الأمير وليام يتغيّب عن حفل تأبين الملك قسطنطين "بسبب مسألة شخصية"
للعام الثاني على التوالي وعلى عادة الملكة إليزابيث والملك تشارلز الثالث تغيّب الأمير وليام عن حضور حفل الذكرى الأولى لوفاة عرّابه ملك اليونان الملك قسطنطين الثاني.
حيث أعلن قصر باكنجهام في بريطانيا أن ولي العهد الأمير وليام سيتغيب عن حفل تأبين ملك اليونان الراحل قسطنطين، بسبب مسألة شخصية. فيما كان من المتوقع أن يحضر أمير ويلز (41 عاما) حفل الذكرى في قلعة وندسور اليوم الثلاثاء.
ولم يقدم القصر مزيدًا من التفاصيل في بيانه بشأن تغيير الخطط في اللحظة الأخيرة، لكنه أضاف أن زوجة وليام، أميرة ويلز، التي تتعافى بعد جراحة في البطن في يناير، "لا تزال في صحة جيدة". وذلك لمنع اللغط حول صحة الأميرة وقطع الطريق على الإشاعات والتأويلات التي تحيط بكل خبر موضوعه العائلة المالكة في لندن.
صباح بارد حزين خيّم على وندسور
وفي هذا الصباح البارد في قلعة وندسور، اجتمعت مجموعة من أبرز الشخصيات الملكية في أوروبا، متذكرة شخصية وقفت ذات يوم على مفترق طرق التاريخ والملكية. حيث يتم للمرة الأولى إحياء ذكرى الملك قسطنطين الثاني، آخر ملوك اليونان، الذي شهد عهده المجد والاضطراب. في حفل اجتذب الحاضرين من جميع أنحاء القارة، بما في ذلك ملك إسبانيا السابق وأعضاء العائلة المالكة البريطانية.
ومن بينهم، قدِم ولي العهد الأمير بافلوس، وولي العهد الأميرة ماري شانتال، وابنتهما، ولية العهد الأميرة أولمبيا، جبهة موحدة، مرتدية ملابس قاتمة، تجسد خطورة اليوم. وكان من أبرز الغائبين الأمير وليام، الابن الروحي للملك الراحل، الذي انسحب من الحدث لأسباب شخصية، تاركًا فراغًا واضحًا في الإجراءات.
إلى ذلك قالت مصادر صحفية نقلا عن مصادر رسمية إن الأمير وليام اتصل بعائلة الملك قسطنطين لإبلاغهم صادق مشاعره وبأنه لن يتمكن من الحضور. فيما ظلت زوجته الأميرة كيت بعيدة عن أعين الجمهور وأخبار الإعلام، حيث تواصل تعافيها في المنزل. ومن غير المتوقع أن تعود إلى واجباتها الملكية إلا بعد عيد الفصح.
غياب الملك المتوقّع
ومن جاب آخر لم يحضر الملك تشارلز الثالث التأبين أيضًا. حيث ما يزال متأخرًا عن مهام الخدمة الوطنية لمواصلة علاجه من السرطان. وكشف العاهل البالغ من العمر 75 عامًا مؤخرًا أنه قد بكى بسبب العديد من رسائل الدعم التي تلقاها من مواطنيه كبارًا وصغارًا منذ تشخيص إصابته بالمرض. وأنه متابع للأحداث والتطورات في بلده ويلتقي رئيس الوزراء شهريًا كما جربت العادة.
الملكة كاميلا على رأس حفل التأبين
هذا فيما تقود الملكة كاميلا العائلة للتجمع على شرف آخر ملوك اليونان في كنيسة القديس جورج. برفقة كوكبة كبيرة من الحاشية الملكية وعشرات الضيوف من كل أنحاء أوروبا.
علاقة وثيقة بين تشارلز وقسطنطين
وقد توفي قسطنطين الثاني، ملك اليونان المعزول، وابن عم الملك تشارلز الثالث، في يناير من العام الماضي عن عمر يناهز 82 عامًا. ويتمتع كل من تشارلز وقسنطين بعلاقة قرابة وصداقة وثيقة، حتى أن العائلة المالكة البريطانية عينته أبًا روحيًا لابن تشارلز البكر وليام.
تعقيدات التاريخ
والملك قسطنطين شخصية معقدة في التاريخ اليوناني. حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة في البداية، لكنه فقد الدعم الشعبي لاحقًا بسبب تورطه في الأحداث السياسية التي زعزعت استقرار البلاد. كما اشتبك في نهاية المطاف مع النظام العسكري وأُجبر على النفي. إلا أن الاستفتاء الشعبي الذي أجري عام 1974 أنهى أي احتمال لعودته إلى العرش.
وبعد الانقلاب العسكري عام 1967، لجأ قسطنطين وعائلته إلى العصمة الإيطالية روما، فيما عيّن النظام العسكري وصيًا ليحل محله.
وقد ألغيت الملكية اليونانية في الأول من يونيو/حزيران 1973، عندما أعلن النظام العسكري البلاد جمهورية دستورية. وهو القرار الذي أيده استفتاء شعبي لاحق بنسبة غالبية ساحقة. وقد قبل الملك قسطنطين إلغاء الملكية بعد إجراء استفتاء آخر من قبل حكومة مدنية منتخبة في عام 1974.
بروتوكولات باكنجهام
وقد جرت العادة أن يرسل كبار أفراد العائلة المالكة في بريطانيا أقاربهم أو أصدقائهم المقربين ومساعديهم إلى الجنازات نيابة عنهم. ونادرًا ما تحضر الملكة الراحلة إليزابيث الجنازات. ويبدو أن الملك تشارلز الثالث يتبع نفس العادة التي أرستها الملكة الراحلة، ويرسل أحد أفراد العائلة بدلاً منه ونيابة عنه، ويبدو أن الأمير وليام يسير على نفس الخطى.
ومن بين أفراد العائلات الملكية الآخرين من جميع أنحاء العالم الذين حضروا الجنازة: الأمير ألبرت أمير موناكو، والملك فيليب والملكة ليتيسيا من إسبانيا، والملكة مارغريت من الدنمارك (وهي ابنة حما الملك الراحل)، والملك فيليب والملكة ماتيلد من بلجيكا، والملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما ملكة هولندا وولي عهد النرويج الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت.
للمرة الثانية يغيب الأمير وليام
ولم يحضر الأمير وليام جنازة الملك قسطنطين العام الماضي. وبدلاً من ذلك، طلب من قريبته الليدي غابرييلا وندسور أن تمثله. وقد كان اختيارًا مؤثرًا لأن الليدي غابرييلا هي ابنة الأمير مايكل أمير كينت، ابن عم الملكة إليزابيث الراحلة، والتي كان قسطنطين صديقًا مقربًا لها. كذلك يشترك كل من غابرييلا ووليام أيضًا في رابط آخر وهو أن الملك قسطنطين كان الأب الروحي لكليهما. وفي الجنازة، وقفت الأميرة آن بدلاً من شقيقها الملك تشارلز في الحفل الرسمي في أثينا العام الماضي.
التاريخ لا ينتهي
ومع انتهاء فعاليات المناسبة وتفرق الحاضرين، لم تكن الأحاديث التي دارت بين الجمهور تتحدث عن الحداد وذكرى الملك الراحل فحسب، بل عن الاستمرارية. ويشير وجود الجيل القادم من أفراد العائلة اليونانية المالكة، بما في ذلك ولية العهد الأميرة أولمبيا، إلى المستقبل.
وقد بدا في هذه الوجوه الشابة، أن هناك وعد بالتجديد والمضي قدمًا بالتقاليد والقيم التي حددت عائلاتهم وبلدانهم منذ فترة طويلة حتى وإن كانوا مهجّرين ولاجئين في بريطانيا. علاوة على ذلك فإنهم يقفون على أكتاف عمالقة مثل الملك قسطنطين وإرثه. كما أنهم المكلفون بالتعامل مع تعقيدات النظام الملكي الحديث المتعايش مع قيم الديمقراطية مع الحفاظ على جوهر تراثهم.
ومع عودة العائلات المالكة في أوروبا إلى ممالكها، واحدة تلو الأخرى، فإن إرث الملك قسطنطين الثاني سيستمر. وهو تذكير بالروابط الدائمة والتاريخ المشترك الذي يبدو أنه سيستمر بين هذه العائلات ومدى دعمها لبعضها البعض خصوصًا في أحلك الظروف.