فيلم "Eo" بمهرجان القاهرة السينمائي.. عن "الحمار" الباحث عن الحرية والحب والاهتمام
الأفلام التي يلعب بطولتها الحيوانات تعد من نوعية الأفلام التي لا يتوقف صناع السينما عن تقديمها كل منهم بوجهات نظر مختلفة، وكان أحدثها فيلم "Eo" الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44 وقام بإخراجه المخرج جيرزي سكوليموفسكي وهو فيلم من إنتاج بولندي وإيطالي مشترك.
تفاصيل فيلم "Eo" تزامنًا مع عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي
فيلم "Eo" الحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي؛ تدور أحداثه حول حمار يبدو أنه سيء الحظ، رغم تعلقه بصاحبته في بداية العمل إلا أن حظه السيء جعله يبتعد عنها ويخوض تجربته الخاصة التي يقابل خلالها العديد من الأشخاص الجيدين منهم والسيئين كما يتورط في عدة مصاعب وأزمات لكنه عادة ما يخرج منها.
الفيلم سلط الضوء على حياة الحمار الصعبة التي مر بها سواء بعد أن تم التخلص منه من قبل السيرك الذي كان يقدم فيه عروضًا مع حيوانات آخرين، وبعد أن ترك مالكته بعد ذلك، حيث كان في مواجهة بعض الشخصيات القاسية الذين قاموا بضربه وإهانته كونه تسبب في فوز أحد الفرق الرياضية لكرة القدم إضافة إلى لقائه بشخص آخر قام بالعطف عليه وشعر بإحباطه فقرر أن يأويه.
محاولات الحمار "إيو" للبقاء على قيد الحياة
محطات كثيرة مر بها الحمار إيو أثرت عليه سلبًا لكنه ضرب مثالًا للباحث عن الحرية الذي قد يفعل أي شيء من أجل البقاء على قيد الحياة، سواء بمفرده أو بمساعدة الآخرين، وبالرغم من حظه السيء إلا أنه في النهاية دائمًا ما ينجح في تخطي محنته.
ربما نالت فكرة الفيلم تعجب عدد من جمهور مهرجان القاهرة السينمائي قبل مشاهدة العمل، وكانت هناك العديد من الانطباعات حول فكرة قيام "حمار" ببطولة فيلم، والبعض اعتقد أن المشاهد التي يتواجد فيها الحمار قد يغلب عليها الطابع الكوميدي أكثر من الدرامي، لكن هذا عكس ما حدث.
"Eo" والبحث عن الحرية والاهتمام
فالحياة المأساوية للحمار جعلت الجمهور في حالة ترقب لمشاهدة كيف سينجح في الفوز بحريته والخروج من أزماته المتتالية ووجود أجواء آمنة وأشخاص جيدين لمساعدته، فبالفعل وجد بعضهم، لكن البعض الآخر نجح إيو في اكتشاف أهدافهم تجاهه وتحرر من سجنهم، كما تمنى في بعض الأوقات لو أنه نال اهتماما مختلفًا كالذي يناله الحصان على سبيل المثال.
المشاعر التي ظهرت على وجه وتصرفات الحمار إيو تسببت في مفاجأة البعض، حيث إن حزنه كان دائمًا واضحًا على عينيه وقادرًا على التعبير عن ألمه واللحظات الصعبة التي يمر بها، وكانت خيالاته التي اختار المخرج جيرزي سكوليموفسكي أن يقدمها من خلال صورة حمراء اللون؛ كانت تحوي العديد من مشاهد الشجن والحنين للعودة إلى الماضي وإلى مالكته الأصلية التي عاش معها فترة زمنية مستقرة قبل أن ينطلق بمفرده إلى العالم الخارجي ليواجه مصير مجهول.
قضية وقف استغلال الحيوانات
الفيلم سلط الضوء كذلك على أهمية وقف استغلال الحيوانات وتدريبهم من أجل المشاركة في عروض استعراضية أو التسلية، من خلال وقفات احتجاجية قام بها البعض في بداية العمل، وكان نقطة انطلاق الأحداث في حياة الحمار صاحب الوجه الحزين، كما ركز العمل كذلك على فكرة استغلال الحيوانات وتحديدًا الحمار، في إنتاج اللحوم المصنعة ومدى خطورة ذلك خاصة وأنه يتم التعامل معه بأريحية من قبل القائمين على هذا الأمر.
الجدير بالذكر أن الفيلم شارك في بطولته كذلك كل من إيزابيل أوبير ولورينزو زورزولو وساندرا درزيمالسكا وماتيوس مورانسكي، في أدوار ثانوية وظهروا على مدار رحلة الحمار من أجل البحث عن الحرية وعن ذاته الضائعة.
الصور من حساب الفيلم بانستجرام والموقع الرسمي له