جسد الأنثى مجموعة من الهرمونات.. كيف تحافظين على انتظامها

تختلف طبيعتنا كإناث عن الرجال في اختلاف الهرمونات ومستوياتها، وطبيعة جسد الأنثى أكثر تأثراً بتلك الهرمونات، فهي لها دور رئيسي في تكوين ملامح الجسم الأنثوي وكذلك في الدورة الشهرية والإخصاب والإنجاب.

لذلك ومن منطلق أهمية توازن مستويات الهرمونات الأنثوية، عليك أن تحرصي على ذلك حفاظاً على صحتك الأنثوية، وتفادياً لأي اضطرابات أو مشاكل وأمراض صحية تحدث نتيجة خلل تلك الهرمونات.

إذن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف نحافظ على انتظام الهرمونات الأنثوية؟

طرحنا هذا السؤال على استشارية النساء والولادة في مستشفى الهيئة الملكية بينبع الدكتورة ريهام البلوي، وأفادتنا بكثير من المعلومات المهمة عن ذلك، نتعرف عليها سوية في التالي.

الهرمونات الأنثوية وأهميتها

بداية ذكرت الدكتورة ريهام أن الهرمونات الأنثوية هي عبارة عن مواد كيميائية يفرزها جسم الأنثى من خلال الغدد، والهرمونات الرئيسية المهمة لدى الإناث هي ثلاث:

1. هرمون الإستروجين: وهو أهم أنواع الهرمونات الأنثوية، وأهميته تكمن في دوره المباشر خلال عملية البلوغ وما يحدث خلالها من نمو وتكوين للجهاز التناسلي.مصدر هذا الهرمون الرئيس المبايض، ونسبة قليلة منه تُنتج من الغدد الكظرية والخلايا الدهنية.
2. هرمون البروجستيرون: ثاني أهم أنواع الهرمونات الأنثوية وله علاقة مباشرة بالدورة الشهرية والحمل، ومصدره أيضاً المبايض، الغدد الكظرية، والمشيمة عند الحمل.
3. هرمون التستوستيرون: وهو هرمون ذكوري في الغالب إلا أنه وبالرغم من نسبته القليلة في جسم الأنثى، إلا أن له دورٌ فعال في الدورة الشهرية، والخصوبة، والكتلة العضلية، وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

إذا ومما استعرضنا يتضح لك عزيزتي القارئة أن هنالك هرمونات يجب أن تكون نسبتها الطبيعية مرتفعة، وأخرى يجب أن تكون نسبتها القليلة ثابتة؛ وبالتالي فإن أي تغير في المستويات له تأثير على جسم الأنثى.

وهنا تخبرنا الاستشارية النسائية أن الإناث يمكن أن يتعرضن لاضطرابات في مستويات الهرمونات، وهذه الاضطرابات لها أعراض ولها مسببات، من المهم أن نعرفها جميعنا.

أعراض اضطراب الهرمونات عند الإناث

• أول وأهم الأعراض هي اضطرابات الدورة الشهرية، سواء في مواعيدها أو كميتها وتأثيرها على الجسم.
• السمنة وزيادة الوزن، بالرغم من عدم حدوث أي تغير في النظام الغذائي.
• ظهور الشعر أو الوبر في مناطق غير مألوفة مثل البطن والذقن.
• شحوب البشرة وتغير شكلها وملمسها.
• الإصابة بتساقط الشعر الملحوظ وضعف الأظافر.
• الإصابة بالتوتر والقلق وحتى الاكتئاب.
• المعاناة من الأرق واضطرابات النوم.
• فقدان الطاقة والشعور المتكرر بالخمول والتعب.
• الصداع المتفاوت والتعرق المفرط.
• الشعور المتكرر بالعطش.
• فقدان الرغبة الجنسية وحدوث جفاف في الأماكن التناسلية.
• التعرض للإصابة بهشاشة العظام.
• حدوث انتفاخ في المعدة او الرقبة يرافقها مشاكل في الشهية.
• الشعور بصعوبة في الحركة والإصابة بآلام المفاصل والعضلات.
• اضطراب مستويات الهرمونات يرفع من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط.
• مشاكل الخصوبة وعدم القدرة على الإنجاب.

هذه الأعراض من المؤكد أنها تختلف في شدتها وفي عددهاونوعيتها من مريضة إلى أخرى تبعاً للتغير الحاصل في مستويات الهرمونات الأنثوية، ومدة حدوث اضطراب الهرمونات دون علاج.

أسباب اضطراب الهرمونات عند الإناث

توضح الدكتورة ريهام أن أسباب اضطراب الهرمونات عند الإناث يمكن أن تختلف حسب المرحلة العمرية، وهي كالتالي:

1. مرحلة العشرينات: غالباً ما تكون أسباب اضطراب الهرمونات عند الإناث تتعلق بسوء التغذية، والعادات غير الصحية، والمعاناة من السمنة أو النحافة الشديدة.
2. مرحلة الثلاثينات والأربعينات: تكون أسباب اضطراب الهرمونات عند الإناث بالإضافة إلى الأسباب السابقة، التالي:

• الحمل والرضاعة الطبيعية.
• الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهي شائعة في هذه المرحلة العمرية.
• انقطاع الطمث المبكر.
• الإصابة بخلل في وظائف المبيض.
• بعض الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل.
• الإصابة بأي أمراض مزمنة مثل مرض السكري.
• أمراض الغدد لها دور كبير في التأثير على إفراز الهرمونات الأنثوية وخاصة الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية أو الغدد التناسلية أو الغدة النخامية.
• الإصابة بالأمراض السرطانية أو وجود الأورام الحميدة.
• الأمراض العصبية وتاريخها الوراثي.

3. مرحلة سن اليأس: وهي مرحلة رئيسية في حياة الأنثى تحدث نتيجة انخفاض الهرمونات الأنثوية.

طرق ضبط الهرمونات الأنثوية

من المؤكد أنك الآن أدركت عزيزتي القارئة أهمية الهرمونات الأنثوية وأهمية الحفاظ على مستوياتها الطبيعية، لذلك عند حدوث أي أعراض أو تغيرات أو تواجد مسببات الاضطراب عليك مراجعة الطبيبة النسائية، التي سوف تشخص الحالة وتقف على المسبب الرئيسي المباشر لاضطراب الهرمونات الأنثوية والعمل على علاجه أو الحد من تأثيره، لذلك ننصحك بضرورة المتابعة معها، والالتزام بالعلاج.

ولكن وبشكل عام هنالك جانب يقع على عاتقك ويمكنك تنفيذه للحفاظ على المستويات الطبيعية للهرمونات الأنثوية، وهذا ما عرفتنا عليه الدكتورة ريهام البلوي حيث قالت:

هنالك أمور بسيطة تساعد بشكل فعال في الحفاظ على صحتك العامة وصحتك الأنثوية وضبط الهرمونات، وهي في التالي:

• الابتعاد عن العادات غير الصحية مثل التدخين والمشروبات الضارة.
• عدم تناول أي أدوية من دون استشارة الطبيب المختص.
• التقليل قدر الإمكان من الأطعمة غير الصحية خاصة الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة كونها تحتوي على عناصر كيميائية مواد ثبت طبياً أن لها تأثير على الهرمونات عند الإناث وحتى عند الرجال، ومنها محسنات الطعم والملونات والمنكهات الصناعية والمواد الحافظة، وكذلك الأملاح والسكريات المعقدة والدهون المشبعة.
• تناول الأطعمة الصحية واعتمادها في النظام الغذائي المتبع، والتركيز على الأطعمة التي تدعم ضبط مستويات الهرمونات الأنثوية، ومنها ما جاء في موقع"healthline" وهي:

• الثوم.
• التوت.
• الكبد.
• البيض.
• السبانخ.
• الأفوكادو.
• اللحم البقري.
• عرق السوس.
• زيت السمسم.
• الشاي الأخضر.
• منتجات الصويا.
• المكسرات بأنواعها.
• البروكلي والقرنبيط.
• الحليب ومنتجات الألبان.
• الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين.
• أثبتت الدراسات بأنّ القهوة تزيد مستوى الهرمون الأنثوي.
• القمح والشوفان وبذور الكتان والشعير وحبوب الكينوا.
• الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي مثل: الموز، والبرتقال، والطماطم، والكيوي، والشمام.
• البقوليات بجميع أنواعها خاصة العدس، والحمص، والفول السوداني، لأنها تحتوي على مادة الفينول التي تعزز من إفراز الأستروجين.
• الأطعمة الغنية بالكاروتين: مثل: الريحان، واليقطين، والملفوف، والشمندر، والجزر، والسبانخ، واللفت، والفلفل.
• الفواكه والخضروات المجففة التي تحتوي على فيتاميني ج وفيتامين ب، مثل: المشمش والخوخ والبرتقال والكيوي والفراولة والفاصوليا والبطاطا.

وتضيف الدكتورة ريهام: لا تنسي عزيزتي أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية على اختلافها لها دورة رئيسي في تنشيط الدورة الدموية، ورفع مناعة الجسم، وتحسين أداء أجهزة الجسم ودعم عمل الأعضاء، وبالتالي تحسين الصحة العامة.

وأخيراً بات لديك عزيزتي القارئة معلومات جيدة حول الهرمونات الأنثوية من حيث أهميتها ودورها وأسباب اضطراباتها وحتى كيفية الحفاظ على مستوياتها الطبيعية. لذلك عليك استشارة الطبيب المختص عند ملاحظة أي أعراض أو تواجد أي مسببات تؤثر على الهرمونات الأنثوية لديك.