خريف شتاء 2015

خريف شتاء 2015

بعد أن كنّا في فرنسا وتابعنا أجمل العروض خلال أسبوع الموضة الباريسي للخياطة الراقية لخريف 2015، ننتقل الآن إلى إيطاليا! الأجواء ليست أقلّ تميزاً خاصة عندما يتعلّق الأمر بدار Dolce & Gabbana! 
 
قررّ المصممان Domenico Dolce  و Stefano Gabbanaنقل منصة الأزياء إلى مدينة Portofino الرائعة وتحديداً إلى منازلهما! فمنزل Stefano Gabbana تحوّل إلى المنصة ومنزل Domenico Dolce تحول إلى الكواليس حيث تحضرت العارضات لعرض خيالي! 
 
عرض استثنائي من كلّ النواحي، فلم تقتصر مجموعة altamoda أو الخياطة الراقية على أزياء السيدات فقط بل ضمّ العرض مجموعة الرجال ومجموعة المجوهرات الراقية!  
 
ننتقل الآن إلى الديكور، فتحولّت الحديقة إلى مساحة خيالية من وحي عنصر النهضة والحضارة الرومانية، فتدلت الفواكه الشهية الأشجار وعلت القناطر الأنيقة المزينة بالورود الملونة. 
 
أما الأزياء فكانت خيالية أيضاً، الفساتين الكبيرة المطبّعة برسومات العصافير والفواكه، المعاطف الكبيرة، الفساتين الشفافة المطرزة، الأقمشة المعدنية البراقة، القصات الرومنسية كالأكتاف المنسدلة والطيات الأنيقة!
 
أما المجوهرات فكانت الحدث بحدّ ذاته، أكسسوارات الرأس الكبيرة، التيجان، العقود الكبيرة، الأقراط المتدليّة، التربان المرصع وعصبات الرأس من الورود.
 
أراد المصممان أن يجمعاا عالم الخيال بعالم الواقع، فيصعب علينا التمييز ما هو الحقيقي وما هو الخيال! ولقد نجحا فعلاً بذلك! 
 
شاهدي الصور واستمتعي بالمشاهد، الأزياء والمجوهرات!  
خطف المبدع اللبناني زهير مراد قلوب الجميع عند عرض مجموعته الجديدة من أزياء الهوت كوتور لخريف وشتاء 2015-2016 في آخر يوم من أسبوع باريس للموضة. 
 
عشقه لشكل النجوم وألوان السماء في ظلمة الليل من على شرفة منزله في جبال لبنان، ألهمت مراد هذا العام ليبتكر مجموعة ساحرة فيها الكثير من الشغل الحرفي الرائع والفخامة والثراء. 
 
تألقت العارضات في فساتين مرصّعة بالبرق والتطريزات الفضّية نقلت لنا صورة السماء الليلية بطرق مختلفة ودقة وحرفية مذهلة، وتوهّجت المجوعة الجديدة بكمّ هائل من التطريز اللامع وطبعات المجرات والنجوم المتلألئة والخيوط اللامعة، وبلوحة ألوان تعكس ألوان السماء والفضاء مثل الأسود الكاحل والأزرق الليلي والأرجواني الداكن، الأحمر، الأبيض الفضي والأخضر الزمردي. واستعمل مراد لمجموعته الأقمشة الناعمة مثل الكريب والدانتيل والتول والأورغانزا، والأكثر جرأة وفخامة مثل المخمل والساتان. 
 
أما القصات فأصبحت بصمات مراد معروفة فيها، فرأينا تصاميم فخمة فصلّت أجسام العارضات بشكلٍ جميل، من الفساتين القصيرة والطويلة بالإضافة الى الجمبسوت الذي ذكرنا بحقبة السبعينات مع الكاب والفراء، وتضمنت التصميمات الكثير من فتحات الصدر الواسعة والفتحات الى تصل الى أعلى الفخذ، ولم تخل الإطلالات من الأكسسورات المميزة مثل التاج الذي زين رؤوس العارضات بنجومه والأحزمة الرفيعة على الخصر على شكل نجمات فضية وذهبية. 
 
وللفتاة المقبلة على الزواج، قدّم مراد للعروس فستاناً وصل الى الفخامة الملكية لتتألق وتتلألأ بالكثير من الأضواء وتكون بمثابة نجمة وأميرة متوجة في ليلة العمر. 
بأزياء براّقة من الجلد والساتان والفرو، تمايلت عارضات أزياء ألكسندر فوتييه Alexander Vauthier ضمن أسبوع باريس للهوت كوتور لخريف وشتاء 2016 مزيّنة بالشراريب والفرو، مع ادخال القطع الذهبية واللماعة الى الفساتين كأكسسوار برّاق وملفت للنظر.
 
حرص Vauthier على ادخال الألوان الحمراء والبيضاء والفوشيا والذهبية الى جانب أناقة الأسود المتألق بقصات عدة، من خلال المعاطف الطويلة المميّزة بالفرو، والفساتين غير المتساوية من ناحية الأطراف. وبرزت موضة الكتف الواحد وموضة قصات الـV التي تعطي القطع طابعاً أنثوياً وعصرياً وجريئاً نوعاً ما. 
 
وكان لموضة الأسلاك الحديدة حضوراً قوياً في العديد من القطع التي تنوّعت في الفساتين. أما التنانير غير المتجانسة من حيث الطول، فأعطت مزيداً من العصرية والأناقة على المجموعة، خصوصاً تلك المشرقة بأقمشة الساتان.
 
بالنسبة للأكسسوارات، لم تبخل علينا هذه الدار بمجموعة متنوّعة من الأحزمة العريضة والملوّنة التي تغطّي خصر العارضات بأنوثة قلّ مثيلها، خصوصاً عندما تمزج مع الشراريب، فضلاً عن الأحذية الملوّنة ذات الكعب العالي التي تكسر كلاسيكية الأسود، والتي تجعل الإطلالة عصرية وفريدة من نوعها. 
الصورة كانت مختلفة تماماً في عرض Alexis Mabille.. فهذا العام، تحتفل الدار الفرنسية الشهيرة بعامه العاشر.. مسيرة 10 سنوات من أجمل التشكيلات كان القاسم المشترك بينها الفخامة والرقي، والتصاميم المبتكرة التي تجمع بين نعومة وأنوثة المرأة. 
 
ولأن المرأة تترك إنطباعاً لا ينسى عند المصمم، كرّم Mabille هذا العام أهم النساء من فنانات ونجمات عمل معهن وارتدين من مجموعاته، باختيارهن لتقديم مجموعته الجديدة لخريف وشتاء 2015- 2016، لما يملكن من هالة مميزة في الأناقة، والقوة والأنوثة في الوقت نفسه. 
 
تألقت نجمات من الزمن الجميل أمثال Dita Von Teese، وLeslie Caron، وBerenice Bejo، Audrey Marnay، وMounia Oresemane تحت عدسات المصور الفوتوغرافي الشهير Mathew Brooks، وداخل قاعة Paris Opera في العاصمة الفرنسية، ارتدت كل واحدة منهن تصميماً يعبرّ عن شخصيتهن ويليق بعمر كل واحدة منهن من مجموعة Mabille الجديدة للأزياء الراقية التي أطلق عليها اسم Portrait of Women. 
 
تصاميم رومنسية ساحرة تبرز مكامن أنوثة جسد المرأة من خلال باقة رائعة من الفساتين تنوعت بين الطويلة والضيقة وبقصة الساعة الرملية والTuxedo والفساتين المنفوخة الكبيرة التي تذكرنا بزمن السيدات الارستقراطيات. أما أكثر الفساتين التي أثارت الإعجاب وكانت غاية في الإبتكار فكانت موضة الكاب الذي يزيّن الفستان في جزئه العلوي، والورود على الأكتاف، وعقدة الـRibbon  الكبيرة. 
 
وقد تركت التطريزات إنطباعاً فريداً بتفاصيلها الدقيقة من الخرز والكريستال، كذلك الأمر بالنسبة للأقمشة التي تنوعت من الدانتيل والساتان.
 
وفي ما يخصّ اللوحة اللونيّة، طغت على التشكيلة الألوان الكلاسيكيّة كالأبيض، الأسود وألوان الباستيل، وتلك القوية كالأزرق بالإضافة إلى الأحمر والأخضر. 
لطالما تسائلنا فيما إذا كان الفنّ للفنّ فقط أو للاستعمال أيضاً... دار Viktor and Rolf جاوبت على هذه المعضلة الفلسفيّة خلال عرض مجموعتها لخريف و شتاء 2015-2016 للخياطة الراقية في أسبوع الموضة الباريسي! 
 
قرر المصممان أن يخلقا لوحات فنية معدّة للارتداء و ليس فقط للتعليق على الحائط! فالنتيجة كانت، عارضات مشين المنصّة محددات بإطار غريب و مبتكر! 
 
العنصر الأبرز في هذا العرض كان للقصات بحدّ ذاتها، فرأينا تصاميم بقصات معقدة و متفنة، فساتين بطيات كبيرة و صغيرة، معاطف بقصات غير متوازية و ملتوية و قصات محددة بطريقة اللايزر.
 
أما الألوان فتميّزت بالتدرجات الحيادية كالأبيض، البيج.
 
ارتدت العارضات فستان الجينز الأزرق البسيط ليعمل كقاعدة للتحف الفنية اللاحقة!
 
وهنا يأتي دور نجمة العرض، تصاميم بطبعات مميزة عبارة عن رسومات فنية كلاسيكية فبدت العارضات و كأنهن لوحات زيتية متنقلة! 
 
أحببنا هذا التناقض الجميل بين الأسلوب المعاصر من جهة المتمثّل بالقصات الغريبة، الألوان الحيادية و الجينز و بين الاسلوب الكلاسيكي المتمثّل بالرسومات الفنية العريقة! 
 
شاهدي أبرز التصاميم من هذه المجموعة و شاركينا رأيكِ.
في كل موسم ننتظر بشوق ما سيقدمه Elie Saab من تصاميم أنثوية ساحرة، وفي كل موسم ينجح بابهارنا بروعة مجموعاته وبالأقمشة وبالتصاميم، غير أن هذا الموسم كان مُختلفاً من نواحٍ عدّة فقد شهد عدة مناسبات قرر Saab الاحتفال بها من خلال مجموعة الـHaute Couture لموسم خريف وشتاء 2015-2016.  
 
المناسبة الأولى والأهم هي مرور 25 عاماً على ارتباطه بزوجته كلودين، وليس هنالك هدية أجمل يقدمها لها من مجموعة من إبداعه، يعود فيه بالذاكرة إلى السنوات الجميلة التي شهدتها علاقة الحب التي تربطه بها، كما احتفل ببدايته وبمسيرته الإبداعية التي تعود لنفس التاريخ تقريباً، فأعاد تقديم عناصر من الدار بطرق جديدة ومُبتكرة. 
 
وتمحورت المجموعة بشكل أساسي حول الأميرات على مختلف انتماءاتهن وصفاتهن فرأينا الأميرة المُحاربة، كما الأميرة الحالمة، أميرة القرون الوسطى، والأميرة الشرقية من حكايات ألف ليلة وليلة. وطبعاً الأميرة العصرية النابضة بالحياة. 
 
فجاءت الفساتين كبيرة ومنفوخة فيها الكثير من التطريز والأقمشة الذهبية التي استوحيت من العصر البيزنطي، مع أكمام منفوخة وأردية تدلت خلف العارضات أثناء سيرهن على المنصة وقد تنوعت أقمشتها بين الحرير، الشيفون، الدانتيل، التول، الكريب مع القليل من الفرو. 
 
أما الألوان فقد تدرجت بين الذهبي بشكل أساسي، الأحمر الداكن، الأبيض، الزهري الفاتح، الأزرق والأخضر. وللإكسسوار استعان بزينة الرأس لتتويج عارضاته أميرات كما رأينا مجموعة من حقائب الفرو مع السلاسل المعدنية، وأحذية الساندال وأحزمة الخصر الرفيعة. 
 
مجموعة مُبهرة، رائعة وتُعبّر بشكل كبير عن هوية دار Elie Saab التي تحتفي دائماً بالمرأة وبأنوثتها الطاغية. 
لأول مرّة في تاريخ الدار، قدمت Fendi مع مديرها الإبداعي Karl Lagerfeld الذي مر على استلامه التصميم في الدار 50 عاماً، أولى مجموعاتها للـHaute Couture ضمن أسبوع الموضة في باريس، احتفالاً بهذه الأعوام الخمسين وبالإبداع المستمر للدار الايطالية العراقية، وقد تمحورت المجموعة بالكامل حول الفرو غير آبهة بالمنظمات التي تُعنى بالحيوان وبمكافحة استخدام الجلود أو الفرو الطبيعي. 
 
وقد سُميت هذه المجموعة Haute Fourrure وضمت عدداً كبيراً من المعاطف المختلفة الطول، منها التي وصلت حد الركبة أو حد الكاحل، كما الأردية، والفساتين، والأوشحة التي صُنعت بشكل كامل تقريباً من الفرو على مختلف أنواعه من السمّور، المِنك، والشانشيلا. 
 
ودخل قماش ثانٍ إلى التصاميم وهو الجلد ورأيناه بشكل خاص على الأحذية أو على السراويل الضيقة. 
 
ألوان المجموعة شتوية تنوعت بين الأسود، الأبيض، البيج، الذهبي والفضي، مع لمسات من الأحمر والزهري اللذين أُدخلا بطريقة ذكية لإعطاء المجموعة لمسات من الحيوية من خلال زهور من الفرو أيضاً عُلّقت على الأكتاف. 
 
مجموعة قوية، جريئة، وصريحة عبّر من خلالها Karl Lagerfeld عن إبداع دار Fendi وتفردا، وعن قدرته على الاستمرار بالعطاء بالرغم من مرور كل هذه الأعوام الطويلة على عمله فيها. 
رغم تغيير إسم الماركة بحذف الإسم الأول للمصمم Martin، حافظت دارMargiela  Maison، على الغرابة وعناصر الإبهار التي عودتنا عليها في المجموعة الجديدة التي أطلقتها ضمن أسبوع باريس للخياطة الراقية لموسم خريف شتاء 2015-2016. كيف لا تكون كذلك، وهي عرفت من تختار لقيادة سفينتها ويندمج كثيراً مع توجهها وأسلوبها. 
 
ففي العرض الأول له في أسبوع الموضة الباريسي بعد استلام منصب المدير الإبداعي للدار في أواخر العام 2014، حافظ المصمم المبدع جون غاليانو الذي أقيل من منصبه كمدير إبداعي لدار ديور على خلفية تفوهه بعبارات مسيئة للسامية، على تراث وروحية تصاميم Margiela الفريدة، وكما توقعنا ألا يقل هذا العرض عن الجنون المعتاد، جاءت النتيجة على قدر التوقعات. 
 
طبعاً لا تتوقعي مجموعة أنيقة وكلاسيكية، بل مجموعة تحاكي ذوق إمرأة غير عادية وتقليدية وجريئة. 
 
نجح غاليانو في إثبات نفسه كمبتكر وفنان، وأدخل الى المجموعة بصمته المميزة وأسلوبه وحسه الإستعراضي، وغرابة أفكاره وجنونها. 
 
وكالعادة، جمع في تصاميمه بين العديد من المتناقضات من الحضارة اليابانية والصينية، فرأينا الزخرفات المطبعة والقصات المفككة الخارجة عن المألوف وستايل الـMinimalism، التي تجمع بين الحرفية العالية والتفاصيل الفنية المتقنة، في حين برزت الرسومات الملونة غير العادية التي ظهرت على وجوه العارضات. 
 
والى جانب المعاطف غير المتناسقة والمتفاوتة الطول، والقصات الرجالية الواضحة شهدنا حضوراً خجولاً لقطع أكثر بساطة مثل الفساتين السوداء، وقد لفتنا في التشكيلة إستعمال المصمم لأنواع مختلفة من القماش مثل النيوبرين، الخيش، والصوف، ومجموعة من الألوان الصارخة. 
 
أما الدهشة الكبرى، فكانت في فستان الزفاف الختامي الذي لن تتوقعي أن يكون بهذه القصة والشكل والغرابة..
الغرابة والتنوّع في القصّات سمتان لا يمكن إلا أن يرافقا أزياء  Jean Paul Gaultierفي كل موسم. فهذه الدار استطاعت أن تلفت نظر كل من حضر عروض الهوت كوتور لخريف وشتاء 2015-2016 من خلال تعدّد القصات الفريدة من نوعها وغير المستهلكة لإطلالة مميّزة، تجعل كل امرأة سيدة في عالمها وموضتها.
 
كل قطعة في عرض Jean Paul Gaultier كانت مختلفة عن الأخرى، فلم يرتكز فقط على اللون الأسود بل وضع نصب أعينه دمج الأسود مع الأصفر والبرتقالي والنيلي والبرونزي، فكانت بارزة أقمشة المارينز التي زيّنت أجسام العارضات من كافة الجوانب. ومع تألق موضة الكاب المخملي والفرو والمعاطف الواسعة والمتوسطة من حيث الطول، لم تغب السترات السوداء الجلدية والمميزة بأقمشة الجوخ والمخمل، خصوصاً مع الجوارب العالية والملوّنة على طريقة المارينز.
 
وكانت موضة تنانير الـCrepe الأبرز في هذا العرض. أما موضة الفساتين فلم يترك Gaultier أي تفصيل إلا ووضعها وجمّل فيها القطع، واللافت في ظل هذا التنوّع هو إبراز قصّات الفساتين، والتركيز على القبّة المميّزة ومشالح الفرو مع موضة التطريز، الكروشيه والشراريب التي أضفت طابعاً برّاقاً على العديد من القطع.
 
ولم يتردّد Gaultier بإضافة التفاصيل على كل قطعة، بدءًا من الإستعانة بالريش والزخرفات المتطايرة على أكتاف العارضات، وصولاً الى طبقات الأقمشة الكثيفة والمتداخلة بعضها ببعض. وما يميّز فعلاً عروض أزياء Gaultier أنّه لا يمكن أن يتخلى عن صيحة السروال والقماش الميتاليكي والأكسسوارات المميّزة التي توضع على الرأس والتي كما يبدو ستكون رائجة ومستمرّة في الشتاء المقبل.
لطالما عشقنا تصاميم المُبدع الفرنسي Stephane Rolland وخاصة أسلوبه الذي يجمع فيه بين الفن وبين الموضة، واهتمامه بأدق التفاصيل والأهم من كل ذلك تجدده الدائم وتميزه عن باقي دور الأزياء، غير أن مجموعته لموسم خريف وشتاء 2015-2016 للـ Haute Couture والتي قام بعرضها في الأتيليه الخاص به في باريس في George V خييبت آمالنا وأدخلته في فخ التكرار والمُبالغة. 
 
وقد أحسسنا خلال متابعتنا لهذه المجموعة بأن Rolland قد استنفذ أفكاره وعاد ليستوحي من مجموعات قديمة له، -وهذا الأمر مقبول لدى دور الأزياء التي يعود تاريخها لعشرات السنين وليس لدار أزياء حديث- واستعان بمبدأ استعراض العضلات والمبالغة ليعوض عن الابداع، فكان هنالك الكثير من التصاميم التي تصلح للاستعراضات المسرحية أكثر منها للحياة الواقعية، كما تضارب في الألوان، وعدم تجانس بالمجموعة فتشعر وكأن كل تصميم له فكرة خاصة به. 
 
هذا لايعني أن المجموعة افتقرت بشكل كامل للابداع، بل رأينا لمسات Rolland المُبتكرة وخاصة من خلال العمل على الجلد الذهبي والذي بدا كدروع من الذهب الصلب صُهر على أجسام العارضات، وذكرنا بالملكات المحاربات القديمات. 
 
كلنا شوق ليعود Stephane Rolland لسابق عهده ويبهرنا بتصاميم مُبتكرة، مُختلفة ومتجددة. 
 
الى حفل أرستقراطي بريطاني، يدعوكِ المصمم اللبناني جورج حبيقة الى جلسة للإستماع بالشاي في قصر فاخر وإحياء التقليد البريطاني القديم الشهير في طقوس الطبقات الإجتماعية الراقية. 
 
هي جلسة فنية بامتياز، جسدتهّا بتفاصيلها الراقية والمترفة مجموعة حبيقة الجديدة للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2015-2016 ضمن فعاليات أسبوع باريس للخياطة الراقية. 
 
افتتح العرض، الذي جرى في قصر طوكيو بمجموعة من أثواب الكوكتيل القصيرة مع التنورة المنفوخة وبشكل الجرس، تلتها مجموعة من الأثواب الطويلة المطرزة والمزينة بطرق فنية راقية وبقصات مثيرة. 
 
الروح الربيعية المنعشة لم تغب في خريف وشتاء 2015-2016، إذ برزت من خلال طبعات الورود والتطريز المدهش لبتلات أزهار الياسمين والزنبق والتوت المتدفقة فوق بعضها والتي تناثرت بحرفية عالية أضفت لمسات من النعومة والإنتعاش على الإطلالات، وتفتحت على الأقمشة والخامات الفاخرة التي تنوعت بين الحرير والأورغانزا والدانتيل. وتوسطت خصور التصاميم، أحزمة رفيعة ومزينة بعقدة، أضفت على الأزياء المزيد من الأناقة والترف.
 
وقد لفتتنا في المجموعة، موضة الكاب الناعم في بعض التصاميم والفساتين بقصة الساعة الرملية وقصات الأكمام القصيرة والطويلة، والفتحات الأمامية والجانبية. 
 
طغت ألوان الباستيل المفضلة عند حبيقة على مختلف تصاميم مجموعته. وقد تكرّر استعمال الوردي، الأبيض، والأزرق الفاتح بتدرجاته.
 
واختتم العرض بأجواء رومنسية عكستها إطلالة العروس المميزة بفستانها المبهر المزيّن بالأزهار إضافة الى العديد من الأثواب الطويلة التي تصلح أن تتحول إلى أثواب فرح. 
 
مجموعة حتماً تليق بالسجادة الحمراء، وسنشاهد تهافت النجمات العالميات بالتأكيد على ارتدائها. 
طال الإنتظار وكانت النتيجة رقي باهر وموضة استثنائية وإبداع قلّ مثيله في عالم الـ "هوت كوتور". فداخل صالة الروليت، تمايلت عارضات دار الأزياء الفرنسية "شانيل"  Chanelبكثير من الشغف لعرض موضة الأزياء الراقية لشتاء 2016.
 
كعادته، قدّم المدير الإبداعي لدار "شانيل" كارل لاغرفيلد أزياءًا تعكس مطالب كل امرأة تطمح لاتباع الموضة الراقية. فاعتمد الكلاسيكية في القصّات والألوان كالأبيض والأسود مع استعمال بعضاً من الأحمر الفيروزي، الذهبي والفضي والزيتي.
 
أبدعت دار شانيل باختيار موضة التايورات التي تتألف من التنانير الضيقة التي تصل الى حدود الركبة، مع الجاكيتات القصيرة التي رافقت الى جانب التنانير، موضة الفساتين المتنوعة، منها الطويل، والقصير، واللامع، والذي يحتوي على نقوشات كلاسيكية. تنوّعت التايورات من ناحية الأقمشة سواء من الصوف أو الجلد أو التويد، وبدا لافتاً ظهور عارضات الأزياء الحوامل بموضة التايورات ذات الأكتاف العريضة والشبيهة بالأكتاف العسكرية التي يحتوي بعضها على موضة الأزرار المنتظمة، والقبّات العالية والمتنوّعة وفقاً لقصة كل فستان.
 
فضلاً عن ذلك، برزن العديد من الفساتين الراقية المطرّزة والمزينة بالزهور والتول الذي يشبه الكشكش ذات القصّات غير المستقيمة، مع موضة الفساتين اللماعة والجلدية التي أتى بعضها مزيناً بالريش والبعض الآخر منتفخ من حدود الخصر والمطرّز بطرق راقية. 
 
وفي ختام العرض تمايلت العارضة كينديل جينير ببدلة كلاسيكية للزفاف مؤلفة من السروال الأبيض الواسع والجاكيت الطويلة المصحوبة بزهرة على القبة العريضة، مع طرحة خاصة للزفاف مثبّتة بطريقة غريبة على الأكتاف. ولا يمكن إلا أن نسلّط الضوء على تصاميم الأحذية التي اعتمدتها دار شانيل، وأتت باللونين الأسود والفضي بقصة مفتوحة من الخلف بطريقة عصرية.