ميخائيل شمعون لـ"هي": أصمّم فساتين أعراس تجسّد شخصية العروس
الوقوف أمام رقم "صعب" في الموضة هو رحلة شاقة بحد ذاتها؛ ما بالنا إذا كان هذا الرقم الصعب هو عملاق الموضة إيلي صعب، المخوّل تقييم الأداء والتصاميم! لكن ميخائيل شمعون اجتاز هذا الامتحان ببراعة، بل حصل على وصف "رائع" من الصعب في برنامج بروجكت رانوي عام 2016، فكانت الإنطلاقة.
شمعون هو مصمم لبناني شاب يحمل في فساتينه تفاصيل الخياطة. فهو يرسمها، يصمّمها ويتخايلها تتمايل على جسد عروسه، كما يصف. تجسّد مجموعاته الطابع الأوروبي العصري والأنيق، وفساتين زفافه عبارة عن أشكال هندسية ورسومات راقية، متنوّعة وعصرية، تحترم منحنيات وقوام العروس، كما يريد. نجمات عدّة اعتمدن تصاميمه، لكن يبدو كان للفنانة هيفاء وهبي الحصة الأكبر.
ما هو التفصيل الأول الذي تأخذه في عين الاعتبار لتصميم فستان العروس؟
من الضروري اختيار تصميم فستان زفاف يليق بالعروس ويشبه شخصيتها. لذا، أسعى كي أقدّم المشورة والنصائح لها من خلال متابعة دقيقة أواكبها من خلالها وقت التحضيرات. كما أركّز على راحة العروس في الفستان من خلال التحرّك بسهولة في يوم زفافها.
أخبرنا عن الدقة التي تعتمدها في تفاصيل الخياطة. ماذا يكمن وراء تلك التفاصيل؟
إن لم تأخذ الخياطة الدقة في التنفيذ بعين الإعتبار، يصبح من غير المسموح أن تُسمى خياطة راقية Haute couture.
فعندما أصمّم الفستان على الورق وأرسمه، أستطيع تخيّله عملياً وفنياً، وأسعى كي أجعله متناغماً مع منحنيات الجسم؛ من هنا أتوخى الدقة في التصميم والتنفيذ، وهذا أكثر ما يهمنّي شخصياً.
-تصاميمك شبابية جداً، هل للعروس الكلاسيكية مكان في تصاميمك؟
أتوجّه بتصاميمي لكافة العرائس بكل الأعمار. ومن الطبيعي أن يكون لكل سيدة شخصية متفرّدة بها ذات ذوق خاص، على اختلاف عمرها، فلكل عمر رونقه وجماله. لذا، أنظر إلى كل سيدة بحدّ ذاتها كمصدر للوحي في التصاميم، التي أحرص أن تكون عصرية وترندي وغير مرتبطة بحدود الزمن.
إلى أي مدى يعكس ميخائيل شمعون عناصر الطبيعة في تصاميم فساتين الزفاف؟
عناصر الطبيعة دائماً موجودة في فساتيني، إن كان من خلال الأشكال الهندسية أو أغصان الأشجار. إشارة إلى أنّنا في المجموعات القادمة، سنرى أكثر مدى تأثير الطبيعة في تصميم فساتين الأعراس التي ممكن أن تعكس حضارة معينة بشكل او بأخر بنفس الوقت.
لا يزال واحد من فساتين الزفاف الذي صممته في العام 2019 من اجمل ما قدمت للعروس ،ما قصة هذا التصميم؟
هذا الفستان هو من ضمن مجموعة التصاميم الخاصة، واستغرق العمل عليه أكثر من اربعة أشهر، بين تصميم وتحضير وتطريز وخياطة. وقد مرّ كل هذا الوقت من غير أن تراه العروس، لكن في نهاية الأمر حصلت العروس على فستان أحلامها. أردت من خلال التصميم أن يكون الفستان ملكياً ويحاكي منحنيات الجسم، لإبراز جمال العروس؛ فأتى مكوّناً من ثلاثة قطع: فستان ضيق مع تنورة كبيرة فوق الفستان بالإضافة إلى كاب كبير، كي تحظى العروس بأربع إطلالات في السهرة.
ما هي الأخطاء التي يتوجب على العروس تجنبها عند اختيار فستان الزفاف؟
أنصح العروس دائماً أن تختار فستان زفاف متناسقاً مع روحية الحفل من حيث المضمون والتنسيق، وحتى الألوان في بعض الحالات. من الضروري أن تختار ما يليق بها، دون الإنجرار وراء الاتجاهات والموضة. فقد تكون الموضة أو الأقمشة أو حتى القصّات المعتمدة لا تلائم شخصيات أو أجسام معيّنة.
هيفاء وهبي بدت رائعة في الفستان الابيض الذي اخترته لها،ماذا عن تفاصيله خاصة وانه يبدو كفستان زفاف؟
دائماً تظهر هيفاء وهبي جميلة كالعروس. هذا الفستان ارتدته خلال تتويج ملك جمال لبنان، وأحببت إبراز كل المفاتن الجمالية لديها في هذا الفستان الأنيق والبسيط.
- أخبرنا عن تطوّر مسيرتك وأسرار نجاحك
لا زلت أشعر أننّي في بداية الطريق، رغم أنّ هنالك عدة محطات مهمة مررت بها. النجاح الحقيقي وإبراز الفن اللذان أتوق أن أظهرهما، ما زالا في الأدراج، ولكن موعد إظهارهما بات قريباً. أمّا بالنسبة للتطوّر والنجاح، فهما بسبب التركيز على كل فستان على حدة، من خلال تصاميم متنوعة تلائم السيدة على اختلاف شخصيتها وطبعها وقوامها.
- لفتنا أنك لم تترك لبنان رغم الأزمة!
رغم كل المشاكل والأزمات التي عصفت بلبنان، فلا يزال لبنان بلدي وقوتي ومصدر الوحي بالنسبة لي. فما نمرّ به هو مرحلة، وستزول؛ لذا، نتحمّل مسؤولية إظهار جمال بلدنا. وقد أظهرت ذلك من خلال مجموعتي الأولى “cedars tale” التي روت حكاية الأرز، حيث أن الأرز شاهد على كل تاريخ لبنان الصامد. عند تصميم هذه المجموعة، استخدمت تقنية صورة ثلاثية الأبعاد بداخل الفستان، إذ شعرت بحاجة لإدخال الروح العصرية في التصاميم مع المحافظة على عناصر الخياطة الراقية.
-هل تفكر بإطلاق فروع في بلدان أخرى؟
يوجد عدة مشاريع أعمل عليها وأتابعها، من الممكن أن تتضمن فرعاً أو أكثر عندما يحين الوقت المناسب.
محطات بارزة في مسيرتك
هنالك عدة محطات مرت بالطبع منها بروجكت رانواي، الذي كان أبرزها، إذ جسّد إنطلاقتي الفعلية بعد أن تم تقدير تصاميمي ودعم موهبتي من مصمم عالمي مثل إيلي صعب.
- هذه المحطة كان لها وقع آخر في ما يتعلّق بصعوبات القراءة التي تعاني منها
نعم، أنا اعاني من الديسلكسيا أو الصعوبة في القراءة. تجدر الإشارة إلى أنّ برنامج بروجكت رانواي حفّز بداخلي فكرة التصالح مع هذه المشكلة، حيث لم يكن لدى اللجنة أي مانع من استقطاب المواهب رغم الظروف والصعوبات التي تحيط بالمصمم. عليه، سأقوم بحملة توعية وتحفيز للمصابين بصعوبات شبيهة من خلال نشر الوعي وتقديم الدعم.