عازفات عود سعوديات .. أنامل نسائية رائعة لها جمهور كبير
يُعد العود واحدًا من أقدم الآلات الموسيقية الوترية، ويُعتبر من أهم الآلات الموسيقية، ويتطلب العزفَ على العود مهارةً متميزة وحساً مرهفاً، لكي تخرج المقطوعات الموسيقية بنغم وإبداع بعيداً عن التكلّف والصنعة، وفي إطار ذلك فإن العديد من الموسيقيات السعوديات قد حققن شهرة متميزة في مجال العزف على العود.
غلا الدوسري
بدأت علاقة الفنانة الموسيقية ومعلمة العود السعودية "غلا الدوسري" بالعود منذ نحو 7 أعوام، وكان الأمر بالنسبة لها في سياق الهواية من خلال عزف بعض الكلاسيكيات، حيث عشقت الاستماع إلى أغاني روّاد الفن الأصيل كأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب وغيرهم، ما دفعها إلى التدرب على المقامات العربية ومن ثمّ العزف على العود واحترافه، ثم فتحت أبواب بيتها على مصراعيه لتقديم دروس العزف على العود للنساء الراغبات في تعلم فنون آلة العود، بعد ردود الفعل والتشجيع الذي نالته من المحيطين بها، في إطار سعيها لتعزيز الثقافة الفنية في المجتمع السعودي، وحصدت الدوسري إعجاب الكثيرين أثناء مشاركتها في بعض المناسبات المحلية التي كان آخرها، مشاركتها في موسم الرياض وذلك من خلال عزف السلام الوطني ومجموعة من المقطوعات الموسيقية بآلة العود.
توحه
تعد المغنية وعازفة العود الشهيرة "فتحية حسن يحيي" والتي عُرفت باسم "توحه" وهو أسم الشهرة الذي عرفت به منذ نعومة أظفارها، من الرموز الفنية في الخليج التي أحيت التراث وأهتمت به وساهمت في انتشاره، ولها رصيد زاخر بالمميز والجميل طوال مشوارها الفني، حيث نشأت "توحه" في بيئة فنية وتعلمت أصول الموسيقى والمقامات وطرق العزف واستمرت رحلتها الفنية لأكثر من 53 عاماً، احترفت حينها العزف على آلة العود وقدمت أكثر من 450 أغنية، ومن أبرز أغانيها "أشر لي بالمنديل" و"على العقيق اجتمعنا" و"استحلفك بالله" و"بين مكة وجدة عقلي أنا رايح"، ولقد تم تكريمها في عدة محافل فنية ومنها تكريمها من قبل الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في إطار إيمانها بدور الرياديين الذين اثروا الساحة الفنية وساهموا في الحفاظ على الموروث السعودي والاحتفاء بهم.
ابتسام لطفي
كانت الفنانة السعودية ابتسام لطفي من أوائل الفنانات السعوديات اللواتي عزفن على العود بتمكن وغنين من أعرق ألوان التراث السعودي على شاشة التليفزيون السعودي، بل تعد من عمالقة الفن العربي، حيث كانت تمتلك قدرة صوتية وحسية عالية على إيصال الرؤى الموسيقية، وتميزت بسرعة البديهة وقدرتها على الحفظ والأذن الموسيقية المرهفة، وصادفت حين ظهورها عربياً عمالقة الفن العربي أمثال أم كلثوم والفنانة السورية سعاد محمد وفيروز وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وغيرهن إلا أنها فتحت جانباً مهماً لدى المهتمين في المجال الغنائي العربي والاتجاه قصرياً لمداعبة حنجرتها الذهبية عبر أنامل ملحني الوطن العربي الكبار، وكان للفنانة القديرة التي ولدت كفيفة، علاقات فنية مع عمالقة الفن ومنهم الشاعر إبراهيم ناجي، والموسيقار والملحن رياض السنباطي، والشاعر أحمد رامي، والمغني والملحن طلال مداح.
هتون ادريس
تعد الفنانة السعودية هتون ادريس فنانة متكاملة، حيث تمتلك قدرة عالية على مزج الموسيقى والعزف على العود وعلى البيانو وعندها فرقتها الموسيقية الخاصة، بينما تؤكد بأنها تعزف العود بكل ما لديها من حواس وتحاكي مشاعر السعادة والغضب والعاطفة والقوة والضعف من خلاله، وعلى الرغم من طول فترة علاقتها بالموسيقى والعزف التي تمتد لأكثر من عشر سنوات، إلا أنها قد بدأت حديثًا بالظهور في وسائل الإعلام والمشاركة في الفعاليات الموسيقية التي تشهدها المملكة، حيث كان لها حضورًا لافتًا في مهرجان "مدل بيست" للموسيقى في موسم الرياض، عندما قدمت عرضًا موسيقيًا بجانب أشهر موسيقيي عالم الـ "دي جي" في العالم، وسجلت حضورها كذلك بأداء عرض موسيقي متميز على مسرح معرض السيارات الفارهة والكلاسيكية في الرياض.
نداء تركستاني
برزت عازفة العود السعودية الشابة نداء تركستاني، مؤخرا حين عزفت على مقام البيات الموسيقي وقدمت مقطوعة موسيقية متميزة على العود رغم حداثة عهدها بالعزف الذي يعود لثلاث سنوات، ولقد تأثرت بشدة أثناء عزفها حيث ذرفت الدموع على الهواء، وذلك أثناء استضافتها بإحدى البرامج التلفزيونية على قناة "الإخبارية"، حيث أطلت في البرنامج من مدينة جدة، وعزفت على مقام البيات الموسيقي رغم حداثة عهدها بالعزف الذي يعود لثلاث سنوات، والتي واجهت من خلالها صعوبة التعلم بسبب نظرة المجتمع على حد وصفها.