المصممون الأكثر تأثيراً في التاريخ.. يشكلون معاهد يُستمد منها الإلهام حتى اليوم

المصممون الأكثر تأثيراً في التاريخ.. يشكلون معاهد يُستمد منها الإلهام حتى اليوم

نورا البشر
20 سبتمبر 2023

لطالما مرت الموضة بدورات، على الرغم من أن الدورة كانت أطول بكثير مما هي عليه اليوم.

تتبع الموضة أو بالأحرى اعتادت على متابعة قاعدة 20 عاما الذهبية. عقدان طويلان بما يكفي لارتفاع الاتجاه في الموضة، وكسب متابعين متعطشين يلتزمون به، ثم ينجرفون تدريجيا إلى مرحلة "الكُره" قبل أن يختفي في طيات النسيان، فقط ليرتفع ويرجع مرة أخرى مع لمسة عصرية.

ومع ذلك، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين والتقنيات المبتكرة، تم تكثيف دورة الموضة بشكل كبير وسرعة دورانها.

نرى الاتجاهات ترتفع شعبيتها، وتسقط وتعاود الظهور على المدرجات والمنصات خلال نفس العقد. إذاً، لماذا يحدث هذا؟ ما الذي يجعل مصممي الأزياء يتدفقون إلى أفكار الماضي ويقدمونها بلمسة متجددة وعصرية؟

اتجاهات الموضة دورية لعدة أسباب، ربما يقع الأكثر أهمية في الحنين إلى الماضي وإحياء الأرشيف. باستخدام ولع الناس بالماضي، يستلهم المصممون من العقود السابقة، ويعيدون الظهور للاتجاهات القديمة ويجددونها. بالطبع، يبحث المصممون دائما عن طرق جديدة للتميز، ولكن نظرا لأنه تم استكشاف جميع الأفكار تقريبا إلى حد ما، فإن جلب اتجاه أصلي مبتكر تماما ليس من السهل تحقيقه. لذلك، يبحثون عن الإلهام في اتجاهات الموضة المزينة سابقا وإحضارها الى مقدمة الموضة الحالية.

فيعاد تكييف ما كان متصدر في عقودٍ ماضية ليكون حديث اليوم.

إعادة التفسير

التصميم الأصلي والنُسخ المكيفة منه. المادة الأولى وما يليها.. في كلتا الحالتين، من الجميل دائما رؤية الحمض النووي للعلامة التجارية على مر العقود يُعيد تفسيرها أفراد مختلفون برؤى ووجهات نظر مختلفة. ولكن ماذا يعني عندما يُعيد تفسير إطلالات أيقونية وتصاميم خالدة مديرين ابداعيين لا ينتمون لدار الأزياء التي أسسها المصمم الذي يرجع له أو لها التصميم الأصلي؟

في عالم الموضة والأزياء، ظهروا مصممين ومصممات أزياء شكلوا الصناعة كما نراها اليوم وأثروا مشهد الأزياء باختلاف توجهاتهم الاستثنائية والمغايرة لما كان رائج في وقتهم وبعضم صنع موجات لا زالت تكتسح الموضة حتى اليوم لمخالفتهم التيار.

المصممين الذي حُفرت أسمائهم في التاريخ، يعتبرون من رأيي معاهد ومدارس يُتعلم منها الأسس ويستمرون في كونهم مصدر للإلهام النابض بالتجدد وأمثلة يُحتذى بها في خلق أساليب متفردة لم يرها العالم من قبلهم. ولكن من المهم التأكد من أن مصممي الوقت الحالي لايفقدون ما يميزهم عن غيرهم في عملية الاستلهام من العمالقة.

من "كريستوبال بالنسياغا " وصوره الظلية التي تحدت خطوط الجسد الطبيعية، كريستيان ديور و "المظهر الجديد" الذي بطول تنورته وكثافتها سبب ثورة في عالم الأزياء أجمع الى "مدام غريس" وطياتها المحددة والدقيقة التي تُبنى على الجسد ومنحوتة على القوام بثباتها وكأنها تمثال حجري من الآثار الرومانية.

في شهر الموضة الحالي وأسابيعه المقسمة على المُدن الأربعة الأساسية لموسم ربيع وصيف 2024، نستنبط مصادر أرشيفية ممكنة استلهموا منها بعض المصممين مؤخراً.

التوزارا.. تشبه الى حد كبير برادا

Altuzarra   ربيع 2024

قدم المصمم "جوزيف التوزارا" مجموعته الأخيرة في أسبوع نيويورك للموضة وكانت المجموعة مُغايرة للطابع البوهيمي الأنيق المعتاد للعلامة. فاستلهم في هذه المجموعة من فيلم الموجة الجديدة الفرنسية وموضوعاته الجمالية حيث يتنافس التطور البرجوازي المنعزل مع رغبات اللاوعي المظلمة، يخلق ألتوزارا إحساسا عميقاً بالمزاج الذي يوازن بين الدراما السينمائية والتطور الحقيقي.

لكن كان هنالك طابع مألوف لَون المجموعة، وأوجه تشابه مع العلامة التجارية الإيطالية برادا والأناقة المُتراجعة وتنورة قلم رصاص (pencil skirt) الأورجانزا وأطقم السترات والطيات المميزة ومعاطف السيدات وفساتين بقصة الـbaby doll.

المصممة الايطالية "ميوتشا برادا من المصممين الأساطير بلا شك، تشتهر باستخدام تصاميم الحد الأدنى لتحقيق أسلوب تقليدي مع تأثير حديث.

التوزارا ربيع 2024
التوزارا ربيع 2024
برادا خريف 1997 تصوير Giovanni Giannoni/WWD/Penske Media بواسطة Getty Images
برادا خريف 1997
تصوير Giovanni Giannoni/WWD/Penske Media بواسطة Getty Images

روكساندا ووحي من بالنسياغا

في مجموعة Roksanda ربيع 2024 التي عرضت ضمن أسبوع الموضة في لندن، احتوت على تصاميم مُشتقة من تراثها وثقافتها الصربية وركزت على التصاميم الانسيابية التي تقودها الحركة والحرية المتواجدة في الأحجام الواسعة وتضاربها مع الخياطة الرفيعة والخطوط الدقيقة والنظيفة.

كوني من أشد المعجبين بتاريخ دار بالنسياغا قديماً وإرث المصمم العظيم كريستوبال بالنسياغا وارشيفه الغني بتصاميم دافعة لحدود التصميم والمعنى المحوري للجمال والأناقة والتي خلقت بالوقت ذاته تعريف فردي لمعايير الجمال عن طريق ملائمة التصاميم لعملائه الأوفياء وأطوالهم وأجسادهم المختلفة.

لاحظت وجود فستان مقارب كثيراً لفستان من تصميم المصمم الاسباني كريستوبال بالنسياغا من عام 1950.

فستان سهرة من التل الحريري الوردي والساتان المطرز بخيوط معدنية فضية.

روكساندا ربيع 2024
روكساندا ربيع 2024
تصميم من ابداع كريستوبال بالنسياغا في الخمسينات الميلادية. الصورة من حساب انستقرام @Cristobalbalenciagamuseoa
تصميم من ابداع كريستوبال بالنسياغا في الخمسينات الميلادية.
الصورة من حساب انستقرام
@Cristobalbalenciagamuseoa