SIMI & HAZE نجمتا "هي" في مارس: تراثنا ليس مفصولا عن هويتنا أو نظرتنا إلى العالم
لقاؤنا الأول كان قبل بضعة أعوام، وهما صبيتان صغيرتان ترسمان مسارهما المهني المشترك في عالم الإبداع والنجومية، متسلحتين بموهبة فطرية، وقيم ثابتة ترعرعتا على احتضانها واحترامها، وثقافة متعددة الأوجه صاغتها أسفارهما حول العالم، وشغف بالإبداع والفن، وعزيمة مزهرة من جذورهما الفلسطينية التي تعبّران عن اعتزازهما بها في كل فرصة.
اليوم، نلتقي من جديد بالشقيقتين التوأمتين المتطابقتين "سما" و"هيا خضرا" المعروفتين حول العالم بلقبين بقيا معهما منذ أيام الطفولة: "سيمي وهايز" Simi & Haze . وليس من باب الصدفة أن تسطعا على غلاف عدد هذا الشهر المكرّس للاحتفاء بالمرأة والإضاءة على تمكينها، لأنهما من أكثر القدوات النسائية الشابة جدارة وكفاءة، بعد أن برزتا في فلك الموضة منذ سنوات المراهقة، وشقّتا دربهما في عالم الموسيقى وتنسيق الأغاني، ولمعتا في مجتمع المشاهير الدولي، وتخرّجتا بأفضل نتائج صفّهما الجامعي، وأسستا في الآونة الأخيرة علامة ماكياج حققت حتى الآن نجاحا مميزا، وتصل اليوم إلى سوق الشرق الأوسط. حطّمتا أي قيود قد تواجهها موهبة عربية تعيش في الغربة، وتسلّطان الضوء دائما على أصولهما الفلسطينية ونشأتهما في المملكة العربية السعودية، وتعلّقهما بمنطقة الشرق الأوسط، والثقافة العربية المنعكسة عبر شخصيتيهما وفنّهما ونشاطهما الإنساني الداعم لقضايا مُلحّة مثل الرعاية الطبية للأطفال الفلسطينيين.
هويتاهما العربيتان متشابكتان في مسيرتهما بكل محطاتها وتحدياتها ونجاحاتها، وها هما تتحدثان عنها، وعن علامتهما SIMIHAZE BEAUTY التي تصل إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، وعن الرابط غير القابل للفصل، والجامع بينهما في الحياة الشخصية والمهنية، في حوارنا الثاني الذي يكمّل جلسة تصويرية حصرية أقيمت في مدينة لوس أنجلوس، حيث تقيمان. أعتزّ برؤية مسيرة "سما" و"هيا خضرا" تتبلور وتنمو وتزهر، وأنتظر اتجاهاتها التالية بكل شوق..
خضتما يدا بيد مجالات عديدة، من الأزياء إلى الترفيه والجمال. كيف أسهم الرابط التوأمي الفريد الذي يجمعكما في نجاحكما اللامع؟
هايز: بيننا تآزر طبيعي عفوي لا يتطلب منّا أي جهد، ونظام دعم داخلي يجعل طبيعتنا التعاونية الفطرية أكثر فاعلية وإنتاجية.
ما الجوانب التي تختلف في شخصيتيكما؟ وكيف تتكامل وتؤثر في ديناميكيات علاقتكما المهنية؟
هايز: ما من أدوار موكلة إلى كل واحدة منّا بشكل يجعلنا نأخذها على عاتقنا بشكل منفصل، بل إننا نتبادل المهام بكل سلاسة، ونتولّى أدوارنا بطريقة غير رسمية، بحسب طبيعة المشروع الذي نعمل عليه، واهتمامنا الشخصي به.
سيمي: على سبيل المثال، خلال العمل على علامة "سيمي هايز بيوتي"، تتولّى أحيانا "هايز" دورا تقنيا أكثر في تطوير المنتجات، فيما أعمل أنا على صوت علامتنا التجارية وتواصلها. لكن كما قالت "هايز"، ليس هناك دور حصري لأي منّا.
سواء في الموسيقى أو التجميل، كيف تتعاونان على الصعيد الإبداعي؟ هل تتعارض أفكاركما في بعض الأحيان؟ وكيف تحلّان النزاعات المحتملة؟
هايز: دائما تقنع إحدانا الأخرى بالتخلّي عن فكرة ما أو المباشرة في تنفيذها. لذلك، نكون في النهاية دائما أمام حل وسط. كل شيء يتحوّل إلى حوار.
هل تعتبران علاقتكما مصدر ثقة وتمكين داخليين؟
سيمي: يمكنني القول إننا عموما شخصان واثقان، لذلك أنا متأكدة من أنني أستطيع أن أنسب على الأقل جزءا من تلك الثقة إلى وجود هذه الرفقة الثابتة والجهة الدائمة التي تستمع إلى الأفكار والآراء الشخصية وتقيّمها.
منذ سن صغيرة، تعرّفتما إلى عالم الموضة من خلال بوتيك والدتكما وحضور عروض الأزياء العالمية. كيف أثّر ذلك في مسيرتكما المهنية؟
هايز: عرّفنا ذلك إلى ما خلف كواليس صناعة لطالما جذبتنا إليها، وأكسبنا مجموعة من المهارات وخبرة مهمة في عالم الأعمال، إلى جانب إعطائنا فرصة مشاهدة مبدعين رائعين يبدعون ويبتكرون. تلهمنا دائما الطريقة التي تسير بها العمليات الإبداعية.
سيمي: أتاح لنا ذلك أيضا معرفة ما لا نريد فعله.
بالعودة إلى أيام الطفولة، كيف أسهمت نشأتكما المتعددة الثقافات في صياغة هويتيكما وصقل مشاريعكما المهنية الإبداعية؟
سيمي: قبل كل شيء، وسعت العدسة التي نرى من خلالها العالم، وخصوصا في الفلك الإبداعي، وذلك يدفعك بدوره إلى تقدير التفاصيل الصغيرة التي تجعل كل ثقافة جميلة. أعتقد أنه إذا كان الإنسان محظوظا بالسفر والتعرف إلى أشخاص مختلفين وثقافات أخرى، وهو ما نحن ممتنتان للغاية، لأننا تمكّنا من فعله، فإنه يحظى بالمعرفة التي تسمح له بتحطيم أنماط التفكير التقليدية والمعتقدات المقيّدة؛ وهكذا نصير أكثر إبداعا. لذلك أظن أن نشأتنا أسهمت بشكل كبير في جعلنا من نحن عليه اليوم.
في مختلف محطات رحلتكما، تحدّثتما وما زلتما تتحدثان عن وفائكما لجذوركما العربية. كيف تدمجان إرثكما الثقافي في عملكما وعلامتكما الشخصية؟
هايز: تراثنا ليس مفصولا عن هويتنا أو نظرتنا إلى العالم وطريقة عيشنا وعملنا فيه، وبذلك يتسرب طبيعيا إلى عملنا وعلامتنا الشخصية.
سيمي: لطالما كنّا متأثرتين بالتاريخ والثقافة والفنون العربية، وطبعا بالقيم التي تربّينا على تعلّمها، والتي تعكس بوضوح الثقافة العربية: الكرم، والوفاء، والشمولية، والبراعة. كل هذه القيم مغروسة في علامتنا الشخصية، بطريقة أو بأخرى. على سبيل المثال، إن البراعة التي يجسّدها الفلسطينيون دائما تلهمنا وتشجعنا وتدفعنا. الفلسطينيون يقاومون القيود المفروضة عليهم ببراعتهم، وهو ما يمدّنا بقوة تمكّننا لدى مواجهة العقبات والصعوبات من إيجاد حلول مبدعة.
تقيمان في لوس أنجلوس، وسط مشهد ترفيهي حيوي ومسرح لحياة المشاهير. هلا أخبرتمانا قليلا عن الحياة في لوس أنجلس؟
هايز: نحن محظوظتان بأن نكون محاطتين بمبدعين ينتجون الفن في شتى مجالاته، من الموسيقى إلى الأفلام والفنون الجميلة. أعتقد أن كل الفنون متداخلة في ممارساتها الفعلية، لذلك لا نغلق يوما الباب أمام ما قد نتعلّمه ويفيد عملنا.
سيمي: إن العيــــش في مــكـــان حيـــث يــحــلــــم جـمــيــــع النـــــاس ويــبــتـــــكـــــــــــــرون ويفشلون وينجحون في وقت واحد، يلهمنا جدا.
للموسيقى مكانة مهمة جدا في مساركما المهني. كيف تتعاملان مع هذا الفن؟ وما الذي تتمنيان التعبير عنه وإيصاله من خلال موسيقاكما وأدائكما الحي؟
هايز: لطالما كان الجزء الأكثر تشويقا من هذه المهنة، حتى منذ المراحل المبكرة، هو قدرة الموسيقى الآتية من ثقافات وأزمنة مختلفة على الاختلاط والاندماج والتداخل، وكأنها تتحول بعضها إلى بعض بكل سلاسة. في الموسيقى وحدة، وخاصّية عالمية تتخطى أي شكل من أشكال الفن؛ لذلك على الرغم من أننا دخلنا مجال تنسيق الأغاني دون أن ننوي ذلك، أرى أنه أعطانا مساحة للاستكشاف والاستمتاع بهذا الشعور بالاتصال. ونطمح إلى نقل هذا الإحساس في أي اختصاص تقودنا إليه مسيرتنا المهنية.
هل يمكنكما إخبارنا أكثر عن تأييدكما ودعمكما لقضايا إنسانية مثل الرعاية الطبية لأطفال فلسطين؟
سيمي: نحن نؤمن بأن جميع الأطفال، كيفما كانوا وأينما ولدوا، يستحقون العيش بأمان والحصول على الرعاية الطبية. فلسطين واحدة من أكثر قضايا العدالة الاجتماعية إهمالا في التاريخ بسبب حملات التضليل التي شنها مستعمروها، من أجل حماية مصالحهم في المنطقة. لم تؤثر فينا روايات المستعمر، لأن أجدادنا عاشوا النكبة، ولا يمكن أن ننجرف يوما إلى إنكار تاريخنا، وإنكار تاريخ عاشه أهلنا. لذلك، إن ما يتنبّه له العالم اليوم، أي الحاجة الواضحة إلى السلام من خلال تحرير الفلسطينيين من الاحتلال وإتاحة حصولهم على أبسط حقوق الإنسان الأساسية، هو شيء لم نجد مناصرته مهمّة فقط بل بسيطة أيضا.
كونكما شخصيتين مؤثرتين، كيف تتبنيان دور القدوة للشابات، ولا سيما ذوات الجذور العربية اللواتي يطمحن إلى خوض مجال الموضة أو الموسيقى أو ريادة الأعمال؟
هايز: قد يجعلنا العالم نرضخ ويشعرنا بالإحباط، إذا سمحنا له. وإن كان بإمكاننا أن نقدّم ولو قدرا بسيطا من الإلهام والتشجيع لتحقيق حلم ما، فسنكون ممتنتين للغاية.
سيمي: نريد أن نساعد العرب المغتربين بشكل خاص على الشعور بالتمكين، ونريدهم أن يستعيدوا تاريخهم المليء بالثقافة والابتكار والذكاء.
كثيرا ما يوصف أسلوب إطلالاتكما بالجريء. كيف تعبّران عن شخصيتيكما تعبيرا صادقا وأصيلا بلغتي الأزياء والجمال؟
هايز: ننسق أزياءنا بحسب الإحساس الذي نريد أن نشعر به في اليوم المحدد. أعتقد أن إدراك وجود القدرة على فعل ذلك يمنح المرأة ثقة بإمكانية النجاح مع أي إطلالة تريدها.
سيمي: بالنسبة إلى روتين ماكياجنا اليومي، إنه مينيمالي جدا. نؤمن بأن البشرة التي تكون في حالة جيدة وصحية هي أهم من أي عنصر آخر في ما يتعلق بالجمال، ولهذا السبب حرصنا على إدخال مكونات العناية بالبشرة إلى كل منتجاتنا الجمالية، وذلك في سبيل تعزيز الجمال الطبيعي بدلا من إخفائه.
لماذا قررتما تأسيس علامة SIMIHAZE BEAUTY؟ وما الذي يميزها عن علامات الماكياج الأخرى الموجودة في السوق؟
هايز: اهتمامنا بالابتكار والإبداع ضمن عالم الجمال نبع من بحثنا عن أحمر شفاه لم نستطع إيجاده. أردنا أحمر شفاه مطفيا وبلسميا في الوقت نفسه، وكل ما عثرنا عليه في السوق كان تركيبات مطفية تجفف الشفاه للغاية.
سيمي:أردنا أيضا ابتداع شيء جميل، ليس فقط بتركيبته، بل أيضا بالتغليف، لأن الكثير من منتجات علامات التجميل المختلفة اليوم تبدو متشابهة. لم نرغب في الاكتفاء بإضافة المزيد من الشيء نفسه إلى سوق مشبعة. ويمكننا القول إن لمنتجاتنا وتركيباتنا هوية فريدة بالفعل، وهي هوية SHB.
تطلقان SIMIHAZE BEAUTY للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ما الذي ألهم هذا التوسع؟ وما أهمية إحضار علامتكما إلى أرض جذوركما؟
سيمي: إن التوسع نحو الشرق الأوسط كان جزءا من مخططنا منذ اليوم الأول، لذلك فإن إطلاق منتجاتنا حصريا لدى "سيفورا" يعني لنا الكثير! عالم الجمال والماكياج يلعب دورا أساسيا في حياة عاشقاته في الشرق الأوسط، فهن لا ينظرن إليه على أنه ممتع ومرح فقط، بل يشعرن بتعلّق وإخلاص لمنتجاتهن بطريقة فريدة حقا. تكن المرأة الشرق أوسطية احتراما عميقا لفن الجمال.
هايز: نفتخر جدا بأن نصبح جزءا من هذا المشهد، وأخيرا! لكن على الرغم من أن علامة SHB لم تكن حاضرة في المنطقة إلى الآن، شعرنا بدعم العالم العربي منذ إطلاق مجموعتنا الكبسولية الأولى. ولذلك، فإن تمكين محبّي علامتنا من الوصول بسهولة أكبر إلى منتجات علامتنا هو هدف ثابرنا وعملنا بجدّ لتحقيقه.
بالنسبة إلى فئات المنتجات التي تقدّمها SIMIHAZE BEAUTY، أي منها كانت الأكثر نجاحا حتى اليوم، وهل من الممكن أن نراها تنمو في المستقبل؟
سيمي: من بين أكثر منتجاتنا نجاحا اليوم، أحمر الشفاه المطفي البلسمي "فلفت بلور" Velvet Blur. وهناك البرونزر الجديد "سكن سويد"Skin Suede الذي يلقى رواجا هائلا حاليا، وهذه النتيجة مثمرة ومرضية بالفعل لأن كثرة التجارب، التي أجريناها من أجل الوصول إلى قوامه وملمسه النهائيين وبعد ذلك وضعه في هذه العلبة الصغيرة المضغوطة، كانت مرهقة!
هايز: في ما يتعلق بتوسيع عالم SHB، لدينا الكثير من المنتجات المشوقة التالية. أفكارنا كثيرة، لكننا تعلّمنا التحلّي بالصبر والتركيز على طرح منتجات جيدة بدلا من منتجات إضافية فقط. تستغرق التجارب ما لا يقل عن ستة أشهر، من أجل الحرص على تقديم منتج يتوافق مع معاييرنا من حيث الفاعلية، ويتبعها اختبار جهة خارجية للتأكد من الجودة والسلامة والأداء. وكل ذلك لأننا نريد ببساطة أن نقدّم إليكم الأفضل، ونحن متشوقتان جدا لتروا ما نخبئه لكم!
هلا أخبرتنا كل منكما عن:
(أجوبتنا هي نفسها).
نوع الموسيقى المفضل لديها: الأمر يعتمد على اللحظة أو المزاج. هناك مجموعة واسعة جدا من الألوان الموسيقية التي نحبها.
المدينة الأعز على قلبها: غزّة.
أكثر صيحة تتحمس لها في موسم ربيع وصيف 2024: تحرير فلسطين.
نشاطها الأول للاسترخاء والانفصال عن العالم: تمضية الوقت مع الحيوانات والتنزه على القدمين في الهواء الطلق.
أهم منتج تستخدمه من SIMIHAZE BEAUTY: الخيار يختلف، لكنه حاليا أحمر الخدود المزدوج "سولار تينت" Solar Tint.