الملكة إليزابيث الثانية عاشقة رياضة الفروسية من الطفولة
أكثر الرياضات ارتباطا في الأذهاب بالملوك والأمراء والحياة الملكية، هي بالتأكيد رياضة الفروسية، والتي تعد واحدة من أكثر الرياضات شعبية بين أفراد العائلات الملكية من مختلف أنحاء العالم، إن لم تكن أكثرها شعبية على الإطلاق، وهي واحدة من الرياضات القليلة التي يتدرب عليها جميع أفراد العائلات الملكية تقريبا منذ الصغر، ومن بين أشهر أفراد العائلات الملكية الذين تدربوا منذ الصغر على رياضة الفروسية، ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والتي تدربت على رياضة الفروسية منذ أن كانت في الرابعة من عمرها ووقعت في حب هذه الرياضة الملكية الشهيرة منذ الطفولة واستمرت قصة حبها الطويلة مع رياضة الفروسية والخيول حتى الأيام الأخيرة من حياتها، قبل وفاتها في قلعة بالمورال في منطقة المرتفعات الاسكتلندية في يوم 8 سبتمبر عن عمر يناهز 96 عام.
المهر الذي بدأ كل شيء
قصة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية (والتي اشتهرت بأنها صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ بريطانيا) مع رياضة الفروسية، والخيول، بدأت عندما كان عمرها لا يتجاوز الرابعة حيث حصلت وقتها على مهر شتلاند صغير، كهدية عيد ميلاد، ومنذ ذلك الحين أصبحت مولعة بالخيول وبركوب الخيل وأصبحت تتمتع بمهارة مثيرة للإعجاب في ركوب الخيول واستمرت في ركوب الخيول على مدار حياتها الطويلة، وحتى بعد تجاوزها لسن التسعين، الملكة إليزابيث الثانية، أحبت أيضا سباقات الخيول وظلت حتى السنوات الأخيرة من حياتها تقوم بحضور سباقات الخيول الأكثر شهرة في بريطانيا، وخاصة سباق أسكوت الملكي للخيول والذي كان واحد من سباقات الخيول المفضلة لديها.
خيول سباق ملكية فائزة بعدة جوائز
اهتمام الملكة إليزابيث الثانية بالخيول لم يقتصر فقط على ركوب الخيل، وحضور سباقات الخيول، وإنما امتد أيضا ليشمل تربية السلالات الأصيلة من الخيول، وبفضل ذلك زادت أعداد مجموعة خيول السباق الأصيلة التي ورثتها عن والدها الراحل الملك جورج السادس King George VI، ووفقا للتقارير المنشورة فإن الملكة إليزابيث الثانية قامت بتربية المئات من الخيول خلال حياتها، وعلى مر السنوات، شاركت العديد من خيول السباق الخاصة بالملكة إليزابيث الثانية في سباقات الخيول البريطانية الشهيرة، وفازت العديد من خيولها بجوائز في سباقات الخيول حتى أنها أصبحت أكثر ملوك بريطانيا على مر تاريخها حتى الآن فوزا في سباقات الخيول.
سباقات الخيول المفضلة للملكة إليزابيث الثانية
أما عن سباقات الخيول المفضلة للملكة إليزابيث الثانية والتي كانت تشارك فيها خيولها الملكية، سباق أسكوت الملكي وسباق وندسور الملكي للخيول والأخير هو أكبر سباق خيول مفتوح في الهواء الطلق في المملكة المتحدة، ويقام كل عام في حديقة وندسور، واستضاف سباق وندسور للخيول في يونيو من العام الماضي فعاليات احتفالية خاصة بمناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية والذي يوافق الذكرى السنوية السبعين لإعلانها ملكة لبريطانيا.
عائلة من محبي الخيول ومحترفي الفروسية
حب الملكة إليزابيث الثانية للخيول وركوب الخيل وسباقات الفروسية، انتقل بالتأكيد للأجيال التالية من عائلة الملكة إليزابيث الثانية بما في ذلك ابنها الأكبر الملك تشارلز الثالث King Charles III والذي اشتهر أيضا ببراعته في رياضات أخرى تعتمد بشكل أساسي على إجادة ركوب الخيل، مثل رياضة البولو.
الأميرة آن Princess Anne وهي الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث الثانية، اشتهرت أيضا بإجادتها لرياضة الفروسية، بل واحترفت الفروسية خلال مرحلة ما في حياتها وأصبحت أول فرد في العائلة المالكة البريطانية، ينافس في دورة الألعاب الأوليمبية بعد مشاركتها في منافسات الفروسية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1976 في مونتريال وسارت على خطاها ابنتها زارا تيندال Zara Tindall والتي أصبحت هي الأخرى فارسة محترفة بل وفازت بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن في عام 2012.
كيف استعرض أفراد العائلة المالكة البريطانية مهاراتهم في الفروسية في احتفالية Trooping of the Color
إلى جانب منافسات الفروسية الدولية التي شاركت فيها الأميرة آن ومن بعدها زارا تيندال خلال حياتهما المهنية كفارستين محترفين، ومباريات البولو الخيرية التي شارك فيها تشارلز الثالث وابنيه الأميرين وليام William, Prince of Wales وهاري Prince Harry، على مر السنوات، كانت هناك مناسبات أخرى استعرض خلالها أفراد من العائلة المالكة البريطانية مهاراتهم في الفروسية، أشهرها احتفالية Trooping of the Color (وهي احتفال سنوي رسمي بعيد ميلاد الملك أو الملكة البريطانية الحاكمة)، ومنذ بدايات سنوات حكمها الطويل في خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 1986، شاركت إليزابيث الثانية على ظهر حصانها في موكب الفرسان الاحتفالي في احتفالية Trooping of the Color، قبل أن تتوقف عن الظهور على ظهر حصانها في الاحتفالية بعد أن أحيل حصانها الأسود البورمي (والذي ظهرت به في احتفالية Trooping of the Color منذ عام 1969 حتى عام 1986) للتقاعد في عام 1986 ومنذ ذلك الحين أصبحت إليزابيث الثانية تظهر في احتفالية Trooping of the Color بعربة ملكية تجرها الخيول.
الملك تشارلز الثالث، أعاد تقليد ظهور الملك البريطاني الحاكم على ظهر حصانه في احتفالية Trooping of the Color بعد غياب عقود، عندما ظهر في احتفالية Trooping of the Color له كملك بريطاني، على ظهر حصانه، في يونيو في هذا العام، وظهر بجانبه على أحصنتهم الملكية، شقيقيه، الأميرة آن، والأمير إدوارد Prince Edward، وابنه الأكبر الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز.
الخيول الملكية التي سرقت قلب الملكة
الملكة الراحلة إليزابيث الثانية قامت بتربية المئات من الخيول خلال حياتها الطويلة، لكن القليل منها ترك انطباعا دائما على الملكة أو أحبتها الملكة بشكل خاص، أشهرها حصانها البورمي الأسود الذي كانت دائما ما تظهر به في موكب الفرسان احتفالية Trooping of the Colour، والحصان كولومبوس، وهو الحصان الذي أنجبه حصان رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل.