها، جلسنا بعد انتهاء التصوير مع نجمة غلاف عددنا السابق التي لم تسمح لنجاحها العالمي وشهرتها التي عززها زواجها من لاعب كرة القدم الإيطالي "ماركو فيراتي"، بأن يمسا بتواضعها غير المتكلف، وصدقها النقي، وابتسامتها العاشقة للحياة والحب والفرح…
أولا، هلا أخبرتنا أكثر عن نفسك: أين ولدت وترعرعت؟
أعيش في فرنسا حاليا، وتحديدا في العاصمة باريس. لكنني ولدت وترعرعت في مدينة مونبلييه في جنوب فرنسا. جذوري مختلطة: أنا نصف مغربية ونصف فرنسية.
كيف بدأت رحلتك في عالم عرض الأزياء؟ وهل حلمت دائما بأن تصبحي عارضة؟
بدأت رحلتي مع عرض الأزياء بالصدفة قبل عشرة أعوام، حين أرسل إلي أحد أصدقائي من جنوب فرنسا صور إعلان على الانترنت يطلب عارضات أزياء لجلسة تصوير مع مجلة مشهورة. كنت قد انتقلت للتو إلى باريس، فقلت لنفسي: لم لا؟ فلنذهب إلى الكاستينغ! ذهبت، وفي النهاية فزت في المسابقة، وكانت جلسة التصوير بعدسة "كارل لاغرفيلد" لغلاف المجلة. هكذا بدأ كل شيء.
ما هو أكثر ما تحبينه في مهنتك؟
أعتقد أن أكثر ما أحبه في عملي هو أنه أشبه بتحول إلى حرباء متقلبة الألوان، إذ تسمح لي مهنتي بأن أكون أي شيء أريده، وأن أكون شيئا مختلفا كل يوم. من خلال الملابس والمجوهرات والماكياج وتسريحة الشعر حتى، يمكن للعارضة أن تعبّر عن كل جانب من شخصيتها، بدون أن تتكلم.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتها حتى اليوم في مسيرتك المهنية، وكيف تغلبت عليها؟
أظن أن التحدي الأكبر كان قبول من أكون. أصبح عالم الموضة اليوم أكثر تنوعا وشمولية، وفتح أمام الجميع أبوابه التي كانت مغلقة ومقفلة قبل عشرة أعوام. كانت خطوة صغيرة قام بها قطاع الأزياء، لكنها خطوة كبيرة ومهمة لكل النساء اللواتي يرغبن في عيش أحلامهن.
من هي عارضة الأزياء التي ألهمتك وكان لها التأثير الأكبر عليك؟
لا يمكنني اختيار اسم واحد، لكنني سأقول إن من تلهمني هن العارضات اللواتي يقمن بكل شيء، ويؤدين أدوارا مختلفة مثل دور عارضة الأزياء والأم في الوقت نفسه. وتلهمني العارضات اللواتي يحطمن القيود التقليدية ومعايير الجمال المفروضة، وأيضا كل من تستعمل صوتها للتحدث عن قضايا ملهمة.
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها في حياتك، ومن أسداها إليك؟
أعتقد أن أفضل نصيحة تلقيتها كانت من وكيلتي التي كانت أول شخص يثق ويؤمن بي منذ اليوم الأول. قالت لي إنه علي أن أكون لطيفة مع الجميع، وأن أعامل الناس بالطريقة التي أريد أن يعاملوني بها.
ما هي نصيحتك إلى عارضات الأزياء الصاعدات اللواتي يحلمن بتحقيق النجاح والشهرة في هذا المجال؟
كوني صادقة مع نفسك، واصغي إلى ما يقوله لك جسمك. كوني متفانية، واعملي بجد ومثابرة لتحقيق هدفك.
هل هناك قضية تهمك وتحبين تسليط الضوء عليها عبر المنبر المؤثر الذي قدمته إليك مهنتك؟
طبعا، فإن القدرة على التأثير تلعب دورا قويا ومهما في دعم الكثير من القضايا. أريد أن أساعد المؤسسات الخيرية التي تهتم بالأطفال، وخصوصا منها تلك التي تعمل على توفير التعليم للفتيات في البلدان التي يصعب فيها انخراطهن في المؤسسات التعليمية.
ما هو الهدف أو الحلم المهني الأكبر بالنسبة إليك؟
لدي الكثير من الأحلام والأهداف التي تتغير مع الوقت، لأن العالم يتغير وطريقة التفكير تتغير أيضا. ولا أكتفي يوما بما وصلت إليه، بل أتمنى دائما أن أستمر في العمل على مشاريع أنا شغوفة بها لسنين كثيرة، فأنظر إلى والديّ وأقول لهما: |فعلتها، إنني أعيش اليوم شغفي!|
ما هي الذكريات التي تبقى معك من جلسة التصوير مع مجلة "هي" ودار "تيفاني أند كو"؟
لن أنسى انبهاري بمجوهرات "تيفاني" الفريدة، وشعوري بأن أكون على غلاف مجلتكم الرائعة. وإن أكثر ما أتذكره في الحقيقة هو لطف وطيبة كل الأشخاص الذين شاركوا في هذا المشروع. وأود أن أشكركم كلكم على هذه الفرصة وعلى الأوقات الجميلة التي أمضيناها معا.
ما الذي تمثله علامة "تيفاني أند كو" بالنسبة إليك، وما الذي يميزها عن دور المجوهرات الأخرى؟
إن "تيفاني أند كو" بالنسبة إلي هي إحدى أكثر علامات المجوهرات تميزا. هي اسم لا يمكن أن ننساه، ولون يذكرنا فورا بها: "أزرق تيفاني" الشهير. الاستمرار في هذا القطاع ليس سهلا في أيامنا، وحفاظ "تيفاني" على مكانتها الأيقونية بعد 184 عاما أمر لا يصدق.
هل تلعب المجوهرات دورا مهما في إطلالتك، وما هي أغلى قطعة مجوهرات على قلبك؟
تلعب المجوهرات دورا كبيرا في إطلالتي، وتعني لي الكثير لأنها بالنسبة إلي الإكسسوار الذي يعبّر عن أنوثتي. يمكن أن تكون إطلالتي عادية جدا و“كاجوال”، فأضيف إليها عقدا أو سوارا أو أقراط أذن جميلة، وتمنحني قطعة المجوهرات لمسة بريق فورية. أما القطعة الأهم بالنسبة إلي، فهي خاتم خطوبتي لأنه تصميم فريد، ولأنه يعكس الحب العميق الذي يجمعنا أنا وزوجي.
هذه ليست زيارتك الأولى إلى دبي. ما هو أكثر شيء تحبينه في هذه المدينة؟
أعيش في باريس، لذلك سأقول أولا طقسها! وأحب أيضا ثقافتها وأجواءها الشرقية، خصوصا لأن جذوري عربية. لا أشعر في دبي بأنني غريبة، وأعشق مزجها بين الحداثة والتقليد.
كيف تصفين أسلوبك الشخصي في تنسيق أزيائك خارج خشبة العرض؟
لدي أسلوب متقلب ومتعدد الأوجه، وتختلف إطلالتي من يوم إلى آخر. قد أبقي إطلالتي في النهار مثلا بسيطة للغاية مع سروال جينز أزرق وقميص أبيض وحذاء رياضي. لكنني أفضل إطلالة أكثر رقيا وتأنقا في الليل. حين نحب الموضة، نراها ترافقنا على خشبة العرض وخارجها. لا يمكننا تجاهلها!
كيف تعتنين بشعرك المجعد الرائع؟
بصراحة، واجهت في سنين المراهقة صعوبة في تقبل طبيعة شعري، ولم أكن معتادة على الاهتمام به حين كنت أصغر سنا. الشعر الأملس كان رائجا وقتها، ولم أكن أعرف كيف أتعامل مع كل تجعيدات شعري. لكنني مع الوقت، تعلمت أن أحب خصلاتي المجعدة، والآن أركز على الاعتناء بها مع منتجات طبيعية والكثير من تركيبات البلسم العميقة المفعول.
هل تتبعين حمية غذائية صارمة أو برنامج تدريب قاسيا للحفاظ على رشاقتك؟
أنا شغوفة بالرياضة. كنت أمارس سابقا رياضة الجمباز الإيقاعي على مستوى عال، ولم أتوقف عن التمرن منذ أن غادرت هذا المجال. التمارين تساعدني في الحفاظ على رشاقتي ولياقتي، ولكن أيضا على صحة عقلي. أما بالنسبة إلى الطعام، فإنني أعشق الطبخ ولا أتبع حمية صارمة. أريد أن أعيش بنمط حياة صحي، لكنني أيضا لا أتخلى عن المتعة التي تشعرني بالذنب: الشوكولاته!
كيف تسترخين وتعيدين شحن طاقتك في أوقات الفراغ؟
أحب المشي. حيثما أكون، أخصص وقتا للمشي والتفرج على محيطي. أنظر إلى العمارة والناس، وذلك يذكرني بأننا لسنا وحدنا.