نبع القويطر... لوحة جمالية تتدفق وسط الصحراء
الرياض – شروق هشام
نبع القويطر هو الخيار الأول الذي يجذب محبي الظواهر الطبيعية في المملكة العربية السعودية. ويعد نبع القويطر، الذي يقع شمال بريدة، أحد أهم منابع المياه القديمة في المملكة، والتي لا تزال تجري ولم تتغير منذ زمن طويل. فيجد الزائر للنبع متعته الحقيقية في مشاهدة لوحة جمالية مرسومة في منطقة صحراوية يتدفق منها نبع ماء يخترق تكتلات من الصخور المتنوعة التشكيل.
هذا النبع المتدفق طوال الوقت من دون كلل أو ملل، والذي لا يكف أبدا عن الجريان والهطول، لا يتأثر بكثرة الأمطار أوقلتها، بل أن جريان ماء النبع يقطر من عرض الجبل طوال العام، فيجتمع ماؤه في حوض بسبب تجمع قطرات الماء المتدفقة حيث حفر لها في الصخر غير الأصم حفرة تشبه بركة صغيرة، يبلغ اتساعها عرضاً متراً ونصفاً وطولاً المترين، وقد صف على جوانبها حصى مختلفة الأحجام والأشكال، هذا الحوض يمكن وصفه بالحوض الكريم الذي لا يبخل على زوَّاره ولا يتوقف عن العطاء، فيرده الناس والماشية كما يشرب منه الطير والسباع.
يعتبر نبع القويطير موردا لكثير من الرحلات التي كانت تنطلق من منطقة القصيم في القديم، خصوصا رحلات العقيلات المشهورة، المتجهة إلى العراق والشام ومصر، فكان القويطير نقطة تجمع وبداية انطلاق.
وأضحى الآن نبع القويطير الخيار الأمثل الذي يقصده الزوار من داخل بريدة وخارجها ليقضوا أوقاتا ممتعة خاصة في فصل الشتاء والربيع لأن ماءه عذب ومنطقته جميلة حيث تكسوها النخيل التي أثمرت من مياه النبع، وجعلت منه منتزها مثاليا ممتعا للزائرين، خاصة بعد أن حرصت أمانة القصيم والهيئة العامة للسياحة والآثار على إعادة تأهيل القويطير وتجهيزه وفق العناصر الطبيعية الموجودة في الموقع، لإدراجه من ضمن المواقع السياحية في منطقة القصيم.