وادي الحبلة مشهد لا ينسى
الرياض – شروق هشام
عندما يزور السياح منطقة عسير الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحديداً عندما يقصدون مدينة أبها السعودية، فهم بالتأكيد لن ينسوا الذهاب في رحلة قصيرة إلى وادي الحبلة، الذي يبعد ساعة من القيادة عن وسط مدينة أبها عبر الطريق المتعرجة التي تشق الجبال صعوداً ليصلوا في نهايتها إلى منطقة فسيحة تضم بعض الشاليهات السياحية،. وعندما يقتربون من حافة المنطقة لن يتمالكوا أنفسهم وستتملكهم الدهشة رغما عنهم من رقي المشهد، فمن دون أي مقدمات سيكونون أمام منظر بانورامي يكشف الوديان الرائعة وعدداً لا يحصى من الصخور الغريبة التي تشكلت بسبب عوامل التعرية على مدى ملايين السنين في منطقة وادي الحبلة.
مناظر منطقة الحبلة لا تقل روعة عن أي من مناطق التراث الطبيعي في اليونيسكو، ورغم أن المشهد لا ينقصه الروعة ولا السحر إلا أن السحاب الأبيض الذي يغطي سماء المنطقة طوال العام، والذي يسير ببطء فوق الوادي ويتألق فوق البيوت الريفية المعلقة في منتصف منحدر الوادي يزيد المنظر بهاءً وروعة، لينقل الزائرين معه إلى منطقة وسيطة بين الواقع والخيال.
عندما يتجول الزائرون ببطء عبر الطرق المعبدة على طول حواف الهضبة مع نقاء الهواء والهدوء المريح للمنطقة، سيشعرون بشحن الجسم بطاقة الجبل الساحرة في مكان يبدو انه البقعة المثالية للاسترخاء والتخلص من ضغوط الحياة المعاصرة وسرعتها الجارفة، ولن ينسوا القردة التي تجول حولهم بحرية تامة والتي تضفي على المشهد بعض الحركة والمرح.
في الماضي لم يكن الوصول إلى القرية ممكنا إلا من خلال سلالم مصنوعة من الحبال ثم من الخشب، ومن ضمن الجهود التي بُذلت لتشجيع السياحة في 1990 م، تم بناء نظام التلفريك ليسهل وصول السياح إلى القرية مع منحهم الفرصة لمشاهدة مناظر بانورامية على الجبل.
الحبلة هي قرية جبلية سكنها قديماً مجتمع قبلي يطلق عليهم البعض رجال الزهور بسبب اعتيادهم على ارتداء أكاليل الزهور والأعشاب المجففة في شعورهم، واليوم يعود السكان الأصليون إلى القرية خلال موسم الصيف ويشاركون في العروض الفلكلورية التي تقام في مهرجاناتها السياحية، حيث تمتلئ أثناء الصيف منطقة المنتجعات بالسياح ليس فقط من داخل المملكة وإنما من خارج المملكة أيضاً وخاصة من دول الخليج.