كل ما تحتاجين معرفته عن النوبة القلبية لدى النساء وطرق الوقاية منها

يتم تجاهلها بنسبةٍ عالية: كل ما تحتاجين معرفته عن النوبة القلبية لدى النساء وطرق الوقاية منها

جمانة الصباغ
15 ديسمبر 2024

في الماضي، كانت أمراض القلب ترتبط بصورةٍ رئيسية بعاملين أساسيين: هما العامل الوراثي (وجود مرضى قلب في العائلة) أو التقدم بالسن. حتى أن أكثر المصابين بهذه الأمراض، كانوا من الرجال مقارنةً بالنساء؛ لأسبابٍ عدة، منها عدم العناية بصحتهم والخضوع للفحوصات الدورية، اتباع نظامٍ غذائي غير صحي، التدخين وزيادة الوزن.

لكن هذا الأمر لا يعفي النساء مطلقًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وهي أحد أمراض القلب المزمنة والخطيرة التي يمكن أن تتسبب بالوفاة في حال عدم تداركها ومعالجتها بسرعة. وغالبًا ما يتم تجاهل الأعراض التحذيرية المُبكرة للنوبات القلبية لدى النساء؛وتشير الأبحاث المُكثفة، التي تشمل روايات المرضى الحقيقية ورؤى المتخصصين في الرعاية الصحية، إلى نتائج مثيرة للقلق: إذ أن 78% من حالات الإصابة بنوبةٍ قلبية لدى النساء لا يتم تشخيصها بشكلٍ صحيح، ويعود ذلك الى عدم معرفة الأعراض الغير تقليدية.

ويعود سبب عدم تشخيص النوبات القلبية لدى النساء في كثيرٍ من الأحيان، إلى سبعينيات القرن العشرين؛ عندما ركَزت معظم الأبحاث الطبية على فيزيولوجيا الذكور في أعقاب مأساة الثاليدومايد، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوةٍ معرفية كبيرة فيما يتعلق بالبنية التشريحية للإناث وطرق الاستجابة.

الدكتور علاء الدين التوم استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي
الدكتور علاء الدين التوم استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي

وتعليقًا على هذا الموضوع، قالت الدكتورة جويرية العلي، رئيسة جمعية القلب الإماراتية: "يجب سد الفجوة المعرفية الكبيرة الحالية، لا سيما تلك المتعلقة بالوعي تجاه أعراض المشاكل الصحية للمرأة وتعزيز التدخل الطبي المبكر. نحن نلتزم بمعالجة مشكلة نقص الدراسات، وبصورةٍ خاصة لمعالجة ثغرات البيانات المتعلقة بالجنسين؛ كما نُكرَس جهودنا لتعزيز الأبحاث المتخصصة بأمراض القلب لتلبية الاحتياجات الصحية للمرأة بشكلٍ أفضل. وعلى الرغم من التقدم الحاصل، إلا أنه ما يزال أمامنا الكثير من العمل لتسليط الضوء على مجالات العلاج الأخرى التي تتطلب اهتمامًا متزايدًا من أجل تطوير خدمات الرعاية الصحية للمرأة."

"حملة "لأنك مختلفة للتوعية من النوبات القلبية لدى النساء

لهذا السبب؛ أطلقت أورجانون، إحدى شركات الرعاية الصحية العالمية الشهيرة، والتي تُعنى بصحة المرأة وتلتزم بدعمها، حملة تُسلَط الضوء على التحيَز الطبي بين الجنسين، والذي يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية للمرأة. وتهدف هذه المبادرة إلى نشر الوعي في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان، بما في ذلك ضمن أوساط الأطباء والجمهور، بالأعراض الرئيسية للنوبات القلبية لدى النساء، والتي تختلفٍ بشكل كبير عن تلك التي يشعر بها الرجال.كما تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على الأعراض غير المعروفة للنوبات القلبية لدى النساء ومنع التشخيص الخاطئ. وتتعاون هذه المبادرة مع مؤثرين عرب وأخصائيين في الرعاية الصحية والنساء، بهدف إجراء المزيد من الجلسات الحوارية وتعزيز الوعي، من خلال المحتوى الإعلامي ومشاركة القصص المُؤثرة في جميع أنحاء دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان ومصر والبحرين.

رغبةً منا في موقع "هي"، وانطلاقًا من مهمتنا الرئيسية، ألا وهي توعية النساء حول صحتهنَ وكيفية العناية بها من خلال نصائح ومعلومات تتعلق بمختلف مواضيع الصحة والرفاه، للمشاركة في هذه الحملة بشكلٍ أو بآخر؛ تحدثنا إلى الدكتور علاء الدين التوم، استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي لإطلاعنا على الأعراض الخاصة التي تصيب النساء عادةً عند التعرض لنوبة قلبية، والتي يجب الحذر منها. إضافةً إلى الأسباب وطرق العلاج والوقاية. لذا تابعي القراءة معنا، لتتعرفي أكثر على حيثيات هذه المشكلة الخطيرة..

النوبة القلبية لدى النساء

تُعتبر النوبات القلبية من أبرز المشكلات الصحية التي تؤثر على النساء، إلا أنهنَ غالبًا ما يجهلنَ الأعراض والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها. وتسليط الضوء على هذه المشكلة الصحية يُعد أمرًا ضروريًا لزيادة الوعي وضمان التدخل المبكر عند الحاجة، يؤكد الدكتور التوم.

وتحدث النوبات القلبية عندما يحصل انسدادٌ في الشريان التاجي، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب. ومن الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة:

كثيرًا ما يتم تجاهل الأعراض المبكرة للنوبة القلبية عند النساء
كثيرًا ما يتم تجاهل الأعراض المبكرة للنوبة القلبية عند النساء
  1. تصلَب الشرايين: نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الأوعية الدموية.
  2. التشنَج الشرياني: وهو انقباضٌ مؤقت أو دائم للشرايين التاجية، يؤدي إلى تقليل تدفق الدم.
  3. الجلطات الدموية: التي تسد الأوعية الدموية بشكلٍ مفاجئ.
  4. الأمراض الالتهابية: مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، التي تؤثر على صحة الأوعية الدموية.
  5. اضطرابات الهرمونات: مثل انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، مما يزيد من خطر تصلَب الشرايين.

النوبة القلبية لدى النساء: عوامل الخطورة

بتأكيد الدكتور التوم، فإن الأسباب المذكورة أعلاه ليس وحدها لزيادة خطر تعرضكِ لنوبةٍ قلبية؛ بل ثمة عوامل خطورة تزيد من هذا الاحتمال، وتشمل:

  • ارتفاع ضغط الدم: إن ضغط الدم غير المُدار يمكن أن يُضعف الشرايين ويزيد من خطر الجلطات.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول: يؤدي ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول الجيد، إلى تراكم الدهون في الشرايين.
  • التدخين: يزيد من ضغط الدم ويُقلل من الأكسجين في الدم.
  • داء السكري: النساء المُصابات بالسكري أكثر عرضةً للإصابة بمشكلات القلب مقارنةً بالرجال.
  • السُمنة وعدم النشاط البدني: يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
  • التوتر والضغط النفسي: يمكن أن يرفع التوتر المُزمن مستويات هرمونات الكورتيزول، مما يؤثر سلبًا على القلب.

النوبة القلبية لدى النساء: الأعراض المبكرة

تختلف أعراض النوبات القلبية عند النساء عن الرجال، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص. ومن الأعراض الشائعة لهذه النوبات لدى النساء:

  1. ألم أو ضغط في الصدر: قد يكون خفيفًا أو شديدًا.
  2. ألم في الجزء العلوي من الجسم: يشمل الذراعين، الظهر، الكتفين، الرقبة، أو الفك.
  3. ضيق التنفس: حتى عند الراحة أو القيام بمجهودٍ بسيط.
  4. الغثيان أو الدوخة: الشعور بالدوار أو الغثيان قد يكون من العلامات المبكرة للنوبات القلبية لديكِ، فلا تتهاوني بهما؛ خاصةً إذا ما حصلا دون سببِ آخر يُذكر.
  5. الإرهاق غير المعتاد: الشعور بالتعب بدون سبب واضح قد يكون إنذارًا للنوبة القلبية.
  6. التعرق المفرط: والمقصود به التعرَق البارد دون مجهود.

النوبة القلبية لدى النساء: طرق العلاج

عند تشخيص النوبة القلبية، يجب بدء العلاج فورًا لتجنب المضاعفات الخطيرة؛ وتتضمن طرق علاج هذه المشكلة الأساليب التالية:

  • وصف الأدوية: مثل الأسبرين، لمنع تكوَن الجلطات، وأدوية مضادة للتجلط أو مُذوبة للجلطات.
  • القسطرة القلبية: لإزالة انسداد الشرايين التاجية.
  • جراحة القلب المفتوح: وذلك في الحالات الخطيرة، لإصلاح أو استبدال الشرايين.
  • إعادة التأهيل القلبي: من خلال برامج تساعد على تحسين صحة القلب بعد النوبة.
اتباع نظامٍ غذائي صحي يحميكِ من خطر النوبة القلبية
اتباع نظامٍ غذائي صحي يحميكِ من خطر النوبة القلبية

النوبة القلبية لدى النساء: طرق الوقاية

يمكن للنساء تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال اتخاذ خطوات وقائية، يقدمها الدكتور التوم لقارئات "هي" على النحو الآتي:

  1. اتباع نظام غذائي صحي: يعتمد على تناول الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية مع تقليل تناول الدهون المُشبعة.
  2. ممارسة النشاط البدني بانتظام: إن التمارين اليومية مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة، تُسهم في تحسين صحة القلب.
  3. الاقلاع عن التدخين: يُحسَن تدفق الدم ويُقلَل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
  4. إدارة التوتر: من خلال التأمل، اليوغا، وغيرها من تقنيات الاسترخاء.
  5. التحكم في الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، عن طريق المتابعة الطبية الدورية وتناول الأدوية اللازمة.
  6. الفحوصات الدورية: لإجراء تحاليل الكوليسترول وضغط الدم بشكلٍ منتظم،والكشف المُبكر عن أي تغييراتٍ في صحة قلبكِ.

في الخلاصة؛ النوبة القلبية لدى النساء تُعد تهديدًا صحيًا خطيرًا يتطلب وعيًا وإجراءاتٍ وقائية لتقليل المخاطر. لذا من المهم أن تكوني على درايةٍ بالأعراض المُبكرة لهذه المشكلة والعوامل التي تزيد من خطر إصابتكِ بها، لتجنَب المضاعفات. واحرصي على الالتزام بنمط حياةٍ صحي والمتابعة الطبية المنتظمة، كونها المفتاح الأساسي لحماية فلبكِ وضمان تمتعكِ بحياةٍ طويلة وصحية.