كلّ ما عليكِ معرفته عن مجوهرات الأميرة مارغريت
تُعرَف العائلة المالكة البريطانية بامتلاكها إحدى أروع مجموعات المجوهرات الثمينة على الإطلاق. وتضمّ عقوداً وأساور وتيجاناً يعتمدها عادةً أعضاء العائلة خلال المناسبات الرسمية، وقد أصبحت عبر الزمن مجوهرات أيقونية. كانت الأميرة مارغريت، الأخت الصغرى للملكة إليزابيث الثانية، تملك مجموعة مجوهرات مدهشة، قامت بجمعها طوال حياتها، وتمّ توريث بعضها بعد وفاتها إلى ابنتها الوحيدة، الليدي سارة. من تاج "بولتيمور" الأيقوني إلى أقراط الزمرّد الثمينة، اعتمدت الأميرة مارغريت مجوهرات ساحرة بالفعل خلال حياتها...
كانت الأميرة مارغريت وزوجها أنتوني أرمسترونغ جونز، مكتشفَي مواهب حقيقيّين عندما تعلّق الأمر بإيجاد المصمّمين الراقين الذين أحدثوا ثورة في فنّ صياغة المجوهرات البريطانية. أندرو غريما وجون دونالد اسمان حظيا بتقدير خاص، إذ كانت الأميرة راعيتهما الفعلية وداعمة كبيرة لهما.
شخصية الأميرة مارغريت الحيوية وجدتفي المجوهرات وسيلة تعبير من خلال المزج المثاليّ بين الحداثة والتقليد. من بين أشهر المجوهرات التي اعتمدتها، عقد ريفييرا الماسي للملكة ماريمع 34 ماسة كبيرة مرصعّة بتقنية الطوق، وهو ترصيع أحبّته الأميرة مارغريت بشكل خاص. ورثت العقد من جدّتها الملكة ماري التي حصلت عليه بدورها في عام 1933 بعد وفاة ليدي ماونت ستيفن. وفي عام 2006، تمّ بيعه بمزاد لدار "كريستيز" بمبلغ مثير للدهشة وقدره 1.8 مليون دولار.
بيع تاج "بولتيمور" المدهش الذي صممته دار "غرارد" لبارونيس "بولتيمور" في سبعينيات القرن التاسع عشر، ضمن مزاد في عام 1958 حين اشترته الأميرة مارغريت واعتمدته في حفل زفافها من اللورد سنودون في 1960، الأمر الذي كان أشبه بثورة صغيرة في ذلك الوقت، لأن الأميرة اختارت لزفافها تاجاً تملكه ولم تنتقِ واحداً من المجموعات الملكية. وبما أنّها كانت متعلّقة كثيراً بهذا التاج، اعتمدته في عددٍ من المناسبات خلال حياتها، لا سيما تلك الرسمية. وفي عام 2006، قام أنتوني أرمسترونغ جونز بعرض صورةٍ تُظهر زوجته في عام 1962 وهي داخل حوض الاستحمام معتمدةً فقط تاجها الماسي وماكياجها. وهو مشهد ظهر أيضاً في الموسم الثالث من مسلسل The Crown (التاج).
قد يكون التاج قطعة المجوهرات الأقرب إلى قلب الأميرة التي كانت تمتلك العديد منها بأنواعٍ مختلفة. ومن بينها، نذكر تاج زهرة اللوتسLotus Flower Tiara الذي صُمّم من عقد تمّ تقديمه كهدية زفافللملكة الأمّ من زوجها في العام 1923. وأٌقرض مرّات عدّة للأميرة مارغريت على مدار العقود، حتّى قدّمته لها الملكة الأمّ أخيراً في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وبعد موت الأميرة مارغريت، انضمّ التاج إلى مجموعة الملكة إليزابيث الثانية واعتمدته كيت ميدلتون مرّات عدّة.
أمّا تاج كارتييه هالوCartier Halo Tiara ، فله قصّة تاريخية عائلية طويلة. في البداية، قدّم دوق يورك هذا التاج في عام 1936 إلى زوجته الملكة الأمّ، والتي أعطته لاحقاً لابنتها الملكة إليزابيث الثانية في عيد ميلادها الـ18. ثمّ أًقرض للأميرة مارغريت في مناسبات عديدة، بما في ذلك تتويج الملكة إليزابيث، فضلاً عن جولاتها الرسمية، مثل اللحظة التي منحت فيها الاستقلال لمستعمرة جامايكا في عام 1962. وقد وضعت التاج أيضاً كيت ميدلتون يوم زفافها.
وأخيراً، لا بدّ من ذكر تاج سنودون المزهرSnowdon Floral Tiara ، فتاريخه مميز نوعاً ما. منح أنتوني أرمسترونغ جونز زوجته الأميرة مارغريت 3 بروشات ماسية أنتيك على شكل أزهار، كهدية زفافهما. اعتمدتها خلال الزفاف في عام 1960، ونسّقتها بطرقمختلفة ومبتكرة خلال حياتها. وفي النهاية، صُنع منها تاج لزفاف ابنتها في العام 1994، واليوم، تملك التاج الليدي سارة.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّأقراط الأميرة مارغريت المصنوعة من حجر زمرّدعلى شكل إجاصة داخل إطار من الماس قديم يعود إلى القرن الثامن عشر، قد انضمّت إلى مجموعتها في منتصف ستينيات القرن الماضي، عندما راحت تعتمدها خلال مناسبات رسمية مختلفة. إنّ مصدر الأقراط الزمردية مجهول، لكن يُرجّح أن تكون هدية من زوجها إيرل سنودون. وظهرت الأقراط أيضاً في صورتَي بورتريه مشهورتين، وبقيت ضمن مجموعة الأميرة حتى وفاتها عام 2002. بعد ذلك، وفي حين قام ولداها ببيع الكثير من مجوهراتها في مزاد "كريستيز" عام 2006، إلاّ أنّ هذه الأقراط قد ورثتها الليدي سارة التي اعتمدتها خلال حفلعشاء احتفالاً بعيد الملكة الـ80 في قصر كيو في العام نفسه، وخلال حفل زفاف شقيقتها الليدي فرانسيس.