باقة من التجارب الفنية والثقافية الممتعة في انطلاقة مهرجان القوز للفنون 2024
يعود مهرجان القوز للفنون في دورته الحادية عشرة يومي السبت والأحد الموافقين 27 و28 يناير برعاية شريكه الاستراتيجي هيئة الثّقافة والفنون (دبي للثقافة)، ليواصلَ تقليده الرّاسخ بجمعِ لفيفٍ من الفنّانين، والعروض الموسيقيّة، والفعاليّات الثّقافيّة، وأطايب المأكولات ليحتفي بالمفكّرين والمبدعين في رحاب منطقة القوز الإبداعيّة. يَعِدُ المهرجان زوّار هذه الدّورة بأكثر من عشرين عرضًا حيًّا، وثمانين فنّانًا وفنّانة، وخمسين تصوّرًا مبتكرًا من أشهى الأطعمة والأكلات، ومئتي فعاليّة يقدّمها لهم من الصّباح حتّى انتصاف اللّيل طيلة عطلة نهاية الأسبوع الأخير من الشّهر الأوّل من 2024.
عروض حية ساحرة
حيث يستضيف مهرجان القوز لعام 2024 غمرةً من مواهب المنطقة لتشعل أجواءَه بعروضٍ حيّة يضيءُ أحد أبرزها مغنّي الرّاب السينابتيك ورفاقه. بصوته المُميّز وأسلوبه المُفرد في كتابة أغانيه الّتي يحملها على إيقاعاتٍ لا تَطلُبُ إذنًا لتُلقي في آذان مستمعيها دفقًا من فن الرّاب والتّراب، يُطلّ الفنّان ليث الحسيني بموسيقاه بكل ما فيها من تقاطعاتٍ مع قضايًا جدليةٍ كالهجرة وغياب المساواة الاجتماعيّة. ويواصل الفنّان الأردني ذو الأصول الفلسطينيّة ترسيخ مكانته رائدًا من روّاد فنّ الرّاب والتّراب العربي بسجلٍ متجدّد وتعاوناتٍ مع كبار صنّاع الموسيقى الإلكترونيّة.
يدعو مهرجان القوز للفنون زوّاره هذا العام لإعادة النّظر في كيفيّة تمتّعهم بعطلات نهاية الأسبوع عبر طيفٍ متنوّعٍ من التّجارب الثّقافيّة والتّفاعليّة الّتي تُحاكي اهتمام جميع الأعمار على مدار يومي الحدث، من أبرزها عملًا تركيبيًّا بعنوان أصداء الطبيعة (Echoes of Nature) للفنّان الياباني يوري سوزوكي. يُعرَضُ هذا العمل التّفاعلي الصّوتي في فضاء كونكريت—إحدى أبرز مساحات العرض مُتعدّدة الأغراض في الأفنيو. عبر ترتيبٍ انتقائيٍّ لعددٍ من الأبواق والأنابيب المُولِّدة لأصداء تُحاكي أصوات الطّبيعة وهمسها، يسعى سوزوكي لاستعادة صِلة زوّار عمله بالطّبيعة ، بل ويحثّهم على أخذ قطعٍ من العمل إلى منازلهم في محاولةٍ لتعميق هذه الصّلة.
تجارب بصرية مبهرة
إلى جانب أصداء الطّبيعة، يقدّم المهرجان العديد من التّجارب البصريّة، إحداها جداريّةٌ ملحميّة بعنوان مجموعة لحظات (Collection of Moments) للفنّان التّونسي-الفرنسي إل سيد. وفي مكانٍ آخر من الأفنيو، تحديدًا في فضاء جلف فوتو بلس، يستأنف معرض الأعمال المختفية (The Disappearing Art Show) تسليط الضّوء على أعمالٍ للأجيال النّاشئة من الفنّانين والفنّانات، والمجموعات الفنّيّة، والمعارض، وذلك مع المُضي في خلق مُمارسات مُستدامةٍ على صعيد اقتناء الأعمال وجمعها. أمّا محطتا الزّوار المفضّلتين—سوق ريل فلسطين وكيڤ ماركت أوف مسفيتس—فستواصلان إبهار روّاد هذه الدّورة بمعروضاتهما ومنحهم فرصةً مُفردةً لتسوّق ما يطيب لهم طيلة يومي المهرجان. ولمُحبي السّينما موعدًا مع عرضٍ خارجيّ لفيلم ”هيب هوب المقلاع“ (Slingshot Hip Hop) تعرضه سينما عقيل وريل فلسطين، الّذي يَعِدُ زوّاره أيضًا بمجموعةٍ بديعة من المشغولات والأعمال الفلسطينيّة التّقليديّة والمعاصرة—وأكثر من ذلك.
يعرض القوز للفنون 2024 مجموعةً من الأعمال التّركيبيّة العامّة، نذكر منها كل الألوانِ للأسود ظِلال (Every Color is a Shade of Black) للفنّانة حمرا عبّاس من تنظيم جاليري لوري شبيبي. تسعى عبّاس من خلال هذا العمل إلى استنطاق الألوان في سياقِ طيفٍ من المفاهيم الاجتماعيّة—مثل الهوّيّة والإيمان. ومن جاليري كربون 12 لزوّار مهرجان القوز موعدًا مع عملٍ تركيبيٍّ آخر بعنوان رايات حمراء (Red Flags) للفنّانة أناهيتا رازمي، حيث ستُنثَرُ سلسلة من راياتٍ وأعلامٍ بتدرجاتٍ لوّنيّة متعدّدة في مواقع مختلفة من الأفنيو لتُثير فضول الزّوار بعد أن تأسر نظرهم. وفي مكان منسي (A Forgotten Place)، يستخدم مهند شونو المكثِّفات المائيّة للمكيفات لرِي حديقةٍ من الأعشاب، والأزهار، والشّجيرات، والأشجار البرّيّة مُستلهمًا عمله من النّباتات الأصلانيّة الّتي وإن أُهمِلت تمضي تنمو وتزهر في أكناف منطقة القوز والسّركال أفنيو
فعاليات ممتعة لعشّاق الصباح
سيقيم مركز شيميز جلسة يوغا منعشة في ذا يارد لمن يرغب في بدء عطلة نهاية الأسبوع الأخير من كانون الثّاني بنشاطٍ وحيويّة، ولمن أراد خيارًا آخر يُمكنه الانضمام لجولة على الدّرّاجات الهوائيّة مع استديو كرانك للياقة البدنيّة.
لا ينسى مهرجان القوز زوّاره من الأطفال، إذ يُقدّم لهم ولأسرهم خياراتٍ عدّة لبدء نهارهم، إحداها غاردنز أوف غايا من تنظيم مركز ذا كونفيدنس لاب حيث تنتظرهم وأطفالهم تجارب تزهو بالألوان والإبداع عبر مجموعةٍ من المنتجات المطوّرة في أحضان المركز بتميّز وابتكارٍ يستحقّان ثقة روّاده وصغارهم—من فعاليّات تعليميّة إبداعيّة وفنونٍ أدائيّة وصولًا لألعاب الطّاولة الشّائقة وأنشطة الصّحّة واللّياقة البدنيّة العديدة، عدا جودة ووفرة المطاعم المنثورة كسلسلةٍ على امتداد شارع 4 من السّركال أفنيو.
في ذا جام جار يقدّم المهرجان لزوّاره الأطفال فرصة أخرى للمشاركة في مجموعة من الورش الفنّيّة والتّفاعليّة، كما يمكنهم الانضمام لمدرسة أورجينال مِيكس دي جيز للموسيقى الإلكترونيّة لاستكشاف مواهبِهم وإطلاق عنانها في فنّ تشغيل الأقراص—الدّي جاي. أيضًا، ستحرص الجاليريات الفنّيّة في مختلِف أرجاء الأفنيو على فتح أبوابها من ساعات الصّباح الباكر للرّاغبين في جعل معارضها الغزيرة انطلاقةً لنهارهم.
نهار بنكهة فريدة
فيَعِدُ مهرجان القوز للفنون 2024 زوّاره ممّن لا يَهُوون التّبكير في بدء نهارهم بظهيرات ومساءات بديعةٍ من العروض الحيّة، كالأداء الّذي ستحمله لهم الفنّانة الفرنسيّة ذات الأصول المغربيّة أمينة على ألحانٍ تدمج الميلوديا الفولكلوريّة بموسيقى البوب، فضلًا عن عرضِ الفنّان الأدائي التّنزاني ديبيش بانديا الّذي يحوّل سيّارةٍ إلى منحوتةٍ صوتيّة عبر جُملةٍ من الكلمات المنطوقة الّتي تُحاكي خصوصيّة المكان. كذلك، يستضيف القوز إنكور كوكبةً من الموسيقيين المحلّيين النّاشئين على اختلاف أعمارهم ولغاتهم ليقدّموا لزوّار المهرجان ألوانًا متنوعة من الموسيقى. وفي فضاء كونكريت، تنجدل عروضُ جوقة بسمة الأخاذة بكل ما تحتفي به من تراث الموسيقى العربيّة التّليد مع أصداءِ أصواتِ عمل سوزوكي، فيما تقدّم فرقة سما عرضًا راقصًا آسرًا تستلهمه هي الأخرى من هَمِس العمل التّركيبي.
تجارب لا مثيل لها لعشّاق السّهر
وبحلول الغروب تنتظر زوّار المهرجان جرعةٌ مضافةٌ من المتعة عبر عددٍ من العروض الجماهريّة الحيّة، منها عرض الدّي جي ستيك نو بيلز المُقيم بالإمارات بريمكساته القادمة من جنوب القارّة والممزوجة بعروضٍ مرئيّة خلّابة. لمُحبّي السّهر أيضًا موعد مع أداءٍ للثنائي السّوداني مارسيمبا يحملان فيه المفردات السّودانيّة على ظهر الإيقاعات الإفريقيّة. ومن إفريقيا، يأخذنا العرض الرّاقص للمبدعة أوشا جايّ إلى الهند في أداءٍ يمزج البهاراتا ناتيام بالهيب هوب. كما سيحظى محبّو الأجواء اللّيليّة بعرضٍ إيقاعيٍّ متوقّد للدي جي بيج هاس صاحب البرنامج الإذاعي الشّهير. يُذكر أنَّ الفنّان المقيم في دبي، سيتولّى أيضًا دفّة عِرافة الفقرات الحيّة ضمن الدّورة الحادية عشرة من مهرجان القوز للفنون.
فعاليّات على مدار اليوم
بالإضافة لكل ما ذُكِر من تجارب إبداعيّة وعروضٍ حيّة ستضيئ عطفات وفضاءات السّركال أفنيو، ينتظر زوّار المهرجان لهذا العام مُتعة ذوقيّة مُفردة من شتّى النّكهات وأصناف الأكلات الشّهيّة تُقدّمها لهم ثلّة من أبرز مطاعم الإمارات طيلة يومي المهرجان—من ذوبان وملمس قِطع اللّحم المُدّخن الفريد لمطعم مطر، والمذاق الفلبيني الكلاسيكي لمطعم كويا، لطعم الباييا الّذي لا يُنسى مِن بِنش، لأصناف البيتزا الإيطاليّة الدّسمة من مونو، وصولًا للمذاق المكسيكيّ الأصيل من تاكو لوس هيرمانوس—كل ذلك يضعه المهرجان بين يدي زوّاره إلى جانب مطاعم السّركال أفنيو الشّهيرة.
وعلى جادّة التّسوّق مِن الأفنيو، يقدّم متجر ليدي موف مجموعةً من المجوهرات الّتي تجمع طرفي الفرادة والعصريّة، وتعرض سكارفي حليًّا بديعةً من القوارير البلاستيكيّة المدوّرة. وفي زاويةٍ أخرى، يجد الزّوّار طيفًا من معروضات كايبد كوست من الأوشحة، الكيمونو، والقطافين المزدانة بالألوان الإفريقيّة، ومِن باك-يارد كرونيكالز يُمكنهم شراء الدّمى والألعاب المبهجة والتّحلية ببعض قِطع الشوكولاتة اللّذيذة من فيكس شوكولاتير قبل مواصلة تسوّق أبهى الملابس الرّائجة من إل بوتيك الّذي يضع بين أيديهم حصيلة تعاونه مع فنّانين وعلاماتٍ تجاريّة من مختلِف أرجاء العالم.