منى قطان في "هي هَب" ورحلة تأسيس دار جمالية عملاقة وفتح الأبواب أمام سيدات الأعمال العربيات
تخيلي معي أنك اخترت أجمل الأزياء ووضعت ماكياجا أنيقا زاد إطلالتك جمالا وأضفت إلى ذلك تسريحة شعر لافتة تتناسب مع شكلك وبهاء حلتك. قد يبدو هذا مثاليا وأنت تستعدين لتلتقط عدسات الكاميرا صورتك وأن تظهري بكامل أناقتك على غلاف مجلة أو على شاشة التلفزيون أو حتى على صفحتك على الانستغرام. لكن الأمر يختلف كثيرا عندما يتعلق الأمر بمن هم حولك، لأن إطلالتك لاتزال غير مكتملة كما قد يبدو لك. والأكيد أن ما ينقصها هو جرعة من ذلك السحر الذي يخطف الألباب ويأسر من حولك. وإن أخطأت العين في تمييزك فمن غير الممكن أن تنساك الذاكرة. وهو ما اكتشفنا ماهيته مع ضيفتنا المميزة منى قطان، الرائدة في صناعة مستحضرات التجميل وشريك مؤسس لعلامة "هدى بيوتي" Huda beauty الشهيرة خلال لقاء مميز ضمن فعاليات"هي هب" Hia Hub للفن والموضة والثقافة في نسخته الثانية المقامة بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر أضخم فعالية في عالم الموضة والجمال في المنطقة العربية.
خلال هذا اللقاء، الذي أدارته حصة العجاجي، خبيرة تجميل محترفة ومؤسسة دار هان Han لمستحضرات التجميل تتحدث منى قطان عن انبهارها بالمكانة الكبيرة والمميزة التي تتحتلها العطورفي ثقافة منطقة الشرق الأوسط وتحديدا بالخليج العربي وهو الأمر الذي اكتشفته خلال انتقالها للعيش بالمنطقة. كما تحكي كيف أشعل عبقها المشاعر والأحاسيس وأيقظ حنينا عندها بالانتماء لهذه المنطقة ومن هنا، استوحت فكرة تأسيس علامة للعطور الفاخرة اختارت لها اسم Kayali . اسم يعكس مقاربتها الإبداعية في خلق مزيج ساحر من أفخم التوليفات العطرية وأجودها. والتي تمزج بشكل متناغم بين تراث المنطقة العطري الغني بعبق التاريخ وبين اللمسة العصرية التي تجمع بين القوة والتنوع والنتيجة رشات عطر تحيي بعبقها الحنين إلى ذكريات الماضي الجميل وتنسج خيوطا لمعالم مستقبل مليء بالحب والذكريات الجديدة المفعمة بالشغف.
أطلقت منى علامتها التجارية "Kayali" في مجال العطور في سنة 2018، كعلامة تجارية فرعية منفصلة منضوية تحت شركات "هدى بيوتي". ضمن مجموعة من أربعة عطور. مستوحاة من مئة نفحة عطرية مختلفة وفريدة من نوعها، ومستخلصة من أفخم العناصر الأولية والمواد الخام. وذلك بعد خمس سنوات من تأسيس شركة هدى بيوتي بمعية شقيقتيها هدى وعلياء في عام 2013.
تصف منى قطان العطر بأنه عبارة عن "سحر داخل قارورة". تكمن قوته في قدرته على خلق المزاج الخاص بنا وتغييره. بل في قدرته ليس فقط على إحياء الذكريات، بل في صناعتها كذلك. وبالتالي صناعة حكياتنا الخاصة. ومن هذا المنطلق فعطور "خيالي" تفتح الباب أمام عاشقات التميز من صاحبات الذوق الرفيع لتوليف عبقهن الخاص ونسخ خيوط قصتهن الفريدة.
وعن تجربتها كسيدة أعمال في المجال، تحدثت منى قطان عن بعض الصعوبات التي من الممكن أن تواجهها المرأة في مجال ريادة الأعمال بصفة عامة. لكنها في المقابل، شاركت جملة من النصائح التي وجهتها للنساء والفتيات من أجل إلهامهن لتحقيق أهدافهن وعدم الوقوف عن بعض العثرات التي من الممكن أن تمنعهن من التقدم ومن شق طريقهن نحو التميز. من أهمها العمل على تطوير الذات بالدرجة الأولى، وعدم التوقف عن تكرار المحاولات. والأهم من ذلك تقبل الفشل في حال وقوعه وعدم الوقوف عنده. بل إن الاستفادة من الأخطاء التي تؤدي بنا إلى الفشل هي الطريقة المثلى لتحقيق النجاح وأحسن وسيلة للتعلم. كما أكدت منى على عدم وضع المرأة لقيود وهمية. وأعطت مثالا عن تجربتها الشخصية عندما كانت تؤجل أو تلغي القيام بالعديد من الأمور بحجة أنها كانت تقنع نفسها بأنها تحتاج لرجل إلى جانبها لمساعدتها على ذلك. لكن سرعان ما غيرت هذه الفكرة واستطاعت أن تحقق ما كانت تظنه مستحيلا. كما دعت النساء إلى دعم بعضهن البعض على جميع المستويات بما في ذلك الإقبال على المنتجات التي يقدمنها وتقديم الدعم المادي اللازم للمساعدة على إنجاز المشاريع وتطويرها...وقد يكون الحرص على التأطير ونقل التجربة الخاصة من أفضل المساعدات التي يمكن أن تقدمها رائدة الأعمال إلى زميلاتها.
وفي ختام هذا اللقاء الشيق. وعلى الرغم من كونها ولدت وعاشت بأمريكا، إلا أن منى قطان أكدت ضرورة الاعتزاز بالثقافة العربية والشرق أوسطية خاصة والتي تمثل أصولها. وحرصها الكبير على التعريف بهذه الثقافة. وتعتبر "خيالي" واحدة من مظاهر هذا التعريف كما أشارت إلى عزمها إطلاق مشروع كبير في القادم من الأيام يصب في نفس المنحى والغرض لكنها فضلت عدم الكشف عن تفاصيله للاحتفاظ بعنصر المفاجأة.