جميلة عوض: قوة المرأة تكمن في تقبل ذاتها
جميلة عوض نجمة مصرية شابة تميزت في مسلسل "تحت السيطرة" وفيلمي "هيبتا" و"الضيف" وغيرها من الأعمال. وهي تُعتبَر واحدة من أنجح ممثلات جيلها ولاسيما أنها حصدت أخيراً جائزة أفضل ممثلة أفريقية - آسيوية، كما أن فيلمها الأخير "بنات ثانوي" حقق نجاحاً كبيراً، علماً بأنه استند إلى بطولة نسائية مطلقة، وهي تجربة صعبة إذ أن الممثل الرجل لا يزال يهيمن على الدراما وشباك التذاكر شأنه منذ سنوات. أما جديدها فهو عمل بعنوان "إلا أنا" من 10 حلقات تؤكد من خلاله على أهمية وضرورة تقبل الذات بشكل أساسي.
تنحدرين من عائلة فنية: جدك هو الفنان الراحل محمد عوض، ووالدتك هي الفنانة الكبيرة راندا عوض، أما والدك فهو المخرج الكبير عادل عوض. هل تشعرين بمسؤولية كبيرة ملقاة على كتفك بسبب كل ما قدمته عائلتك إلى الفن؟
هي مسؤولية كبيرة من دون شك لكنني حملتها منذ نعومة أظافري، وأنا مقتنعة بها تماماً، وأصبحت جانباً أساسياً مني، وهذا ما دفعني إلى التمثيل على مسرح المدرسة ومن ثم قررت المشاركة في اختبارات لأعمال درامية وسينمائية خلال العام الأخير من دراستي الجامعية، وشعرت حينها بالمسؤولية والخوف بألا أكون على قدر المستوى. أتذكر جيداً الاختبار الأول الذي قمت به في مسيرتي المهنية، وكان حينها لمسلسل "تحت السيطرة" ولم أخبر حينها والديّ، وحين فزت بالدور علم والدي بمشاركتي، لكنه لم يعلم حينها أنه سيشاهد ابنته يومياً على الشاشة، حتى حين عرض العمل على الشاشة وفاز بمحبة الناس.
والدتك الممثلة المعتزلة غالباً ما ترافقك في عرض أعمالك للمرة الاولى دعماً منها لك ؟
والدتي ليست معتزلة في الوقت الحالي، قد تكون اعتزلت أكثر من مرة في السابق، وهذا ما جعلها تبتعد عن الساحة الفنية.
هل قد نشاهد والدتك في عمل جديد؟
ممكن جداً.
وهل من الممكن أن نشاهدكما معاً في عمل ما؟
كل شيء وارد! نعيش في أجواء من الكوميديا في المنزل وأعتقد أنه بإمكاننا تقديم عملكوميدي معاً.
من يتابعك على منصات مواقع التواصل الاجتماعي يكتشف شخصية مختلفة عما أنت عليه.
أختلف من فيديو إلى آخر، ولا أحب كثيراً تصوير ذاتي بعدسة الهاتف. وأشعر بارتياح أكبر حين أقف أمام عدسة المخرج أو المصور المحترف. ربما عليّ تعلّم كيفية استعمال بعض ميزات التطبيقات التي توفر خاصية الفيلترز على غرار بنات جيلي.
لا تنشرين صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة يومية وحريصة جدّاً في خياراتك. لماذا هذا التعتيم على حياتك الخاصة؟
هو ليس تعتيماً بقدر ما هو قرار شخصي مرتبط بعدم قدرتي على أخذ صور يومية ونشرها على مواقع التواصل، وكما قلت لك لست من محبي السيلفي! لكنني أصبحت أكثر تفاعلاً من السابق.
تعتبرين الشهرة وسيلة لتحقيق أهداف أسمى ولإيصال صوتك وصوت الآخرين. ما هي الرسالة التي أردت ايصالها أخيراً؟
تتجلى هذه الرسالة في المسلسل الجديد "إلا أنا". كذلك نقلت أصوات وهموم الفتيات في فيلم "بنات ثانوي" الذي عرض منذ فترة.
صحيح إذ تشاركين في إحدى قصص مسلسل "إلا أنا"، الذي عرضت منه قصتان قبل شهر رمضان. ويسرد العمل وقائع وأحداث حقيقية في معظمها عن المرأة بصفة خاصة. لكن ما هي رسالة هذه المشاركة؟
هي خطوة جديدة في عالم الدراما، لكنها تؤكد على أهمية وضرورة تقبل الذات بشكل أساسي، لأنّ قوة المرأة تكمن في ذلك! لا أستطيع الكشف أكثر عن تفاصيل العمل.
تقبل الذات قد يكون من الصعب تحقيقه عند البعض. هو مجهود دائم وعمل دائب ؟
صحيح هذا الأمر، وقد أصبح الأمر أصعب من السابق، ولاسيما اننا نعيش في مجتمع أصبحت مواقع التواصل جزءاً لا يتجزأ منه، وما تقدمه هذه المنصات هو عالم مختلف تماماً عما نحن عليه، وكل صورة تقدم رؤية مختلفة ومنظار آخر إلى الحياة.
كان لديك نجاحات عديدة العام الفائت منها مشاركتك في فيلم "سبع البرمبة" مع الممثل المصري رامز جلال، حيث نجح الفيلم في تحقيق إيرادات ضخمة تجاوزت 45 مليون جنيه. فوجهك على ما يبدو خير على الاعمال، فهي تربح جوائز أو تحقق أرباحاً... فما رأيك؟
أدعو ربي بالتوفيق دائماً.
إلى جانب "سبع البرومبا"، فاز فيلم "الضيف" بـ6 بجوائز وأنت حصدت عنه جائزة أفضل ممثلة أفريقية - آسيوية في مهرجان New Vision السينمائي الدولي بهولندا العام الفائت. هذه الجائزة جاءت لكي تثبت ماذا؟
على رغم اختلاف اللغة، استطاع العمل أن يحصد جوائز عالمية، وجاءت هذه الجائزة لتثبت أن الاحساس وصل إلى المشاهد من دون أي لغة تعريفية، وهذا الانجاز الأكبر لأي ممثل.
ما هي صفات الممثل الناجح؟
ليست هناك صفات محددة، لكن عليه أن يتمتع بموهبة وكاريزما خاصين به. وأهم ما في الأمر أن يكون قريباً من الناس.
هل من الصعب أن تكوني قدوة لمن هن من جيلك؟
هي مسؤولية صعبة، إذ عليّ الانتباه دائماً إلى ما أقوله أو ما أعبر عنه أمام الكاميرا أو في لقاءاتي الصحافية.
كيف تنظرين إلى بنات جيلك؟
هن محظوظات أكثر من الجيل الذي سبقهن، ويتمتعن بوعي أكبر، كما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في جعلهن ينظرن إلى العالم من منظار آخر، ودفعتهن إلى الخوض في معترك الحياة بثقة أكبر. لكن بعض هذه التحديات التي نعيشها اليوم نحن الممثلات تبدو أصعب من السابق، فإن نظرنا إلى موقع المرأة في الدراما المصرية في السبعينات والثمانينات والتسعينات لوجدنا أنها القائدة في أعمالها، مثل أفلام سعاد حسني، نجلاء فتحي، فاتن حمامة، نادية الجندي وغيرهن. غير أن الواقع اختلف اليوم، إذ أصبح الرجل هو بطل الفيلم والمرأة موجودة لكي ينقذها! كثيراً ما تربعت المرأة سابقاً على عرش شباك التذاكر وأتمنى أن نرى أفلاماً من بطولة نسائية أكثر.
إلى أي مدى تعتبرين الموضة جزءاً من شخصيتك؟ من يتحكم بمن؟
أتحكم بها حسب هواي، وأختار ما يناسبني ولا أدعها تسيطر عليّ.
علماً بأنك تعشقين تنسيق الملابس كما أنك تختارين أحياناً ملابس لها أصول تاريخية. لماذا برأيك تحنين إلى هذه الأصول؟
أعشق الملابس التي لها أصول تاريخية مثل اليونانية أو الاغريقية ولكن بشكل حديث. ربما تستهويني حين أقرأ كتاباً معينا له علاقة بهذه الحقبة من الزمن. لكن هذا الأمر يختلف في حياتي العادية.
غالباً ما تشاركين في أسبوع الموضة في نيويورك. ما هو الشعور الذي يخالجك حينئذ؟
أشعر باحساس رهيب، وهي تجربة فريدة في كل مرة، وأتذكر جيداً عرض المصمم العالمي أوسكار دي لا رينتا في فبراير الفائت ومشاركة العارضة العالمية بيللا حديد فيه! الجميل في الأمر أنّ أسبوع الموضة يهيمن على كافة نيويورك، إذ أينما ذهبت رأيت معالم الموضة واضحة في كل مكان.