الرحالة السعودية حصه خالد العجاجي لـ"هي": المملكة كلها باهرة وفيها الكثير مما لا يخطر على البال

الرياض: مشاعل الدخيل
تصوير: علي المتروك

من زيارة السفينة اليونانية الغارقة في محافظة حقل بتبوك، وسماع قصص أهالي الجوف وحائل وقصائد شاعر البحر إبراهيم مفتاح في جزيرة فرسان، ترى الرحالة السعودية حصه خالد العجاجي الجمال في استكشاف المناطق المختلفة في المملكة، وتوثيق أروع اللحظات بين طبيعتها وناسها وثقافاتها الغنية والمتنوعة بين منطقة وأخرى. تهتم حصه بالسياحة الداخلية، وإبراز جمال، وتاريخ، وإرث، وثقافة، وجغرافيا المملكة بفن فوتوغرافي بارع، ونشر تجاربها الشائقة والفريدة من نوعها عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. كان لنا هذا الحوار الخاص معها، تعرفنا فيه إلى تفاصيل جولاتها الممتعة، وسر شغفها المتجدد بالسياحة الداخلية واستكشاف معالم الطبيعة بها.

بداية حدثينا عن نفسك في سطور، من تكون حصه؟
أعتقد أنني شخصية مرحة تحب الحياة والمعرفة والاكتشاف، وفي المقابل جدية وعملية. أعشق السفر والتصوير والتعرف إلى تراث وثقافات الشعوب. أهتم بشكل كبير بالفنون القتالية، وحصلت على الحزام الأسود في التايكوندو "دان ٢"، وكذلك أمارس رياضة الجري بشكل روتيني. حاصلة على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة الملك سعود في الرياض، وعلى شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة كليرمونت - كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
ما أبرز التحديات التي واجهتك في هذا المجال؟
من أبرز التحديات التي بدأت تتلاشى، ولله الحمد، "عدم وجود كامل الخدمات" في بعض المناطق كما هي في المدن الرئيسة في المملكة، وأيضا "عدم وجود مظلة وحاضنة" تنظم فعاليات السفر والسياحة مثل مواسم المملكة الآن.
كيف ينظر المجتمع إلى الرحالة حصه العجاجي؟
النظرة التي أشعر بها وألمسها من الناس إيجابية جدا، وذلك من خلال حرصهم على متابعة المحتوى الذي أقدمه لكونه يعرض جمال المملكة وطبيعتها من واقع تجربة يومية، يتعرف من خلالها المتابع إلى معلومات تضم طبيعة أرضنا الطيبة وتاريخها وثقافتها. ألقى الترحيب والدعم منهم في وسائل التواصل الاجتماعي، أو عندما ألتقيهم في المطارات والأماكن العامة أو خلال زياراتي لمناطقهم ومدنهم، وأراقب الدهشة التي أتلقاها في ردود أفعال المتابعين بوجود هذا التنوع والمناظر الساحرة في مملكتنا.
هل تلقيت الدعم الكافي من المقربين والجهات الرسمية؟
من المقربين نعم وبشكل كبير، ولله الحمد، وما أقدمه هو نتاج دعم عائلتي وأصدقائي لي، ولهم كل الشكر والتقدير فإنهم فعلا من يدفعني للأمام ويصفقون لي. بالنسبة للجهات الرسمية، كذلك لها كل الشكر والتقدير. وجهت لي مؤخرا دعوة لحضور موسم الطائف والسودة والرياض، وشاركت في بضع فعاليات، والكل يرحب ويدعم ولهم كل الشكر على جهودهم.

بعد اختيارك سفيرة لموسم الرياض، ما المناطق التي تتطلعين إلى التعرف إليها واستكشافها ضمن هذه الفعاليات الشائقة؟
أنا سعيدة جدا لاختياري سفيرة لموسم الرياض، الموسم الأكبر على مستوى المملكة، وسعيدة أكثر بأن هذه الفعاليات الترفيهية تقع في مناطق مختلفة، منها مشاريع جديدة أو مناطق تاريخية ومعروفة مسبقا، وهذه المناطق تعتبر من أحب المناطق إلي لما فيها من تاريخ وحضارة مثل منطقة قصر الحكم والمربع. خلال الفترة الماضية اعتدت التجول في هذه المناطق بمفردي، واليوم مع موسم الرياض والفعاليات المتعددة أصبحت هذه المواقع عامل جذب للزوار، وسعيدة بأنني أشارك الناس التجول فيها، وتعريفهم على ما تضم من ثقافة وإرث وطني، إضافة إلى الفعاليات الجديدة.
ما المدينة أو المنطقة التي ألهمتك حب السفر والاستكشاف؟
قصة إلهامي مع السفر بدأت من أسفاري مع العائلة في مرحلة مبكرة من حياتي، ثم إن تجربة الابتعاث ألهمتني كثيرا. وفور عودتي إلى المملكة تساءلت: لماذا دائما نحرص على اكتشاف الدول الأخرى وحتى الآن لم نكتشف وطننا؟ ومن هنا بدأ الفضول في اكتشاف مملكتنا، والتعرف إلى وطننا، وبدأت جولاتي لاكتشاف شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط المملكة.
شغفك للسفر يدفعك إلى التجول في ربوع المملكة، كيف تسهمين في تسليط الضوء على الأماكن التي أبهرتك في أرض الوطن؟
أعتقد أن المساهمة الأولى في اكتشافها هو الذهاب إليها، والتعرف إلى قصصها وتكوينها وإعطائها حقها. ثم يأتي بعد ذلك نشرها والتعريف بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بفيلم قصير وقصة قصيرة وكتابة مشوقة.

من الشخصية الأيقونة التي تلهمك في عالم السفر والترحال؟
الإلهام شيء مستمر في حياة كل شخص، ومن الشخصيات التي تعجبني في مجال السفر إبراهيم سرحان، ومحمد الفالح، ويوسف السديس، وشيخة العثمان، وفاطمة مطر. لكل منهم تجربة فريدة نستفيد منها.

ما التفاصيل التي تشدك أو تلفت انتباهك في المناطق التي تزورينها؟
التفاصيل مختلفة ومتعددة، هناك مدينة تبهرني بالكرم، وثانية بالثقافة، وثالثة بالأصالة والتاريخ، وأخرى بالتنوع الجغرافي. المملكة كلها باهرة، وفيها الكثير مما لا يخطر على البال أو لم يعرض ويسوق للعالم.
ما التجهيزات الأساسية التي لا بد منها قبل كل رحلة؟
القراءة والبحث عن كل ما تتميز به كل مدينة ومنطقة، ومتى الموسم المناسب لزيارتها، ومن ثم التواصل مع الأهالي والسكان لمعرفة تفاصيل أدق عنها، والحرص على ترتيب برنامج الرحلة وجدول الزيارات.
هل لديك طقوس تحرصين عليها أثناء السفر؟
لا توجد طقوس محددة، لكن أحرص كثيرا على الاستمتاع بكل تفاصيل الرحلة قبل بدايتها وحتى نهايتها.
هل من رحلة تفخرين بها، ولا تتوقفين عن وصفها؟

للأمانة أفخر بكل الرحلات التي نظمتها، ولا أستطيع التوقف عن التكلم عنها جميعا، لأن في كل رحلة أرى جمالا لم أتخيل رؤيته أو وجوده في وطني، لذلك من الصعب جدا تفضيل أي زيارة عن الأخرى. تتعدد الذكريات الجميلة في الوجهات السياحية بالمملكة، ومنها سماع رواية عيون موسى في مقنا، وزيارة السفينة اليونانية الغارقة في محافظة حقل بتبوك، وسماع قصص أهالي الجوف وحائل، وقصائد شاعر البحر إبراهيم مفتاح في جزيرة فرسان.
مَن من الشخصيات التي قابلتِها في رحلاتك أثرت في منظورك ومفهومك للحياة والاستكشاف؟
بحكم أنني اجتماعية جدا، وأحرص دائما على بناء علاقات جديدة، كنت في كل مرة أزور فيها إحدى المناطق أختلط بأهلها، وأتأثر كثيرا بحبهم وتمسكهم بعاداتهم وثقافاتهم وحرفهم اليدوية، وجعلني ذلك أُقدّر بلادي وأتباهى بكل تفاصيلها، وأحرص كثيرا على نقل هذه التفاصيل بصورة تعكس قيمتها وجمالها.
تتكلمين كثيرا عن الأكل والمطاعم في جولاتك الاستكشافية في تدويناتك والوثائق المصورة التي تصنعينها، ما أبرز تجربة طعام أبهرتك؟ ولماذا؟
الأكل جزء من ثقافة كل بلد، وهنا في السعودية تختلف هذه الثقافة في كل منطقة ومدينة. ومن أبرز وألذ التجارب كانت في منطقة جازان بسبب التنوع الكبير في الأكلات، إضافة إلى مسمياتها المختلفة التي لم أسمع بها من قبل، مثل المرسة والحيسيه والمغش والسليقة.

هل واجهتِ تحديات سببت لك رهبة؟ وكيف تغلبت عليها؟
أنا دائما مستعدة لأي تحديات يمكن تواجهني، ولكن، ولله الحمد، لم يصادفني أي شيء سبب لي الرهبة حتى الآن، بل بالعكس، في كل منطقة أو مدينة أزورها أجد الكرم والترحيب وعرض المساعدة اللا محدودة.
وهل غيرت هذه التجربة شيئا في داخلك؟
على العكس عززت مفهوما وتصورا مسبق لدي بأن المملكة أرض خصبة لأي استثمار. وحاليا نحن منفتحون على الاستثمار السياحي وتجربة المواسم خير دليل، حيث وفرت فرص عمل لأبناء الوطن في المناطق المعنية، وقدمت المتعة والترفيه للزوار،
وأيضا تُسوّق وجهاتنا المحلية إقليميا ودوليا.

ما مسؤوليتك بصفتك رحالة سعودية؟ وما دورك تجاه المجتمع؟
دوري نقل تجاربي لتشجيع أبناء الوطن على التعرف إلى بلدنا والاستثمار فيه.
هل تعتمدين ملابس أو أزياء معينة في رحلاتك؟ وكيف تختارين عباءتك في السفر؟
للأمانة أحرص دائما على اختيار عباءات ذات ألوان تتناسب مع طبيعة المنطقة وأجوائها، وأن تكون بالتأكيد مناسبة لطبيعة برنامج الرحلة.
ما الدروس التي تعلمتِها من رحلاتك ومغامراتك؟

تعلمت من الرحلات السابقة والحالية الاعتماد على الذات أولا، إضافة إلى حب الاكتشاف وأهمية المعلومة. وأيضا تقبل التنوع ومعرفة العادات والتقاليد والاهتمام بالتاريخ ومعرفة الحضارة والثقافة للمكان، كما تعلمت أهمية توثيق وتسجيل اللحظات. وكل هذه الأشياء عدت أرويها قصصا وحكايات على وسائل التواصل الاجتماعي.
أي منطقة تخططين لزيارتها في المستقبل؟

مواصلة زياراتي لمنطقة الحدود الشمالية في فصل الشتاء لعيش تجربة موسم سقوط الثلوج، وتوثيق تلك التجربة بطريقة مختلفة، إضافة إلى زيارة الربع الخالي وعيش تجربة التخييم فيه.
هل وضعتِ لنفسك خططا أو أهدافا معينة تعملين على تحقيقها؟
بالتأكيد، يسعى كل شخص لوضع خطط وأهداف، سواء على الجانب الشخصي أو المهني، وبالنسبة إلي، لدي خطة في جانب السفر والسياحة أهدف من خلالها إلى تسويق الوجهات السياحية في المملكة، وإبراز جمالها، لأنها تستحق أن تكون مقصدا للسياح والزوار.
هل حققت جميع أحلامك؟
لا يمكن لشخص أن يحقق جميع أحلامه، وأسعى لتحقيق أحلام المرحلة هذه، ومع تحقيق حلم يخرج حلم وهدف جديد.

بم تنصحين كل امرأة تبحث عن ذاتها وتحقيق أحلامها؟

أعتقد المرأة السعودية في السنوات الثلاث الماضية تلقت الدعم والتمكين في مختلف المجالات، ومتأكدة من أن قادمنا سيكون أجمل. علينا الإيمان بأحلامنا والسعي لتحقيقها، وكل شيء يمكن تحقيقه، بإذن الله.