في اليوم العالمي للباركنسون.. إليك أسباب وطرق علاج رعشة اليدين المرتبطة بالمرض
يصادف اليوم 11 أبريل، اليوم العالمي لمرض الباركنسون (الشلل الرعاش) والذي يُقام كل عام في مثل هذا اليوم؛ ويُعدَ فرصةً مهمة لتعزيز الوعي حول هذا المرض الذي يعاني منه 6.5 مليون إنسان حول العالم.
وللعلم، فإن 11 أبريل هو عيد ميلاد الطبيب الإنكليزي جيمس باركنسون، وهو أول من وصف أعراض المرض الانتكاسي واعتبرها وحدةً متكاملة سريريًا؛ وكان ذلك في العام 1817 (قبل 180 سنة). ولهذا سُمي المرض على اسم الطبيب.
يُعرف مرض الباركنسون أيضًا باسم الشلل الرعاش، وهو من أمراض الشيخوخة؛ وأشهر المُصابين به هو الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي. أما أكثر ما يعاني منه المصابون بمرض باركنسون، فهو ارتعاش اليدين وتصلب المفاصل وبطء الحركة.
يطلعنا الدكتور محمد المهدي، استشاري أمراض المخ والأعصاب والقسطرة العلاجية للمخ والنخاع الشوكي من المستشفى السعودي الألماني بعجمان في موضوعنا اليوم، على رجفة اليدين؛ أسبابها، أعراضها وطرق تشخيصها وعلاجها.
أسباب وأعراض رجفة اليدين
رجفة اليدين وتدعى أيضًا رعشة اليدين، حالةٌ صحية شائعة تصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص. لها العديد من الأسباب والأعراض وهو ما يطلعنا عليه الدكتور مهدي.
ما هي رجفة اليدين؟
تُعتبر رعشة أو رجفة اليدين من أكثر أمراض الأعصاب شيوعًا، وهي عبارةٌ عن اهتزاز الأصابع والكفين بشكل تلقائي في وضع؛ وقد تأتي الرجفة منفردة أو مصحوبة برعشة في الفم، أو الذقن، أو كل الرأس، أو حتى اهتزاز الجسم كله.
والرعشة من الحركات اللاإرادية التي لا يستطيع المريض التحكم في ظهورها إلا باتخاذ الوضع الذي تختفي فيه. بمعنى أن الرعشة الحركية تختفي بالسكون، والرعشة التي تظهر بالسكون تختفي أثناء الحركة. كما قد يزيد القلق والتوتر من حدة وسرعة الرجفة.
عادةً ما تظهر الرعشة في أواسط العمر ومع التقدم بالسن؛ وقلما تظهر عند الصغار والشباب، ويكون السبب حينها القلق والتوتر في أغلب الحالات.
هل للرجفة أسبابٌ وراثية فقط؟
ليست كل أنواع الرجفة وراثيةً كما يعتقد البعض؛ فالقليل منها له عنصرٌ وراثي حسب نوع الرعشة التي يتم تشخيصها بواسطة طبيب الأعصاب المختص.
هل الرجفة أنواع؟
للرجفة أو الرعشة أنواعٌ متعددة؛ أهمها الرجفة الحميدة وهي أكثر الأنواع شيوعًا وتصيب الأطراف، وقد تمتد للحنجرة فتؤثر على الصوت أو تمتد للراس فيؤدي لاهتزازه. وعادةً ما يكون فيها عنصرٌ وراثي، وهي تستجيب جيدًا للعلاج.
أما النوع الثاني فهو جزءٌ من مرض باركنسون الذي تجتمع فيه رعشة اليدين مع أعراض أخرى مثل تيبس العضلات وبطء الحركة، والأخير قد يتطور إلى مراحل متقدمة بعد فترة طويلة من الإصابة بالمرض.
هل هناك أسباب أخرى لرجفة اليدين؟
بالتأكيد، ومن أهم أسباب رعشة اليدين وجود نشاط زائد لهرمونات الغدة الدرقية؛ وغالبًا ما تكون مصحوبةً بخفقان في القلب وعدم تحمل الجو الدافئ والعصبية والتوتر.
كما قد تظهر رعشة اليدين كأحد الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية، مثل مُوسَعات الشُعب الهوائية أو بعض مُقوَيات عضلة القلب. ولا ننسى بالطبع الأدوية التي يأخذها البعض لحالات نفسية معينة، والتي قد تسبب بحدوث رعشة في اليدين بسبب جرعاتها القوية أو تناولها لوقت طويل أو عدم تناولها في وقتها مثلًا.
رعشة اليدين لها أسباب فيزيولوجية أيضًا؛ مثل القصور الشديد في الكبد أو الكلى، أو بسبب إصابات مُخية تؤثر على المراكز العميقة في المخ وهي المسؤولة عن تنظيم وليونة وسلاسة الحركة. كما للمُخيخ دورٌ رئيسي في تنظيم الحركة والاتزان. ومن هنا، فإن استشارة طبيب الأعصاب مهمة، نظرًا لتعدَد أنواع وأسباب رعشة اليدين.
ما هي طرق تشخيص وعلاج رجفة اليدين؟
لا بد من التركيز هنا على أن التشخيص الصحيح هو أساس العلاج، وتحسَن الأعراض. وتبدأ مراحل التشخيص بالنظر في التاريخ المرضي للشخص، وتحليل الرعشة ومكوناتها، والاستعلام عن أسبابها أو عوامل الخطورة المؤدية إليها؛ ثم الكشف السريري وتوصيف نوع الرعشة من حيث توزيعها على أطراف الجسم وكيفية حدوثها، وما إذا كانت في مرحلة السكون أو الحركة أو كليهما.
يليها الكشف عن الأعراض المُصاحبة، مثل تيبَس العضلات وكيفية المشي والثبات؛ ثم الكشف على أجهزة الجسم كافة لتبيان كفاءتها وعدم مساهمتها في حدوث الرعشة. بعدها يأتي دور بعض التحاليل والأشعات الضرورية مثل الرنين المغناطيسي والأشعة النووية تبعًا لتشخيص كل حالة.
أما علاج الرجفة، فيعتمد على تشخيص السبب؛ فبعضها بسيط الأعراض ولا يحتاج إلى علاج، أو يحتاج فقط للتوقف عن الأدوية المُسببة للرعشة. في حين أن الكثير منها يحتاج لعلاج دوائي فقط، أو قد يحتاج المرضى في بعض الحالات المتقدمة إلى العلاج بالحث العميق للمخ عن طريق زرع مُنظَم للحركة.
ويُعتبر العلاج بدواء البروبرانولول (إندرال) من أشهر العلاجات للرعشة الحميدة والرعشة الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية. وهناك دراسات جارية على علاجات تجريبية مثل العلاج بالخلايا الجذعية أو العلاجات الجينية؛ وهي ما زالت في مرحلة البحث ولم يصرح بها كعلاج فعال حتى الآن.
وبعيدًا عن الأدوية والجراحات، فإن تحسين نمط الحياة وممارسة النشاط البدني المنتظم والعلاج الطبيعي، تسهم جميعها في تحسين حالة المريض تبعًا لسبب الرعشة.
وختامًا، يؤكد الدكتور مهدي أن نجاح علاج رجفة اليدين أو رعشة اليدين، يعتمد في المقام الأول على التشخيص الصحيح والمُبكر لنوع الرعشة وعلاج سببها إن وُجد؛ والتحكم فيها، وعلاج الأعراض المُصاحبة كالإمساك المزمن، وهبوط الضغط في بعض حالات مرض باركنسون.
عزيزتي القارئة، بمناسبة اليوم العالمي لمرض باركنسون، ندعوك عزيزتي لتوخي الحيطة والتنبه لأية أعراض مُصاحبة للمرض يساعد الكشف المبكر عنها، في علاجها أو التخفيف من حدتها كي لا تتفاقم مع الوقت. واعلمي أن المشورة الطبية والنفسية هي أفضل السُبل لعدم تحوَل أي مرض يصيبك أو يصيب أحدًا من أحبتك، إلى كابوس لا نهاية له.