فيلم صيفي

خاص "هي" ـ رسالة مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. مغامرة الشريط الأخضر.. فيلم "صيفي" فكرة جذابة ونهاية مشوقة ولكن!

محمد عبد الرحمن
10 ديسمبر 2024

باعتباره الفيلم السادس من إنتاجات شركة "تلفاز 11" يكشف شريط المخرج وائل أبو منصور الجديد "صيفي" عن سمة أساسية في إنتاجات الشركة السعودية البارزة وهي عدم الثبات على شكل سينمائي واحد أو اللعب في المضمون، والدليل عدم تكرار تقديم الكوميديا مجددا على طريقة "سطار" رغم النجاح الكبير الذي حققه في شباك التذاكر، وأيضا تكرار ثيمة الإثارة كما فعل "مندوب الليل" الذي جمع بين نجاح الشباك وجوائز المهرجانات، فيذهب فيلم "صيفي" في اتجاه مختلف، حيث رحلة الرجل الأربعيني "صيفي محمد" نحو الثراء السريع لكنها لكنه لا يجد الكنز لا في الرحلة ولا نهايتها ومثله المتفرج الذي سيجد نفسه يتساءل في منتصف الفيلم عن ماذا تدور القصة بالتحديد.

اتسمت بداية فيلم "صيفي" بجاذبية واضحة وجاءت النهاية مشوقة أيضا حيث انتقم الرجل الفقير من الثري المدعي، لكن بين البداية والنهاية يسير الفيلم في خطوط عديدة متقاطعة ومنفصلة بشكل يفقد المتفرج القدرة على التركيز مع الأحداث وسط مواقف عدة كان من الممكن تفاديها لتحقيق إيقاع أكثر تماسكا.

الفيلم الذي سيعرض تجاريا 26 ديسمبر الجاري في شاشات السينما السعودية، بطولة أسامة القس وعائشة كي وبراء عالم وحسام الحارثي ونور الخضراء مع ظهور متميز لعائشة الرفاعي، ينطلق الشريط من حيث الحياة المرتبكة التي يعيشها "صيفي" وصديقه "زرياب" حيث يعملان في إدارة فرقة غناء شعبية وأيضا يديران محلا لبيع شرائط الكاسيت خصوصا الممنوع تداولها في تلك الفترة حيث جدة في التسعينات وصعود أصوات التيار المتشدد .

شاهد أيضًا: صانعات الأفلام السعوديات وبصمات متميزة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

الفيلم السعودي صيفي يسرد حكاية مشوقة
الفيلم السعودي "صيفي" يقدم فكرة جذابة

مطاردة مستمرة لكن دون إثارة

نعرف منذ البداية أن "صيفي" مطارد من جهة ما، وتدريجيا نراه يحاول الوصول إلى رجل الأعمال أسعد أمان عبر ممثله الشيخ المهدي لعله يساعده في تمويل مشروع جديد، يريد صيفي استعادة حياته باي شكل لكن الديون تطارده، قبل أن يعثر بالصدفة على شريط كاسيت أخضر اللون عليه ما يدين أسعد أمان ويكشف حقيقة نواياه، وهنا النقطة المفصلية التي سار بعدها  بها مخرج وكاتب الفيلم وائل أبو منصور في تجاه مغاير لما قد يتوقعه المتفرج، حيث كان من المنتظر أن تبدأ مغامرات حقيقية بين "صيفي" وملاحقيه، لكن ما حدث أنه رغم أن كلهم في مدينة واحدة، لكن "صيفي" ذهب للتخفي عند زوجته السابقة المولعة بجلسات تطوير الذات، وحاول استغلال هو ذلك مع شقيقة طليقته وعقد اتفاقا مع جمعية خيرية من أجل دعم الموقف المادي لزوجته المتدهور هو الأخر، كل ذلك ومحاولات الامساك به مستمرة لكن دون إثارة حقيقية، فقط نراه يفسد حياة كل من يقترب منه  قبل ان يقرر في النهاية الانتقام من "أسعد أمان" وإذاعة الشريط.

فيلم "صيفي" ضمن عروض مهرجان البحر الأحمر 2024
فيلم صيفي ضمن عروض مهرجان البحر الأحمر

نهاية مشوقة انتظرها الجمهور

باختصار تأثر الفيلم بتشعب الخطوط، وبعدم الكشف عن خلفيات معظم الشخصيات، صحيح أن هذا الكشف يمكن أن يحدث بشكل غير مباشر، وصحيح أننا فهمنا طبيعة شخصية صيفي وأن زوجته السابقة تحبه لكنها هربت من فشله، لكننا لم نفهم الكثير عن غياب عائلة الشقيقتين "رابعة " و"رابية"، ومشهد حريق البيت جاء مفتعلا ومباشرا لتأكيد التأثير السلبي لـ"صيفي" عليهم، وحتى علاقة "صيفي" و"زرياب" كانت محيرة، فيما شهدت نهاية الفيلم محاولة المخرج وائل أبو منصور العودة من جديد لمسار ما ينتظره الجمهور حيث خطة "صيفي" للإيقاع بالشيخ المدعي وبث ما يحمله الشريط الأخضر، ولو كان الفيلم دار كله في هذا الاتجاه لبات تجربة شاهدة على كثير على جانب مهم من جوانب المجتمع السعودي في التسعينيات وكيف للسينما أن تعيد اكتشافه وتقديمه للجمهور دون تشتيت كالذي شهده الثلث الثاني من فيلم "صيفي".

اقرأ أيضًا: صانعات الأفلام السعوديات وبصمات متميزة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

الفيلم السعودي صيفي
امشهد من فيلم صيفي من إنتاج شركة تلفاز 11

تميز في مشاهد البحر

على مستوى التصوير والديكور جاءت معظم مشاهد الفيلم أكثر من ممتازة، خصوصا مشاهد البحر، والقدرة على تقديم جدة في التسعينيات من خلال كل الإكسسسورات والتفاصيل المتوقعة، خصوصا فيما يتعلق بمتجر الكاسيت، كما نجح المخرج في صياغة موسيقى تصويرية تضع المتفرج في الأجواء، والأهم اختياراته لفريق الممثلين، وإن كان أسامة القس لم يتخل عن الأداء المسرحي في بعض المشاهد، فيما شهد أداء براء عالم تطورا كبيرا في "صيفي" ويمكن اعتباره الرابح الأكبر من التجربة، كذلك تقدمت "نور الخضراء" خطوات واسعة بالمقارنة بتجربها السابقة في "حوجن"، وكعادتها ورغم قلة عدد المشاهد دائما ما تضيف عائشة الرفاعي بصمة مميزة لدورها في أي فيلم، حيث ظهرت كمدير للجمعية الخيرية للفتيات، وتبرز موهبتها أكثر إذا ما وضعنا هذا الدور إلى جانب دورها في فيلم "السينيور" لتؤكد قدرتها على التجسيد المتنوع البعيد عن التكرار .