فرح الصرّاف في حوار خاص مع "هي" عن عمق الصداقات في الوسط الفني ومستقبل التمثيل في عصر التكنولوجيا
في ظل الأحداث والتغييرات الحاصلة في مشهد السينما والتمثيل في العالم، والثورة التي انطلقت بصوت شخصيات مؤثرة في هوليوود من ممثلين ومخرجين وكتاب بإضرابهم وطرحهم لقضايا عدة منها انتشار البث الرقمي والدور المتعاظم للذكاء الاصطناعي في عملية الإنتاج، يتبادر الى أذهاننا الأسئلة التالية: ما حال صناعة السينما والتلفزيون في العالم العربي؟ وكيف يتفاعل الممثلون العرب مع تطور التكنولوجيا وأهمية تواجدهم على منصات التواصل الاجتماعية وشبكات التكنولوجيا الجديدة التي تعزز من هويتهم الرقمية؟
من هذا المنبر، تحدثنا بشكل حصري إلى الممثلة الكويتية الشابة فرح الصراف التي خطفت قلوب المتابعين بابتسامتها العفوية والبريئة على الشاشات العربية. استطاعت أن تكسب ثقة ومحبة وعطف المشاهد بأدوارها المتنوعة التي يتخللها الغموض كثيرا مع براءة لا تفارقها. تطل علينا فرح الصراف بطبيعتها الجذابة على السوشيال ميديا، وتشارك متابعيها يومياتها وأسلوب حياتها، وتتفاعل مع جمهورها بخفة وسلاسة، فهي واحدة من الممثلات اللواتي تركن بصمة رقمية قوية وحاضرة، وبمناسبة "صدور عدد المستقبل" كان لا بد منا أن نتحدث إليها لكونها قريبة من الجيل الجديد باعتبارها ممثلة تواكب أهم التغييرات العصرية في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.نخوض في غمار الحديث مع فرح الصراف عن الصداقات في الوسط الفني، والقضايا التي تهمّها ، ومستقبل التكنولوجيا على طبيعة مجالها كممثلة تلفزيونية واستعراضية على المسرح.
تظهرين متمردة وغامضة عبر الشاشة، هل هي شخصية فرح الحقيقية؟
لست متمردة إطلاقا، فأنا إنسانة تعرف قيمة ذاتها وتقدرها، طموحة، ولدي أهداف واضحة أسعى إلى تحقيقها وتنمية ذاتي دائما.
هل تتأثرين بأي من الشخصيات أو الأدوار التي تمثلينها؟ وهل تؤثر في قرارات مصيرية في حياتك الخاصة؟
أستطيع الفصل بين الدور وشخصيتي الحقيقية، وحدود أي شخصية أؤديها تنتهي بمغادرتي موقع التصوير.. بالطبع لا تؤثر في قرارتي في حياتي الخاصة.
ما القضايا التي تحاولين أن تتحدثي عنها وتكونين نشيطة وصريحة دائما في الحديث عنها لمتابعيك؟
تنمية الذات، كما قال الفيلسوف اليوناني سقراط "اعرف نفسك بنفسك"، فبداية كل شيء تبدأ من معرفة الإنسان لنفسه.
بين المسرح والتلفزيون، أين تجدين نفسك أكثر انسيابية وإبداعا؟
لا وجه للمقارنة بينهما، أجد نفسي في كليهما، فمن المسرح كانت انطلاقتي، والتمثيل المسرحي يتطلب جهدا أكبر، لكنه ممتع جدا. كما يستطيع الممثل التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر وعفوي، فحينها يبدع الممثل، ويقدم أفضل ما عنده. أما العمل التلفزيوني، فهو أقل جهدا رغم ساعات التصوير الطويلة، ويوصل رسالة إلى الجمهور في منازلهم. وهدف كل ممثل أن تصل الرسالة من أعماله إلى أكبر عدد ممكن.
هل تفكرين في خوض تجربة تمثيل الأفلام على الشاشة الكبيرة؟
الشاشة الكبيرة هدف لكل ممثل يريد أن تخلد أعماله.
أنت نشطة واجتماعية جدا مع زميلات المهنة، كيف تخلقين التوازن بين لفت الانتباه، والعيش في هدوء بعيدا عن الأضواء؟
أحرص على أن ألتقي مع زميلاتي كلما سنحت لنا الفرصة، وإذا لم يكن لدي أي ارتباطات عمل، فأفضّل قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي.
عندما يتعلق الأمر بالبودكاست. ما الذي يعجبك في هذه الطريقة المسموعة لسرد القصص، باعتبارك شخصا يتمتع بمهنة ناجحة في سرد القصص التلفزيونية والأفلام؟
الـــبـــــودكــــــاست هــــو الإذاعـــة (الراديو) بمــفــــهوم حــــديث، لكن البـــــودكــــــاست القــصـــصي يكــمــــن في وجـــود نـــص إبداعي كأي سيناريو لفيلم أو مسلسل ناجح، فقد تكون بمنزلة تحفة صوتية تأخذك بخيالك إلى عالم آخر.
ما الأدوار التي تميلين إليها أكثر؟ وما الشخصية التي لعبتِ دورها وكانت الأقرب إليك؟
أحــب الأدوار المعـــقّـــــدة والمــــركبـــــة، لأنـــــها تــظـــهــــر المـــهــــــارات الإبـــداعيـــــة للممثــــل. ولا يوجد دور معين، فكل دور له وقع مختلف، وأطمح إلى تقديم الأفضل.
أنت غامضة على الشاشة وخارجها، هل تحبين هذه الصورة النمطية أو الشخصية الخاصة بك؟
لست غامضة، لكن أحب أن أبقي حياتي الشخصية بعيدا عن الأضواء.
هل تطورت الدراما العربية، أم ما زالت تعاني من قلة المواهب التي دخلت المجال؟
أرى أنها في مرحلة التطور، والدراما المشتركة تصنع للفنان الانتشار عربيا وعالميا، وتتيح للمنتجين اكتشاف مواهب جديدة.
هل الصداقة بين الوسط الفني حقيقية؟ ومن أصحابك في الوسط الفني؟
نعم، وكم هو جميل أن يكون لك أصدقاء يتشاركون معك الشغف ذاته. وتربطني علاقة جيدة مع الجميع.
ما الصورة التي تحبين الظهور بها أمام جمهورك؟ وكيف تساعد الموضة والجمال في إبراز شخصيتك أمام جمهورك والمعجبين؟
أظهر بشخصيتي الطبيعية ونمط حياتي الواقعي، الموضة والجمال جزء لا يتجزأ من حياة أي امرأة بعيدا عن كوني فنانة. فأنا أتابع كل ما هو جديد في هذين العالمين، وأختار منهما ما يتناسب مع شخصيتي وذوقي الخاص.
ما التعليقات أو الأسئلة السلبية التي تزعجك؟ وكيف تتخطين أذاها؟
أن تكوني شخصيــــة عــامـــــة، يعني أنك معرضة لمثل تلك التعـــليـــقات، تعـــلـــمت كيف أتخـــطـــاها، وذلك بالتــــركيــــــز على التعليقات الإيجابية والتي تزيد من إنتاجيتي وتحفيزي لتقديم الأفضل.
ما رأيك في الهوية الرقمية؟ وما أهمية تواجد الممثل بها؟
الميتافيرس مهمة للممثل، وذلك لتخليد أعماله، وتحافظ على هويته بصفته مرجعا للأجيال المقبلة.
مع تطـــــور التكــنولوجـــــيا، هل ستتـــغــيـــــر ديـــناميــــكية المجال ومستقبل التمثيل؟
أنا مقتنعة بأن الذكاء الاصطناعي سيشارك بشكل كبير في مستقبل صناعة السينما، وقد يكون إيجابيا حينما يعيد إحياء نجوم راحلين لإحياء ذكراهم. ولكن الأمر الأكثر غرابة حينما يَستبدِل بالممثلين ممثلين غير موجودين في الحياة الواقعية، وهم مجرد إبداعات صور محوسبة لا أتمنى حدوث ذلك، فالإبداع البشري لا يمكن أن يمحى.
ما مستقبل التمثيل وقوة تأثيره في الوطن العربي؟ وهل الدراما العربية قادرة على أن تحقق نجاحات عالمية مثل الدراما المكسيكية والتركية والكورية أيضا؟
مستقبل واعد، وذلك بوجود شركات إنتاج قوية في المنطقة، وبوجود المنصات الرقمية التي ساعدت في الانتشار بشكل أكبر، كما أسهمت في خلق المنافسة، خصوصا أن المشاهد لم يعد لديه ولاء لمحطة معينة، ولا يحكمه وقت معين، والخيارات مفتوحة أمامه، فهو يبحث دائما عن الأعمال الجيدة لمشاهدتها.
